موقع المجلس:
في تقرير مؤثر نشرته الصحيفة البريطانية “ذا صن”، روى سروش سماك، ابن السجينة السياسية زهراء طبري (67 عامًا)، قصة بطولة أمه التي تواجه حبل المشنقة بعد محاكمة شكلية لم تتجاوز 10 دقائق. وصف سروش والدته بأنها “لا تخشى الموت”، مكشفًا عن تصعيد مرعب في آلة الإعدامات التي يشرف عليها النظام الإيراني، حيث يُعدم سجين كل أربع ساعات تقريبًا، في محاولة يائسة من الولي الفقيه المنهار لترهيب المعارضة.
'My mother is not afraid to die, and we are proud of her courage. Shame on those who have imprisoned the people.'
Read my interview with the son of brave Zahra Tabari, who has been sentenced to death by Iran's regime amid an alarming surge in executionshttps://t.co/LoiSlWMOXh
— Katie Davis (@ByKatieDavis) October 29, 2025
فخورون ببسالتها… رسالة من أعماق الآلام
أفاد سروش سماك، المقيم في السويد، لـ”ذا صن”: “أمي لا تخاف الموت، ونحن نفخر بشجاعتها. العار يلتصق بمن سجنوا الشعب”. وأكد أن سياسة الإعدامات فقدت تأثيرها الرعبي، بل أصبحت وقودًا للغضب الشعبي، مشيرًا: “هذا السلاح قد صدئ؛ هذه الأحكام لا تفعل سوى إشعال نار الغضب في قلوب الناس”. وصف والدته بأنها “امرأة قوية، مدركة، مثقفة، وبسالتها لا تُضاهى. ولهذا يسعون لكسرها، إذ يرتعد نظام الملالي أمام نساء مثلها”.
جلسة صورية ومصير غامض
زهراء طبري هي إحدى 18 سجينًا سياسيًا يواجهون الإعدام الوشيك بتهم كاذبة. أُلقي القبض عليها في مارس الماضي عندما اقتحمت قوات الأمن منزلها بسبب صلاتها بحركة المعارضة، منظمة مجاهدي خلق الإيرانية. وبعد نقلها إلى سجن لاكان في رشت، صدر الحكم بالإعدام في جلسة افتراضية عبر الفيديو لم تتجاوز 10 دقائق، دون منحها حق الوصول إلى محامٍ مستقل.
إلى جانب زهراء، يهدد 17 سجينًا سياسيًا آخرون بالإعدام بسبب انتمائهم للمعارضة الديمقراطية، وهم: بجمان تبريزي، محمد جواد وفائي ثاني، بويا قبادي، وحيد بني عامريان، بابك علي بور، يعقوب درخشان، إحسان فريدي، محمد تقوي، أبو الحسن منتظر، أكبر دانش وركار، أمين فرح آور، منوجهر فلاح، علي رضا مرداسي، فرشاد اعتمادي فر، مسعود جامعي، حامد وليدي، ونيما شاهي.
النظام الإيراني يصدر حكم إعدام على السجينة السياسية زهراء طبري بتهمة الارتباط بمنظمة مجاهدي خلق
حكم قضاء الجلادين بالإعدام على السجينة السياسية زهراء طبري في سجن رشت بتهمة التعاون مع منظمة مجاهدي خلق.
دعوة ماسة للتدخل الدولي لإنقاذ زهراء والسجناء السياسيين الآخرين المحكومين بالإعدام.
تصعيد دموي للإعدامات وسط تراجع النظام
تأتي قضية زهراء في سياق تصعيد هستيري للإعدامات، كمحاولة يائسة من خامنئي لتعزيز سلطته الهشة. تشير الإحصاءات إلى أن سبتمبر وحده شهد إعدام 204 سجناء، رقم لم يُشهد مثله منذ مجزرة صیف عام 1988. ووصل إجمالي الإعدامات منذ بداية 2025 إلى أكثر من 1200 حالة، مقارنة بـ1001 في 2024 كاملاً. يرى الملاحسون أن هذا التصعيد رد فعل على ضعف النظام، خاصة بعد الضربات الإسرائيلية والأمريكية التي أضعفت برنامجه النووي ووكلاءه الإقليميين.
دعوة للتضامن الدولي
أطلق سروش نداءً حاسمًا إلى الحكومات الغربية: “أرجو الحكومة البريطانية والدول الغربية الأخرى، بما فيها السويد حيث حصلت أمي على ماجستيرها، أن تجعل كل علاقاتها التجارية والدبلوماسية مع الديكتاتورية الإيرانية معلقة بوقف إعدام السجناء السياسيين وإطلاق سراحهم غير المشروط. هذا السبيل الوحيد لإلزام النظام بوقف جرائمه”.
وفي سياق ذي صلة، أثنى حسين عابديني، نائب مدير مكتب المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في بريطانيا، على صمود السجناء، مشيرًا إلى إضراب الطعام الذي قاده 1500 سجين في سجن قزل حصار. وأكد أن “الديكتاتورية الإيرانية، المواجهة أزمة شرعية واضطرابات اجتماعية،
ترى في الإعدامات الجماعية مخرجها الوحيد للاستمرار”. وأضاف، مستذكرًا كلمات السيدة مريم رجوي: “يعتمد بقاء النظام على القمع وانتهاكات حقوق الإنسان وتصدير الإرهاب، ولن يتوقف عن ذلك حتى يوم نهايته”.








