لقاء وفد من حماس مع الملا علی خامنئي-
الحوار المتمدن-سعاد عزيزکاتبة مختصة بالشأن الايراني:
بعد التوقيع على إتفاق غزة والذي قوبل بترحيب غير مسبوق على مختلف الاصعدة، وحتى إن الفلسطينيين والاسرائيليين قد قاموا بإحتفالات بهذه المناسبة، لکن في إيران إستقبل النظام القمعي القائم هذا الاتفاق بخوف وحذر بالغين، ذلك إنه يعلم جيدا بکونه تطورا نوعيا يسير بإتجاه مضاد تماما لتوجهاته وحتى إنه يٶسس للمزيد من التأثير السلبي على تدخلاته في المنطقة وإثارته للحروب والازمات فيها.
إتفاق غزة، لو تسنى لنا وصفه بالنسبة لنظام الملالي، فإنه أشبه بجرة قوية للحبل الذي تم لفه حول عنق النظام بعد التطورات الاخيرة التي جرت في سوريا ولبنان، وإن النظام يعلم جيدا بأن الجرة الاقوى والمميتة سوف تکون من جانب الشعب ومقاومته المنظمة، ولاسيما وإن الاوضاع تجري بإتجاه يمهد لذلك.
بلدان المنطقة التي عانت کثيرا من جراء المخططات والمٶامرات المشبوهة لنظام الملالي وواجهت أوضاعا سلبية لم يسبق وإن قد واجهت نظيرا، فإنها وبقدر ما قد رحبت بإتفاق غزة وترى فيه بداية الامل والتفاٶل في الإرساء للسلام والامن، فإنها تتوق بل وحتى تتحرق لذلك اليوم الذي تسمع فيه خبر سقوط نظام الملالي وإلحاقه بسلفه نظام الشاه.
إتفاق غزة الذي يمهد لمسار يٶسس لمستقبل واعد للمنطقة بشکل خاص والعالم بشکل عام بحيث يتم فيه إسدال الستار على مرحلة الحروب والمواجهات العبثية، يعتبر ضربة قوية ضد النظام الکهنوتي في طهران، وإن النظام يعلم جيدا بأن هذا التطور يعتبر خطرا وتهديدا ضده، لأنه وکما أسلفنا في مقالاتنا دائما فإن کل خطوة بإتجاه التهدئة في المنطقة وإطفاء نار الحروب والانقسامات فيها هي بمثابة تقويض فعلي لمخططات ملالي طهران والعمل من أجل رد کرة النار الى أحضانهم، ومن هنا فإن النظام سوف يعمل کل ما بوسعه من أجل عدم السماح بإستتباب السلام والامن في المنطقة والعمل من أجل جعلها تعود تحت ظلال الحروب والازمات.
لکن، من المهم هنا ملاحظة إن النظام وبقدر ما سيسعى من أجل بذل محاولاته المشبوهة للإلتفاف على المساعي المخلصة الحالية من أجل إستتباب السلام والامن، فإنه وبذلك القدر يعاني من أوضاع بالغة السلبية وحتى إنه في مرحلة ووضع يشبه الذي يکاد أن يسقط من فرط ترنحه، حيث إن المشاکل والازمات تحيط به من کل جانب والعزلة الدولي تتفاقم يوما بعد يوم، ولذلك يجب عدم السماح له بأن يعود مرة أخرى الى ما کان عليه سابقا بل وحتى يجب العمل على مضاعفة الجهد من أجل التسريع في سقوطه وهو الامر الذي سيتم بصورة سلسة فيما لو قام العالم بدعم ومساندة عملية الصراع والمواجهة القائمة بين الشعب ومقاومته المنظمة من جانب وبين النظام الآيل للسقوط من جانب آخر والذي يبشر بالمزيد من الامل والتفاٶل هو إن رأس الافعى في طهران قد بات معزولا وحتى إنه لا يتمکن من السيطرة على موجة الصراع والتناحر بين أجنحة النظام ولذلك فإن کل المٶشرات تٶکد بأن الطريق ممهد لسحق رأس الثعبان في طهران، ونهاية مرحلة التطرف والارهاب في المنطقة والعالم.