الخميس, 13 نوفمبر 2025

مريم رجوي الرئيسة الجمهورية لإيران المستقبل

مريم رجوي

اجتماع إيران حرة 2023: إلى الأمام نحو جمهورية ديمقراطية

المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية

ماتثير الإعجاب بشأن مجاهدي خلق

أحدث الاخبارمن سياسة التفرّج إلى صناعة التحوّل الإقليمي

من سياسة التفرّج إلى صناعة التحوّل الإقليمي

کوالیس الیوم- د. سامي خاطر/ أكاديمي وأستاذ جامعي:
هل لدى العرب رؤية معنية بالواقع السياسي في إيران اليوم ومستقبلا…؟ أربعة عواصم عربية تحتلها إيران!!!
دائما ما ردد مسؤولون وإعلاميون في نظام الملالي الحاكم في إيران جملة (نحكم أربعة عواصم عربية ونصيغ قراراتها بأيدينا) وهذه حقيقة لم ينكروها هم ولسنا بغافلين عنها.. والأمر ليس كذلك فحسب بل هو أبعد من ذلك.. لكن اليوم وفي خضمّ التحولات المتسارعة التي تشهدها المنطقة والعالم يبرز سؤالٌ جوهريّ هام لم يعد بالإمكان تجاهله.. هل يملك العرب القدرة على التأثير في صياغة مستقبل إيران وأمن واستقرار المنطقة؟ والجواب بعيدًا عن الشعارات هو نعم.. لا لأن العرب يمتلكون أدوات الحرب بل لأنهم يملكون أوراق الضغط السياسي والاقتصادي والاستراتيجي التي يمكن أن تغيّر قواعد اللعبة إذا ما أُحسِن استخدامها خاصة تجاه الغرب الذي ما زال حتى اليوم أسيرا لسياسات المهادنة والاسترضاء مع نظام الملالي، ولقد آن الأوان أن يدرك العرب أن معركتهم مع النظام الإيراني ليست معركة حدود أو نفوذ بل معركة هوية واستقرار ومستقبل..
فهذا النظام بتركيبته الأيديولوجية العدوانية لا يمكن أن يكون جاراً صالحاً ولا شريكاً سياسياً، ولا حتى طرفًا عاقلًا في منظومةٍ إقليمية حديثة.
سياسة المهادنة أصل الداء الغربي
منذ قيام نظام ولاية الفقيه قبل أكثر من أربعة عقود تبنّى الغرب سياسة ناعمة تجاه طهران قوامها “الاحتواء عبر الحوار”.. لكنّ هذه المقاربة التي كان يُفترض أن تكبح جماح النظام تحوّلت إلى غطاءٍ لتمدّده الإقليمي؛ فالاتفاقات النووية وتخفيف العقوبات، وإعادة العلاقات الدبلوماسية منحت نظام الملالي في إيران أوكسجينًا سياسيًا واقتصاديًا مكّنهم من تمويل الحروب بالوكالة في العراق وسوريا ولبنان واليمن، ولقد اعتقدت العواصم الغربية أن التساهل سيقود إلى الاعتدال غير أن الواقع أثبت أن الاسترضاء لا يُنتج إصلاحًا بل يغذّي التطرّف.. فالنظام الذي يعيش على تصدير الأزمات لا يمكنه البقاء إلا في ظلّ صمت الآخرين.
العرب.. من ردّ الفعل إلى الفعل
العرب اليوم ليسوا كما كانوا قبل عقدٍ أو عقدين.. فالمشهد الإقليمي قد تغيّر والدول العربية لا سيما الخليجية منها تمتلك اليوم ثقلًا اقتصاديًا ودبلوماسيًا قادرًا على إعادة صياغة التوازنات الدولية، وإنّ العرب إذا ما تحركوا بوعيٍ جماعيّ يستطيعون إعادة توجيه البوصلة الغربية من منطق “التسوية مع طهران” إلى منطق “المحاسبة والمساءلة”.. وهذا التحول لا يتطلب سلاحًا أو صدامًا بل استراتيجية ضغط ذكية ومستمرة يمكن أن تبدأ من ثلاث جبهات رئيسية:
1. الضغط الدبلوماسي الموحّد: من خلال بناء موقف عربي مشترك يرفض سياسة المهادنة ويطالب الغرب بتبنّي مقاربة واقعية تقوم على محاسبة طهران على جرائمها الإقليمية وانتهاكاتها الداخلية.
2. الورقة الاقتصادية والطاقة: فالدول العربية بوصفها المورد الأول للطاقة للعالم الصناعي تملك نفوذًا حقيقيًا في مراكز القرار الغربي ويمكنها أن تجعل أيّ تعامل اقتصادي مع نظام طهران مكلفًا سياسيًا وأخلاقيًا.
3. التحالف مع قوى المعارضة الإيرانية: التحالف مع المعارضة الإيرانية وعلى وجه الخصوص المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية بقيادة السيدة مريم رجوي الذي يطرح بوضوح “الحل الثالث” أي لا حرب خارجية ولا تسوية مع النظام بل تغيير من الداخل عبر الشعب والمقاومة المنظمة، وإنّ دعم هذا الخيار العربي العاقل يقدّم بديلاً ديمقراطيًا مستقرًا بعد سقوط النظام ويقطع الطريق على نيران الحرب التي ستسقط على المنطقة كلها إذا ما أراد الغرب القيام بعمل عسكري ضد ملالي إيران.. كذلك سيحمي هذا الموقف العربي المنطقة من أي فوضى محتملة.
الفرصة التاريخية للعرب
إنّ إيران 2025 ليست إيران 2005.. فالنظام في أضعف حالاته منذ تأسيسه: أزماته الداخلية تتعمّق، يتآكل من جذوره، واحتجاجات شعبه لم تتوقف، وفي المقابل فإنّ نفوذه الخارجي يتراجع وحلفاؤه من الميليشيات يواجهون انكسارات متتالية في لبنان واليمن والعراق وسوريا.
هذه اللحظة التاريخية تمثل نافذةً نادرة للعرب كي يكونوا شركاء في صناعة التغيير لا مجرّد متفرجين على التحولات؛ فالمعادلة لم تعد بين الغرب وطهران فحسب بل باتت تشمل الرؤية والإرادة العربية التي يمكنها توجيه السياسات الدولية عبر وضوح الرؤية وثبات الموقف.
موازين جديدة في الشرق الأوسط.. والعرب يستطيعون أن يقولوا لا لكل من يهدد وجودهم ..
“سياساتكم القديمة لم تجلب الاستقرار بل مكّنت الإرهاب وأشعلت الحروب بالوكالة.. وآن الأوان لأن تدعموا الشعب الإيراني لا جلّاديه”؛ مثل هذا الموقف إذا تبلور ببيانٍ مشتركٍ أو بقرارٍ عربيّ موحّدٍ داخل الأمم المتحدة أو عبر اللقاءات الثنائية مع العواصم الغربية الكبرى فإنه كفيل بتغيير المزاج السياسي في أوروبا وواشنطن ودفعه نحو دعم بدائل ديمقراطية داخل إيران بدلاً من التواطؤ مع نظامٍ يعيش على الأزمات.
حين يدرك الغرب أنّ الاستقرار الإقليمي لا يمكن أن يُبنى فوق رماد الشعوب، وحين يجد أنّ الشركاء العرب يقفون صفًا واحدًا خلف رؤيةٍ واضحة لإيران المستقبل.. ديمقراطية، سلمية لا عدوانية؛ حينها فقط سيتبدّل منطق التعامل الدولي مع طهران..
فالقوة ليست في السلاح وحده بل في القدرة على تشكيل الرأي الدولي وصياغة السياسات، والعرب اليوم بما يملكون من اقتصادٍ مؤثر وتحالفاتٍ متينة وموقعٍ جغرافيّ حاسم قادرون على ذلك تمامًا.
من الاسترضاء إلى التغيير
التغيير في إيران ليس حلمًا بعيدًا بل احتمالٌ واقعيّ يمكن أن يتحقق عندما تُسحب من يد النظام أوراقه الخارجية، ويُدرك الغرب أنّ زمن المسايرة انتهى وأنّ إرادة الشعوب العربية إذا اجتمعت تستطيع أن تُحدث ما لم تستطع الجيوش أن تفعله.
إنّ العرب إن أرادوا قادرون على أن يكونوا مفاتيح التغيير لا شهودًا عليه، وما بين التردد والمبادرة تقف المنطقة على حافة زمنٍ جديدٍ قد يُكتب فيه فصل النهاية في حكاية نظام الملالي وبداية عهدٍ من السلام الحقيقي القائم على الحرية والاحترام المتبادل.
د. سامي خاطر/ أكاديمي وأستاذ جامعي

المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية
Privacy Overview

This website uses cookies so that we can provide you with the best user experience possible. Cookie information is stored in your browser and performs functions such as recognising you when you return to our website and helping our team to understand which sections of the website you find most interesting and useful.