البرنامج النووي الایراني-
صوت العراق – محمد حسين المياحي:
أکثر ميزة يتصف بها النظام الحاکم في إيران هو إنه وفي ذروة معاناته من وضع صعب ومعقد يواجهه ويٶثر عليه کثيرا، يبذل جهدا ملفتا للنظر من أجل إظهار عدم تأثره بذلك الوضع بل وحتى زعمه بإستعداده لمواجهة الأسوأ من ذلك، ولکن الذي يظهر للعيان هو إن ما يدعيه النظام مجرد هواء في شبك وليس له من أي صوت وصدى في الواقع.
وعند إستحضار الاحداث والتطورات الجارية خلال العقود الاربعة الماضية، نجد الکثير من الاحداث والتطورات التي هزت النظام بقوة والتي في بداية أمرها زعموا بعدم تأثر النظام بها لکنهم فيما بعد إعترفوا بخطورة وحساسية وضعهم وقتئذ وکانوا، وهذا ما تبين في عمليات الضياء الخالد عندما هاجم جيش التحرير الوطني الايراني النظام خلال عهد الخميني وحرروا مساحات شاسعة من إيران وکانوا على مشارف کرمانشاه عندما أعلن الخميني النفير العام.
اليوم، وعلى أثر فرض العقوبات الدولية مجددا على النظام، والذي جاء بعد سلسلة من الهزائم والتراجعات النوعية للنظام على أکثر من صعيد، فإن أجنحة النظام وبسبب من الآثار والتداعيات السلبية لهذه العقوبات التي يواجهها النظام وهو يعيش أزمة إقتصادية طاحنة، قد دخلت في صراع حاد فيما بينها بشأن المفاوضات التي أدت الى تفعيل آلية الزناد وإعادة فرض العقوبات الدولية.
البرنامج النووي المثير للجدل والمفاوضات التي جرت وتجري بشأنه، أوصلت المفاوض الغربي الى حقيقة بأن طهران لا تريد أن تنصاع للمطالب الدولية وإنما تسعى للمراوغة واللف والدوران ولعبة القط والفأر، والاهم من ذلك، إن مسٶولوا النظام ظلوا يزعمون بعدم إستعدادهم للمفاوضات المباشرة مع الولايات المتحدة، وهم بذلك أرادوا إظهار النظام في موقف قوي وإنها تمسك بزمام الامور، ولکن وبعد مرور فترة وتبين الخيط الابيض من الاسود توضحت حقيقة الامر وإنکشف الکذب الذي يمارس النظام في وضح النهار.
مزاعم وإدعاءات المسٶولين الايرانيين وبالاخص المرشد الاعلى بخصوص رفض إجراء المفاوضات المباشرة مع الولايات المتحدة إنکشفت على حقيقة أمرها، إذ أشار قاسم روانبخش، عضو البرلمان الايراني في تصريحات له في الثامن من أکتوبر الجاري، من أن:” قبل أقل من شهر، صرح الولي الفقيه بشأن التفاوض مع أمريكا قائلا إن التفاوض مع أمريكا لا فائدة منه، ولا يدفع عنا أي ضرر، بل له أضرار كثيرة على البلاد ويجب ألا يتم. للأسف، بعد أسبوع تقريبا، صرحت المتحدثة باسم الحكومة بأننا اتفقنا على عقد مفاوضات مباشرة مع أمريكا، لكن ويتكوف لم يحضر اللقاء. لماذا يتصرفون بشكل يخالف رأي الولي الفقيه، وهو ما يتعارض مع الشرع والدستور؟” علما بأنه وفي نفس ذلك اليوم أي الثامن من أکتوبر نفى وزير الخارجية عباس عراقجي، خبر صحيفة كويتية عن وجود اتصال بينه وبين ويتكوف، الممثل الأمريكي في المفاوضات، وقال: لم يجر أي اتصال!
کما إنه وقبل ذلك بيوم، أي في السابع من أکتوبر2025، كتبت صحيفة “فرهيختكان” التابعة لولايتي، مستشار الولي الفقيه، حول هذا الموضوع قائلة أن: “تجاهل الجانب الغربي كل الجهود لوقف مسار تصعيد التوتر مع إيران، وحتى على الرغم من موافقة إيران على اللقاء والتفاوض مرة أخرى مع أمريكا في إطار مجموعة 5+1، فإن ستيف ويتكوف هو الذي امتنع عن حضور الاجتماع المنسق في نيويورك، ليستمر مسار تفعيل آلية سناب باك (آلية الزناد)”.
والمثير للسخرية والتهکم إن خطيب صلاة الجمعة في مدينة کرج، حسيني همداني، قال في خطبته في الثالث من أکتوبر 2025،:”لقد أكد الولي الفقيه أنه لا ينبغي التفاوض مع جرثومة الفساد هذه. بالطبع، رأيت في الأخبار، ونأمل أن يكون ذلك خاطئا، أنهم قالوا إنهم كانوا يعتزمون إجراء مفاوضات مباشرة لكن الطرف الآخر لم يقبل. إذا كان هذا خاطئا فلا مشكلة، ولكن إذا كان صحيحا، فعليهم أن يوضحوا السبب. أنا الآن قلت هذا القدر فقط فيما الموضوع يستدعي الحديث”!
والحقيقة إن کل ما قد سردنا ذکره ليس يبين إن النظام في حالة تخبط کما قد يترائى للبعض، لکنه وفي الحقيقة يمارس کذبا بائسا ومفضوحا ليثبت عجزه وضعفه وهشاشة موقف أزاء ما يحدث بسبب برنامجه النووي.








