موقع المجلس:
سلّطت شبكة فوكس نيوز الأمريكية الضوء على تصاعد غير مسبوق في وتيرة الإعدامات داخل إيران، حيث تجاوز عدد من نُفّذت بحقهم أحكام الإعدام هذا العام ألف شخص، وفقًا لتقارير صادرة عن الأمم المتحدة. ووصفت المفوضية السامية لحقوق الإنسان هذا التصاعد بأنه “فورة إعدامات غير مسبوقة” تهدف إلى ترهيب المجتمع وإخماد أي احتجاجات محتملة.
وذكر تقرير الشبكة أن معظم أحكام الإعدام صدرت في قضايا تتعلق بالمخدرات أو جرائم القتل، إلا أن العديد من المنظمات الحقوقية تؤكد أن النظام يستخدم هذه التهم كغطاء لتصفية المعارضين السياسيين.
إضراب جماعي في سجن قزل حصار: 1500 سجين يواجهون الموت
في 13 أكتوبر الجاري، أعلن نحو 1500 سجين محكوم عليهم بالإعدام في العنبر الثاني بسجن قزل حصار عن بدء إضراب جماعي عن الطعام، احتجاجًا على استمرار تنفيذ أحكام الإعدام، وللمطالبة بوقف ما وصفوه بـ”آلة القتل الرسمية”. ومن بين هؤلاء السجناء 17 عضوًا من منظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة.
وامتد الإضراب إلى العنابر الأولى والرابعة في السجن نفسه، كما شمل سجن إيفين الشهير في طهران. وأفاد المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية أن سلطات السجن حاولت كسر الإضراب بالقوة والتهديد، في حين أكد السجناء في بيان نقلته فوكس نيوز أنهم “لم يعودوا يحتملون هذا القمع الدموي”.
وجاء في البيان الذي وجهه السجناء المضربون:
“لقد سئمنا من رؤية زملائنا يُساقون كل يوم إلى المشانق. نعيش في كابوس الموت اليومي، ونطالب بإلغاء عقوبة الإعدام في إيران”.
تصاعد الإعدامات خلال رئاسة بزشكيان
وفقًا لتقارير المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، شهدت إيران 38 عملية إعدام بين 13 و15 أكتوبر فقط، ليرتفع العدد الإجمالي للإعدامات منذ تولي مسعود بزشكيان رئاسة النظام قبل 14 شهرًا ونصف إلى أكثر من 2000 حالة — وهو رقم غير مسبوق منذ سنوات.
وفي تصريح خاص لـ فوكس نيوز، أكدت السيدة مريم رجوي، الرئيسة المنتخبة للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، أن “النظام الحاكم في طهران حوّل الإعدام إلى أداة سياسية للبقاء في السلطة”، داعيةً الأمم المتحدة، والاتحاد الأوروبي، ومجلس الأمن الدولي إلى “تحرك عاجل لإنقاذ حياة السجناء ووقف هذا الكابوس المروع الذي يعصف بإيران”.
مواقف دولية وإدانات متزايدة
وفي ردٍّ على استفسار فوكس نيوز حول احتمال فرض عقوبات إضافية على طهران، قال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية:
“ندين بشدة استخدام النظام الإيراني للإعدامات كوسيلة لقمع المواطنين ومصادرة حقوقهم الأساسية… وسنواصل محاسبته على جرائمه المروعة.”
كما صرّح ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، بأن المنظمة “تدين بشكل قاطع تنفيذ عقوبة الإعدام في إيران، وتدعو إلى وقفها في كل أنحاء العالم”.
وفي اليوم الرابع من الإضراب، الموافق 16 أكتوبر، واصل السجناء صمودهم رغم التهديدات المتزايدة، مؤكدين في بيان جديد أن “صوتنا هو صوت المظلومين، ولن نسكت حتى يسمعنا العالم”.








