موقع المجلس – حسين داعي الإسلام:
أعلنت إسرائيل وحماس أنهما توصلتا إلى اتفاق بشأن خطة طويلة الأمد لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن؛ وهي المرحلة الأولى من خطة السلام التي اقترحها رئيس الولايات المتحدة، دونالد ترامب، لإنهاء حرب أودت بحياة أكثر من 67 ألف فلسطيني وغيّرت وجه الشرق الأوسط خلال عامين.

كتب ترامب مساء الأربعاء 8 تشرين الأول/أكتوبر على شبكة التواصل الاجتماعي “تروث سوشال”:
«أنا فخور جدًا أن أعلن أن إسرائيل وحماس قد وقعتا كلتاهما على المرحلة الأولى من خطة السلام التي قدمناها. هذا يعني أن جميع الرهائن سيتم إطلاق سراحهم قريبًا، وأن إسرائيل ستسحب قواتها إلى خط متفق عليه، كخطوة أولى نحو سلام دائم، ثابت وأبدي.»
يشمل هذا الاتفاق، الذي يُعد جزءًا من مبادرة السلام التي اقترحتها واشنطن، وقفًا كاملًا لإطلاق النار، وإطلاق سراح الرهائن، وتبادل الأسرى الفلسطينيين، وانسحابًا تدريجيًا للقوات الإسرائيلية من المناطق الوسطى في غزة.
وبحسب البنود المعلنة، في المرحلة الأولى، تلتزم حماس بإطلاق سراح جميع الرهائن الأحياء في غزة، مقابل قيام إسرائيل بإطلاق سراح مئات الأسرى الفلسطينيين. كما ستبدأ المساعدات الإنسانية وإعادة الإعمار الأولية للبنى التحتية المدمّرة خلال 72 ساعة المقبلة.
من المقرر أن يصادق مجلس الأمن الإسرائيلي رسميًا على هذا الاتفاق اليوم (الخميس)، وسيبدأ تنفيذه تحت إشراف لجنة دولية بمشاركة الأمم المتحدة ومصر وقطر والولايات المتحدة.
ووفقًا للتقارير، من المتوقع أن يتم توقيع الاتفاق يوم الخميس الساعة الثانية عشرة ظهرًا.
وقد أدى انتشار خبر الاتفاق إلى احتفالات في إسرائيل وغزة وخارجها. أطلقت عائلات الرهائن الإسرائيليين الألعاب النارية في بلادهم، واستقبل الفلسطينيون الخبر بالتصفيق والفرح على أمل انتهاء إراقة الدماء.
قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه سيستدعي حكومته يوم الخميس للمصادقة على الاتفاق، وأضاف في بيان:
«مع المصادقة على المرحلة الأولى من الخطة، سيعود جميع رهائننا إلى بيوتهم.»
وأكدت حماس بدورها التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب، وقالت إن الاتفاق يشمل انسحاب القوات الإسرائيلية من غزة وتبادل الرهائن والأسرى.
وأعرب أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، عن امتنانه للجهود الدبلوماسية التي بذلتها الولايات المتحدة وقطر ومصر وتركيا لتحقيق هذا «التقدم الحيوي»، وقال:
«أدعو جميع الأطراف إلى استغلال هذه الفرصة التاريخية لإنشاء مسار سياسي موثوق نحو إنهاء الاحتلال، والاعتراف بحق تقرير المصير للشعب الفلسطيني، وتحقيق حل الدولتين الذي يجلب الأمن والسلام للإسرائيليين والفلسطينيين.»
ورحب محمود عباس، رئيس دولة فلسطين، بهذا الاتفاق قائلاً: «نرحب بإعلان الرئيس ترامب التوصل إلى اتفاق لوقف الحرب في غزة. نأمل أن يشكل الاتفاق خطوة نحو حل سياسي دائم يؤدي إلى إنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطين.»
وأكد محمود عباس أن سيادة دولة فلسطين على غزة وربطها بالضفة يجب أن تتم عبر الأجهزة الأمنية الفلسطينية وبدعم عربي ودولي.
وأعربت حماس في بيانها عن «امتنان خاص» لقطر ومصر وتركيا، وأضافت:
«كما نُقدّر جهود رئيس الولايات المتحدة، دونالد ترامب، لإنهاء الحرب بالكامل وتحقيق انسحاب كامل لقوات الاحتلال من قطاع غزة.»
وقال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر تعليقًا على الخبر:«إنها لحظة راحة عميقة ستُحس في جميع أنحاء العالم.»
وأكد أن «الجهود الدبلوماسية المتواصلة» من قبل الولايات المتحدة ومصر وقطر وتركيا كانت حاسمة في التحرك نحو السلام، مضيفًا:«ندعو جميع الأطراف إلى الالتزام بتعهداتهم، وإنهاء الحرب، ووضع أسس نهاية عادلة ودائمة لهذا الصراع، ومسار قابل للاستمرار نحو سلام طويل الأمد.»
وبحسب مصادر فلسطينية، منذ بداية الهجمات الإسرائيلية في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 وحتى الآن، قُتل أكثر من 67 ألف فلسطيني، وتعرض جزء كبير من المنطقة للدمار.
وقال مصدر في حماس إن الرهائن الأحياء سيتم تسليمهم خلال 72 ساعة بعد موافقة الحكومة الإسرائيلية على الاتفاق، وأضاف مسؤولو حماس أن جمع جثامين الرهائن القتلى – الذين يُقدّر عددهم بنحو 28 – سيستغرق وقتًا أطول.
وقال ترامب في مقابلة مع شبكة “فوكس نيوز” إن الرهائن سيتم إطلاق سراحهم على الأرجح يوم الاثنين.
وحذّر الجيش الإسرائيلي من أن بعض مناطق غزة ما تزال مناطق قتال خطيرة، وأن العودة إلى مدينة غزة «بالغة الخطورة».
ودعا أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، جميع الأطراف إلى الالتزام الكامل ببنود الاتفاق، وقال:
«يجب ضمان دخول المساعدات الإنسانية والسلع الأساسية إلى غزة فورًا ودون عوائق. يجب أن تنتهي هذه المعاناة.»
صوت خامنئي “النشاز” هو طعنة في ظهر فلسطين
بينما يرحب الفلسطينيون بالسلام، النظام الإيراني يتمسك بالحرب
وكانت حماس قد سلّمت صباح الأربعاء قائمة بأسماء الرهائن وأسماء الأسرى الفلسطينيين المطلوب تبادلهم.
انخفضت أسعار النفط بعد انتشار خبر الاتفاق، إذ خفّضت احتمالات وقف إطلاق النار أحد التهديدات المحتملة للإمدادات العالمية.
المرحلة التالية من خطة ترامب تدعو إلى إنشاء هيئة دولية بقيادته وبمشاركة رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير، لتولي دور في إدارة غزة بعد الحرب.
وقالت الدول العربية الداعمة للخطة إنه يجب أن تؤدي في نهاية المطاف إلى استقلال دولة فلسطين.
وقالت حماس إنها لن تتخلى عن إدارة غزة إلا إذا أُوكلت إلى حكومة تكنوقراطية فلسطينية، تحت إشراف السلطة الوطنية الفلسطينية، وبدعم من الدول العربية والإسلامية.








