الخميس, 13 نوفمبر 2025

مريم رجوي الرئيسة الجمهورية لإيران المستقبل

مريم رجوي

اجتماع إيران حرة 2023: إلى الأمام نحو جمهورية ديمقراطية

المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية

ماتثير الإعجاب بشأن مجاهدي خلق

أحدث الاخباربزشکیان و التحول بـ 180 درجة: من “سوف يقصفنا مجددًا” إلى “سنعيد...

بزشکیان و التحول بـ 180 درجة: من “سوف يقصفنا مجددًا” إلى “سنعيد البناء بقوة أكبر” فوضى الخطاب في قمة السلطة الإيرانية

رئيس النظام الإيراني، مسعود بزشكيان،

موقع المجلس:
في مشهد يلخص الارتباك داخل هرم السلطة في طهران، قدّم رئيس النظام الإيراني، مسعود بزشكيان، خلال أقل من ثلاثة أشهر، روايتين متناقضتين تمامًا بشأن قدرة النظام على مواجهة أي هجوم يستهدف منشآته النووية. فبين خطاب يائس في أغسطس 2025، أقرّ فيه بعجز طهران عن الرد، وخطاب تحدٍ ناري في نوفمبر من العام نفسه، أعلن فيه “إعادة البناء بقوة أكبر”، تتجلى بوضوح حالة الفوضى والارتباك الاستراتيجي التي يعيشها النظام.

هذا التحول لا يُظهر ثقة أو صلابة بقدر ما يكشف أن بزشكيان ليس صانع قرار، بل واجهة سياسية تتغير لهجتها تبعًا للضغوط الداخلية وردود الفعل الدولية.

النسخة “الجديدة” من بزشكيان: خطاب التحدي وإعادة البناء

في 2 نوفمبر 2025، وخلال زيارة ميدانية إلى مواقع نووية، نقلت وكالة رويترز عن بزشكيان قوله إن “إيران ستعيد بناء منشآتها النووية بقوة أكبر”، مضيفًا أن “العلم لا يوجد في الجدران، بل في عقول علمائنا”.
وحاول الرئيس الإيراني، في حديثه، أن يستند إلى فتوى خامنئي التي تزعم أن النظام “لا يسعى إلى إنتاج قنبلة نووية”، مقدّمًا نفسه كزعيم واثق في مواجهة التهديدات الأمريكية. جاء ذلك بعد ساعات فقط من تصريحات للرئيس الأمريكي دونالد ترامب قال فيها إنه “دمّر بالكامل القدرات النووية الإيرانية وحوّل إيران إلى دولة ضعيفة وغير محترمة”.

بهذا التوقيت، بدا واضحًا أن تصريحات بزشكيان لم تكن سوى ردٍّ دعائيٍّ على الإهانة العلنية التي وجهها ترامب، أكثر من كونها تعبيرًا عن موقف حقيقي أو قرار مستقل.

النسخة “القديمة”: اعتراف بالعجز التام

لكن قبل أقل من ثلاثة أشهر، في 10 أغسطس 2025، كان بزشكيان يتحدث بنبرة مختلفة تمامًا. ففي لقاء بثّته وسائل إعلام محلية، تساءل بمرارة:

“لقد جاء (ترامب) وضربنا. وإذا أعدنا البناء، فسيأتي ويضربنا مرة أخرى. فليقل لنا أحد: ماذا علينا أن نفعل؟”.

هذا التصريح العلني باليأس مثّل واحدة من اللحظات النادرة التي كشف فيها مسؤول رفيع عن مأزق النظام الحقيقي في مواجهة الضغوط العسكرية والدبلوماسية، وأثار موجة انتقادات داخلية حادة ضده.

لماذا تغيّر الخطاب 180 درجة؟

لا يمكن تفسير هذا الانعطاف الحاد في لهجة بزشكيان إلا عبر عاملين رئيسيين، كلاهما يعكس هشاشة النظام أكثر مما يدل على تماسكه:

1. ردّ فعل على تصريحات ترامب

التحول إلى خطاب “التحدي” في نوفمبر جاء مباشرة بعد المقابلة التي أجراها ترامب مع شبكة CBS في اليوم نفسه، والتي تفاخر فيها بأنه “أعاد إيران إلى نقطة الصفر” في مشروعها النووي.
كان من الصعب على النظام، الغارق في أزماته، أن يلتزم الصمت أمام هذا الاستفزاز، فتم دفع بزشكيان إلى الواجهة لتبنّي خطاب متشدد يهدف إلى ترميم صورة “القوة” المهددة بالانهيار.

2. توبيخ من حرس النظام

أما خطاب العجز في أغسطس، فقد جرّ على بزشكيان غضبًا واسعًا داخل الأوساط الأمنية والعسكرية. إذ شنّت وسائل إعلام تابعة لقوة القدس هجومًا حادًا عليه، متهمةً إياه بإظهار “صورة ضعيفة تضر بالمصالح الوطنية وتغلق أبواب التفاوض”.
تحت هذا الضغط، اضطر بزشكيان إلى تعديل خطابه بشكل كامل في نوفمبر، مقدّمًا رواية رسمية صيغت بعناية لإرضاء الجناح العسكري الذي يتحكم فعليًا بمفاصل الدولة.

الرابط بين التصريحين: خامنئي في الخلفية

رغم التناقض الصارخ بين التصريحين، فإن خيطًا واحدًا يجمعهما: حضور خامنئي كمصدر القرار الحقيقي. ففي أغسطس قال بزشكيان صراحة: “لن نفعل شيئًا دون موافقته”، بينما استند في نوفمبر إلى “فتواه” لتبرير الموقف الرسمي.
هذا التكرار يوضح أن بزشكيان ليس أكثر من متحدث باسم المرشد، ينقل ما يُطلب منه قوله وفق ما تقتضيه الحاجة السياسية والظروف الإعلامية.

خلاصة: النظام في دوامة فقدان البوصلة

التحول المفاجئ من خطاب العجز إلى خطاب “التحدي” لا يعكس تطورًا في الموقف الإيراني، بل تدهورًا في تماسكه الداخلي. فالنظام الذي يتحدث بأصوات متناقضة خلال أسابيع معدودة هو نظام يعيش ارتباكًا عميقًا على مستوى القرار والقيادة.
لقد أراد بزشكيان أن يبدو زعيمًا واثقًا، لكنه كشف — من حيث لا يدري — أن من يقود طهران اليوم ليس الرئيس المنتخب، بل منظومة متصارعة يحركها الخوف من الداخل أكثر من تهديدات الخارج.

المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية
Privacy Overview

This website uses cookies so that we can provide you with the best user experience possible. Cookie information is stored in your browser and performs functions such as recognising you when you return to our website and helping our team to understand which sections of the website you find most interesting and useful.