موقع المجلس:
في تقرير موسع نُشر تزامنًا مع اليوم العالمي لمناهضة عقوبة الإعدام، كشفت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية عن تحول النظام الإيراني إلى أكثر الأنظمة قسوة في العالم تجاه النساء، إذ بات يستخدم الإعدام وسيلة لترهيب المجتمع وإسكات الأصوات المعارضة، خاصة عقب موجات الاحتجاج الشعبي الأخيرة التي زلزلت أركان السلطة في طهران.
How Iran became the world's WORST executor of women… by slaying those who defend themselves from abusive husbands and dared to challenge the day-to-day https://t.co/2zSrGIAJzu
— Daily Mail (@DailyMail) October 10, 2025
شهادات مؤلمة تكشف عقودًا من القمع
استعرض التقرير شهادات لنساء إيرانيات أجبرتهن الممارسات القمعية على العيش في المنفى، من بينهن نغمة رجبي التي فقدت اثنتين من عمّاتها على يد النظام.
فالأولى، أفسانة رجبي، كانت طالبة هندسة في الثانية والعشرين من عمرها عندما أُعدمت رميًا بالرصاص عام 1981 لمجرد اعتراضها على ديكتاتورية الملالي. وقبل تنفيذ الحكم، تعرضت لتعذيب شديد ترك آثارًا مروعة على جسدها.
أما الثانية، زهراء رجبي، المهندسة المعمارية والناشطة السياسية، فتم اغتيالها على يد عناصر تابعة للنظام في إسطنبول عام 1996.
كما نقل التقرير شهادة صفورا سديدي محمدي، وهي ناشطة حقوقية فقدت سبعة من أفراد أسرتها، بينهم والدها الذي أُعدم عام 1988. وتقول صفورا بأسى: «من الصعب أن تجد إيرانيًا لم يفقد أحد أحبائه تحت حكم هذا النظام».
تصاعد غير مسبوق في إعدام النساء
أشار التقرير إلى أن أوضاع النساء في إيران تدهورت بشكل لافت خلال الأعوام الأخيرة، خصوصًا بعد انتفاضة عام 2022 التي اندلعت إثر مقتل مهسا أميني.
فقد ضاعف النظام وتيرة الإعدامات، وشهد عام 2025 ارتفاعًا غير مسبوق في عدد النساء اللاتي تم تنفيذ الأحكام بحقهن. ووفقًا لإحصاءات المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، ارتفع العدد من 15 امرأة في عام 2022 إلى 38 امرأة خلال الأشهر التسعة الأولى فقط من عام 2025.
وفي الفترة الممتدة بين يوليو وسبتمبر من العام نفسه، أعدم النظام 14 امرأة، أي بمعدل امرأة كل أربعة أيام. كما أُعدم نحو 1200 شخص في المدة ذاتها، وهو ما وصفته الأمم المتحدة بأنه «تصعيد مروع يتم على نطاق صناعي».
أسباب الإعدام: بين الفقر والعنف الأسري
يُرجع التقرير هذه الإعدامات إلى سببين رئيسيين، بحسب المجلس الوطني للمقاومة.
الأول يتعلق بقضايا المخدرات، حيث تُستغل النساء الفقيرات من قبل شبكات تهريب تابعة للنظام، وعندما يُقبض عليهن يتحملن وحدهن المسؤولية ويواجهن الإعدام.
أما الثاني، فيتعلق بحالات القتل العمد للأزواج، إذ تدفع القوانين الجائرة التي تحرم المرأة من حق الطلاق كثيرات إلى الدفاع عن أنفسهن ضد العنف الأسري، لينتهي بهن الأمر في المقصلة بتهمة القتل.
«النظام حيوان جريح»
تتفق الناشطات اللواتي تحدثن للصحيفة على أن تصاعد الإعدامات ليس دليل قوة بل علامة ضعف.
تقول صفورا سديدي: «لم يكن النظام أضعف مما هو عليه اليوم، ولم يكن في أي وقت مضى بهذا القدر من الوحشية».
وتصف نغمة رجبي المشهد بعبارة لافتة: «النظام الإيراني أشبه بحيوان جريح، كلما اشتد عليه الخطر ازداد افتراسًا».
وفي ختام التقرير، تؤكد الناشطات أن ما عانته أسرهن من قمع وإعدام لن يثنيهن عن مواصلة النضال، مشددات على أن الطريق نحو إيران حرة وديمقراطية يمر عبر تغيير النظام القائم بإرادة الشعب ومقاومته المنظمة.








