الحوار المتمدن- محمد حسين الموسوي كاتب وشاعر:
العفة والحجاب ومئة علامة استفهام على واقع بأكمله تشوهت فيه الحقائق والعقائد في ظل سلطان ولاية الفقيه بسبب الكذب والإدعاء والجهل والتجاهل..
قراءة وتعليق
المؤسف المُحزن أن تقاد دول كإيران والعراق بجهل وسفاهة.. ما الذي يمنعكم أن تكونوا مسلمين حقيقيين.. ثواراً حقيقيين.. قوميين حقيقيين.. بشر حقيقيين.. هل بينكم وبين الحقيقة والنبل عداء.. هل صُفِعتم على ناصيتكم فلم تعودوا تُبصِرون؛ أم وصل بكم الغرور إلى الاستخفاف بعقول البشر فلم تعودوا أن هناك عشرات الملايين من أصحاب العقول الواعية والأنفس النقية حولكم يرون خروجكم وضلالكم وخيبتكم منذ بداية سلطانكم.. أفسدتم في الأرض وادعيتم أنكم مصلحين، وحرمتم الحلال وحللتم الحرام وشوهتم كل جميل، وأبحتم لأنفسكم المحرمات والمكروه، ونشرتم الفتن والضلال والبدع وثقافة الخداع.. وكل ذلك كان بالباطل تحت خيمة وشعارات الدين، ونقلتم أمراضكم وأوهامكم إلى العراق ولبنان وفلسطين وسوريا، والنتيجة لم يعد في إيران من يرغب في رؤيتكم أو سماعكم سوى المنتفعين، وخارج إيران لم يكن سوى الخيانة والخراب والدمار، وكل من عارضكم داخل إيران لم يرى سوى الموت وبؤس السجون والتشريد والتنكيل.. وهذه هي جزئ من صورة واقع الحال المُخزي في إيران والعراق وكل ما هو على صلة بملالي إيران.
لسنا ممن يشمت بأحد حتى لو كان عدواً.. ونؤمن بالحديث الكريم القائل “لا تشمت بأخيك يعافيه الله ويبتليك”.. كذلك ليس هذا مكاناً أو موضعا للشماتة فهو بئس الموقف وعظيم البلاء، وإن شاء الله نكون ممن يترفعون عن كل ما هو دون.. كما لسنا ممن يزايدون على أحد أو يجهلون ما يدور حولهم.. ولا ممن يجهلون قدر أنفسهم تقودنا الحقائق والقيم، وتاريخٌ طويلٌ من التجارب السياسية والتاريخية كفيلة بأن نقرأ ما حولنا من صورة ومفردة وحدث؛ إننا لا ندعي التدين أو نرفع شعارات الدين.. كذلك نخشى أن نسيء لديننا ومنبتنا وفكرنا وانتماءاتنا.. إننا فقط نقرأ الموقف والصورة ونربط الأحداث ونذكر وننتقد ونواجه ليس لمجرد عبث المواجهة لا بل بقصد الإصلاح والإنتقال بالبؤساء والفقراء والضعفاء من بؤسٍ إلى كرامة وعزة.
بعد جهد جهيد فُسِر الماءُ بالماءِ
بعد كل نكبة وكل فضيحة وكل جريمة يأتي رموز أو إعلام نظام الولي الفقيه ليفسر الماء بالماء؛ فهل كان الماء زيتاً ثم حولتموه ببراعتكم أو اكتشفتم أنه ماء.. أم هي أهواءكم وأطماعكم وتغافلكم.. أم توجيه من العلياء في إطار صراعات الضباع على الفرائس.. وبعض الفرائس عند الضباع فطائس؛ لم يردعكم دين ولا حياء ولا قيم ولا قوانين، ولم تكتفوا بالقتل والنهب والسرقة في إيران فمارستم هواياتكم ذاتها في العراق وسوريا.. أما التدمير لصالح قوى الإستعمار التي تسمونها بـ قوى الإستكبار العالمي فلم ينتهي بتدميركم إيران إذ دمرتم العراق واليمن ولبنان وسوريا.. وختاما هذا هو حال فلسطين وغزة بفعل خدماتكم المباشرة وغير المباشرة لصالح الصهاينة شركائكم في صنائع الشر وخراب المنطقة.
العفة والحجاب والدين والولاء لآل بيت المصطفى الأطهار..
الإسلام دين يقوم على جمال القيم والأخلاق والعفة والحياء.. لكن التساؤل هنا كيف لمن ضرب قيم وأُسس الإسلام وخرج عنه وخرج عن سُنة وأخلاق الرسول الكريم صلوات الله عليه وآله.. كيف لهم أن يوالوا آل البيت وهم على هذا الخروج، وكيف لهم أن يتحدثوا عن العفة والحياء وهم ليسوا أهلً لذلك.. كيف تطالبون الناس يا ملالي إيران بما لم تلتزموا به، وكيف تطالبون النساء بالحجاب وهو الستر وأنتم لا حجاب لكم ولا ستر ولا عفة ولا حياء تنالون من المحصنات وتتهمونهن بالفحش باطلاً وأنتم عاجزون عن تربية أبنائكم وبناتكم على قيم الإسلام أو حتى على القيم الإنسانية النبيلة التي هي جزء من الإسلام المحمدي الأصيل وليس إسلامكم الذي لا علاقة له بالإسلام المحمدي وقيمه.. أولى أن تقوموا أنتم أولا على قيم العفة والحياء وتنهون أنفسكم عن الفحشاء والمنكر والبغي.. تقيمون صلاةً لا تنهى عن فحشاء ولا منكر.. وتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم…!!!
استفزني فيديو شاهدته يخص المدعين رموز السلطان في إيران ولم أشمت فيهم بل أشفقت عليهم وما هم فيه من فقر قيم وبؤس وهوان رغم قوتهم وأموالهم.. ودائما أرى أن فقر وبؤس الفقراء وهوانهم أخف وأهون بكثير من بؤس هؤلاء الأباطرة أرباب السلطة في نظام ولاية الفقيه..؛ لم أستغرب ما رأيته رغم أنه استفزني فعادة ما يكون لهؤلاء وأبنائهم وذويهم من سوء الطباع وسلوك الضباع ما يرفضه كل حر شريف لكنهم وأبنائهم دأبوا على ذلك، ومن يريد فليبحث عن تاريخ وحال أبناء وعوائل خميني وخامنئي وكروبي والذكور من أبناء رفسنجاني وحيتان الحرس وماذا فعلوا بالشباب الشرفاء من أبناء لرستان الناجحين في مطلع التسعينيات من القرن الميلادي الماضي.. وكذلك هو حال عبيدهم في العراق..
لقد رأيت العفة والحياء والصدق والتضحية والعطاء والموضوعية في كل من عارض نظام الملالي خاصة في أشرف ولدى باقي قوى اليسار الإيراني سواء كانوا إسلاميين أو ديمقراط من المعارضين للملالي.. ولم أرى أي من ذلك في سياسات نظام ولي الفقيه أو في سلوك وممارسات رموزه وعناصره وواجهاته..
لا أريد الخوض بالتفاصيل في محتوى الفيديو حياءً مني لكنني أقول إنني خجلت من محتوى الفيديو ومضمونه وأشفقت على من يعنيه الفيديو.. أما أنا والعياذ بالله من كلمة أنا كديمقراطي أدعو الله ألا أكون في هكذا موقف.. وأُذكِر بأن المال الحرام والباطل يُفسدان الذرية ويتبعهما سوء العاقبة..
اعترفوا بذنبكم واقتلوا أنفسكم خيرٌ لكم.. وفي كل الأحوال ينتظركم سوء المصير.. نعمة التكنولوجيا فضحت كل شيء وربنا وربكم رب المستضعفين وليس رب الطغاة..
د. محمد حسين الموسوي/ كاتب عراقي
مريم رجوي الرئيسة الجمهورية لإيران المستقبل








