الثلاثاء, 18 نوفمبر 2025

مريم رجوي الرئيسة الجمهورية لإيران المستقبل

مريم رجوي

اجتماع إيران حرة 2023: إلى الأمام نحو جمهورية ديمقراطية

المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية

ماتثير الإعجاب بشأن مجاهدي خلق

أحدث الاخبارالنظام الإيراني.. نشأته وماضيه... ومستقبله البذرة الأولى : ولادة مشروع باسم الثورة

النظام الإيراني.. نشأته وماضيه… ومستقبله البذرة الأولى : ولادة مشروع باسم الثورة

الملالي الخمیني و علی خامنئي-

وكالة حمورابي الاخبارية الدولية-د. سامي خاطرأكاديمي وأستاذ جامعي:

ملالي إيران منذ التاريخ كانوا على الدوام جذوة لظلم الشعوب على يد الطغاة الجبابرة، وقد كانوا عوناً قريباً للشاه المخلوع وأبيه من قبله، ومن بعد سقوط دكتاتورية الشاه محمد رضا بهلوي في ثورة فبراير الوطنية عام 1979 لم يكن لدى الغرب المتخوف من صعود التيار الوطني الإيراني سوى الاستعانة بملالي إيران للحفاظ على مصالحهم بتبني دكتاتورية جديدة لابد لها من خطاب مثير ولم يكن هناك أفضل من خطاب الدين والمذهبية خاصة إذا تبنته جماعة من المدعين المحبين للسلطة.. وقد كان. لم يكن نظام الملالي النظام الإيراني الحالي نتاجًا طبيعيًا لحركة تحرر شعبية خالصة كما يُروَّج له بل هو ثمرة مشروع أُعدّت له بيئة إقليمية ودولية معقّدة؛ ففي عام 1979 حينما سقط نظام الشاه محمد رضا بهلوي تحت ضغط الشارع بدا للعالم الحر أن صفحة جديدة من الحرية ستُكتب في إيران.. غير أن الواقع كان مختلفًا تمامًا إذ لم يرق للغرب أن تكون هذه الصفحة الجديدة في إيران خاصة في ظل وجود قوى وطنية ديمقراطية إيرانية . تسلّل خميني إلى المشهد مستغلًا حالة الفوضى والاحتقان الشعبي حاملاً خطابًا دينيًا ظاهره التقوى لكن أساسه الادعاء وباطنه السياسة وتمكين الغرب من إيران والمنطقة نظير وصول الملالي وبقائهم في السلطة.. لم يكن الرجل عائدًا من المنفى ليبني دولة حديثة بل ليؤسس نظامًا ظاهره عقائديًا لكنه ذا نزعة توسعية تحت شعار تصدير الثورة.. لقد زرع خميني أول بذرة لدولة دينية ذات مشروع فوق وطني، لا تؤمن بحدود الجغرافيا ولا بسيادة الدول، بل ترى نفسها وصية على المنطقة وشعوبها.
من أنبتها ومن تكفّل بها
يُخطئ من يظن أن هذا النظام نشأ بمعزل عن لعبة الأمم.. فخلف ستار الثورة المسماة بالإسلامية كان هناك من يترقّب ويحسب المكاسب.. إنه الغرب وعلى رأسه الولايات المتحدة الذي لم يكن غائبًا عن المشهد . ورغم العداء المعلن بين واشنطن وطهران فإن قراءة دقيقة للأحداث تكشف أن قيام النظام الإيراني خدم مصالح إستراتيجية معينة أهمها منع قيام نظام وطني قوي في إيران يُهدّد توازن القوى في الخليج، ويقطع الطريق أمام السيطرة على منابع الطاقة . لقد تغاضت القوى الكبرى عن كثير من ممارسات طهران منذ اللحظة الأولى، لا بل واستفادت من وجودها كـ فزّاعة لتبرير حضورها العسكري والسياسي في المنطقة، وفي المقابل وجدت طهران نفسها محصّنة من السقوط الكامل ما دامت تقوم بالدور المرسوم لها : إرباك المنطقة وإبقاء العرب في دوامة الصراع المذهبي والسياسي، ومن هنا يمكن القول إن من أنبت هذا النظام ورعاه لم يكن الشعب الإيراني بل شبكة مصالح دولية رأت فيه أداة للابتزاز الجيوسياسي، وضمانة لاستمرار الفوضى الخلّاقة في الشرق الأوسط .
الأيديولوجيا: سلطة باسم المذهب
اعتمد النظام الإيراني منذ بدايته على صيغة فريدة تجمع بين الدين والسياسة تحت مسمّى ولاية الفقيه وهي نظرية تمنح المرشد الأعلى سلطة مطلقة على الدولة تتجاوز المؤسسات المنتخبة وتنسف مبدأ السيادة الشعبية من جذورها .. ولقد جعلت هذه العقيدة من المرشد كائنًا فوق الدستور والقانون يُنصّب ويعزل ويقرر مصير الحرب والسلم دون مساءلة، ولأن النظام قام على الادعاء بالتفويض الإلهي فقد تحوّل الخلاف معه إلى كفر، والمعارضة إلى فتنة والاحتجاج إلى عمالة.. وهكذا حُوصر الداخل الإيراني بخطاب إدعائي متشدد بينما وُجِّهت طاقات الدولة الإيرانية نحو الخارج .
نظرة طهران إلى دول وشعوب المنطقة
في عقيدة النظام الإيراني لا وجود لدول ذات سيادة بقدر ما هناك ساحات نفوذ من العراق إلى لبنان، ومن اليمن إلى سوريا وفلسطين مارس النظام نفوذه عبر أذرعه الطائفية والميليشياوية .. فالعراق يُنظر إليه كأساس للهلال الشيعي، ولبنان كقاعدة أمامية عبر حزب الله، واليمن كبوابة للضغط على الخليج، وسوريا كحزام إستراتيجي لحماية مشروعه من الخليج إلى البحر المتوسط .. غير أن أخطر ما يميز هذه الرؤية هو استخفافها بالهوية الوطنية لدول المنطقة، وإصرارها على ترسيخ مبدأ تغليب الولاء المذهبي على الانتماء الوطني.. إنها رؤية لا ترى في العرب شركاء بل فرائس يجب ترويضها أو تقسيمها أو إخضاعها تحت راية المستضعفين لكنها في جوهرها تسعى لإحياء وهم الإمبراطورية الفارسية بثوب ديني جديد.
الواقع الداخلي: ثورة أكلت أبناءها
بعد أكثر من أربعة عقود لم يجني الشعب الإيراني من الثورة الإسلامية سوى الفقر والبطالة والقمع، وارتفعت معدلات التضخم والفساد إلى مستويات قياسية، وغدت الثروات مركّزة في يد الحرس الثوري ومؤسسات دينية واقتصادية مرتبطة بمكتب المرشد.. في المقابل انتشرت الانتفاضات الشعبية في مختلف المحافظات من احتجاجات 2009 إلى انتفاضة 2022 التي اندلعت إثر مقتل الشابة مهسا أميني.. لقد تحوّل النظام من ورة على الظلم إلى نظام يقمع أي حلم بالحرية وأصبح بقاءه مرهونًا بالقمع الداخلي والدعم الخارجي.
مستقبل النظام: بين الانهيار والتحول
يتفق معظم المحللين أن النظام الإيراني اليوم يقف عند مفترق طرق.. فهو يعيش أزمات متداخلة: اقتصادية خانقة، وعزلة سياسية متنامية، وتململ شعبي لا يهدأ، ومع ذلك، فإن سقوطه الفوري ليس مضمونًا، لعدة أسباب أولها أن النظام ما زال يمتلك أدوات قمع فعالة، وثانيها أن القوى الكبرى تفضّل استمرار الوضع الراهن على المجهول، وثالثها وجود شبكة مصالح اقتصادية معقدة مرتبطة به في المنطقة؛ لكن في المقابل لم يعد هذا النظام قادرًا على إنتاج شرعية جديدة أو إقناع الأجيال الإيرانية الشابة بمشروعه.. فجيل ما بعد الثورة يعيش عالماً مفتوحًا، ويرى في الغرب نموذجًا للحرية والرفاه بينما يرزح تحت حكمٍ يجرّه إلى الماضي.
البديل الممكن: إيران ما بعد ولاية الفقيه
الحديث عن مستقبل إيران لا ينفصل عن القوى المعارضة في الداخل والخارج وعلى رأسها المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية وذراعه السياسي منظمة مجاهدي خلق الایرانیة(MEK)التي ما تزال تمثل الصوت المنادي بجمهورية ديمقراطية تفصل الدين عن السلطة.. هذه المعارضة تكتسب زخمًا متزايدًا خاصة مع تصاعد الدعم الشعبي والدولي لها ومع بروز شخصيات مثل السيدة مريم رجوي التي قدّمت مشروعًا واضحًا لإيران حرة، قائمة على المساواة والعدالة وسيادة القانون.
الخاتمة: نظام بلا مستقبل
يمكن القول إن النظام الإيراني الذي قام على الخداع الديني والتمكين السياسي، قد استنفد أغراضه التاريخية، لقد كانت ولادته ثمرة صفقات وأوهام، واستمراره قائمًا على القمع والتوسع، أما مستقبله فمحكوم بعوامل الانفجار الداخلي والتحولات الإقليمية ، وإيران اليوم أمام خيارين لا ثالث لهما: إما أن تواصل السير في طريق العزلة والدمار، أو أن تنهض من جديد دولةً طبيعية تتصالح مع شعبها وجيرانها والعالم.. ولن يتحقق ذلك إلا بزوال هذا النظام الذي بات عبئًا على نفسه وعلى المنطقة برمتها.

المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية
Privacy Overview

This website uses cookies so that we can provide you with the best user experience possible. Cookie information is stored in your browser and performs functions such as recognising you when you return to our website and helping our team to understand which sections of the website you find most interesting and useful.