صورة لشهداء مجزرة صیف عام 1988 في ایران-
صوت کوردستان – محمد حسين المياحي:
ليس هناك من وصف يمکن أن ينطبق على عملية الصراع والمواجهة الضارية بين الشعب الايراني والمقاومة الايرانية من جانب وبين النظام الحاکم في إيران، سوى صراع الدم، حيث إنه وطوال ال46 عاما المنصرمة تشهد إيران نزيف دماء مستمر من جراء إصرار النظام الدکتاتوري على بقائه في الحکم على خلاف رغبة وإرادة الشعب الايراني وإن الاخير بدوره يرفض ذلك ويزداد إصرارا على ضرورة الإطاحة به وإلحاقه بسلفه نظام الشاه الدکتاتوري.
هذا الصراع الذي يواصله النظام بکل ما لديه من قوة بل وحتى إنه قد قام بتوظيف کافة الامکانيات من أجل بقائه وعدم سقوطه، هو صراع لا يمکن للنظام مواصلته من دون سفك دماء وأرواح أبناء الشعب الايراني الرافضين لحکمه القمعي، ولذلك فإنه يعتبر کل معارض له بمثابة معارض لله ويجب قتله وهذا ما يتجسد في “قانون المحاربة” سئ الصيت ولاسيما إذا ما تذکرنا إبادة أکثر من 30 سجين سياسي في مجزرة صيف عام 1988، لمجرد کونهم يحملون أفکارا ومبادئ غير تلك التي يٶمن بها النظام.
على مر الاعوام المنصرمة فإن هذا النظام ومن أجل إلقاء الرعب والخوف في القلوب والنفوس وردع الشعب عن الثورة والانتفاضة ضده، فإنه دأب على القيام بحملات إعدام العديد منها يتم تنفيذها في الاماکن العامة، الى جانب عمليات التعذيب الوحشية في السجون الى جانب إن السجون مکتضة بالسجناء وإن العديد منها يتواجد فيها أکثر من 4 أضعاف طاقتها، وکل هذا من أجل أن يتم إرعاب الشعب وجعله يتقبل النظام کأمر واقع.
لکن، کل هذه الاجرم والدموية المفرطة لم تتمکن من ردع الشعب والمقاومة الايرانية عن مواصلة مواجهة النظام والسعي من أجل إسقاطه وإن إندلاع 4 إنتفاضات شعبية عارمة أکدت ذلك بکل وضوح وأثبتت بأن الشعب يرفض النظام ونظرية ولاية الفقيه القمعية جملة وتفصيلا، وبفضل هذا الصراع فإن العالم قد صار يعلم جيدا مدى وحشية هذا النظام ومن کونه نظام لا ينتمي لهذا العصر وللإنسانية والحضارة.
وکمثال صارخ وغير عادي على ما نطرحه هنا، فإن الاعدامات المسجلة في الأشهر التسعة الاولى من عام 2025، الى أکثر من 1200، بينما بلغ مجموع الاعدامات في عام 2024، بأکمله 1001، بل وحتى وفي رقم قياسي غير مسبوق وبأمر المرشد الاعلى خامنئي أعدمت السلطات الحاکمة في شهر سبتمبر الماضي لوحده ما لا يقل عم 200 سجين بينهم 6 نساء شنقا، وهو أعلى رقم للإعدامات خلال شهر واحد طوال ال36 عاما المنصرمة إذ يقدر عدد إعدامات هذا الشهر ب 2،5 ضعف عددها في سبتمبر 2024(الذي بلغ 84 إعداما) و7 أضعاف عددها في سبتمبر 2023(الذي بلغ 29 إعداما)، لکن من الواضح إن کل ذلك لم يتمکن من أن يردع الشعب وإن تزايد الاعدمات يعني إن الشعب مصمم على مواصلة الصراع بلا هوادة حتى إسقاط النظام ولاسيما وإنه قد وصل الى مرحلة صار الضعف والهشاشة يظهر واضحا عليه.








