صوت العراق – محمد حسين المياحي:
خلال الاسابيع الاخيرة، صدرت تصريحات عديدة من جانب مسٶولين في النظام الايراني ظهر فيها طابع التشدد والتعنت من الجلوس على طاولة المفاوضات النووية، وحتى وصل الامر الى التلويح بخروج إيران من معاهدة حظر الاسلحة النووية، لکن بين عشية وضحاها، قام النظام الايراني بإجراء تغيير على موقفه هذا وطفق يلوح بموافقته على العودة الى طاولة المفاوضات وسعى لتبرير تغيير موقفه هذا بالطلب من من أوربا تهيئة الوقت والحيز اللازمين لنجاح الدبلوماسية کما صرح عباس عراقجي خلال الايام الماضية وذلك للتغطية على تغيير الموقف المتشدد والمتعنت الى موقف مرن.
لکن من الواضح ومن خلال التأمل في سياق وإتجاه الاحداث والتطورات المتعلقة بالاوضاع في إيران، إن تبرير عراقجي الذي أشرنا إليه آنفا ليس کافيا بهذا الصدد، بل وحتى يمکن القول بأنه غير صحيح، إذ أن سياق الاحداث والتطورات وما يجري في داخل إيران والمنطقة والعالم، يسير بإتجاه مخالف تماما لذلك الذي يريده ويتمناه النظام الايراني.
في داخل إيران، حيث يغلي الشعب غضبا للأوضاع الاقصادية والمعيشية بالغة السوء والتي تتزامن معها تصعيدا غير عاديا للممارسات القمعية، وصارت ملامح السأم والضجر البالغين من هذا النظام وما عکسته وتعکسه سياساته من آثار وتداعيات سلبية على الاوضاع، والمثير هنا إنه وبالاضافة الى هذه الحالة السلبية السائدة في عموم أرجاء إيران، فإن هناك خلافات حادة في قمة النظام بخصوص الموقف من المفاوضات مع المجتمع الدولي والتخوف من العواقب غير المحمودة لذلك، الى جانب إن النظام يتابع عن کثب النشاطات والفعاليات المختلفة التي تقوم بها منظمة مجاهدي خلق الایرانیة ضده في داخل وخارج إيران على حد سواء وتأکيدها على إن إيران والشعب الايراني سيبقيان أسيري هذه الاوضاع السلبية طالما بقي وإستمر هذا النظام، ولذلك فإنها تدعو المجتمع الدولي الى دعم ومساندة النضال الذي يخوضه الشعب الايراني من أجل الحرية وإسقاط النظام بإعتباره الحل الوحيد الحاسم الذي يخدم الشعب الايراني وشعوب المنطقة ويعزز السلام والامن في المنطقة والعالم، وقطعا فإن النظام يتخوف کثيرا من هذه النشاطات ويعلم بأن لها صدى وقبولا في داخل وخارج إيران ولاسيما إذا ماأخذنا بنظر الاعتبار المظاهرة الضخمة التي نظمتها مجاهدي خلق في بروکسل في السادس من سبتمبر الجاري، بمناسبة الذکرى السنوية ال60 لتأسيس المنظمة والتي شارك فيها الى جانب عشرات الالاف من الايرانيين، شخصيات سياسية رفيعة المستوى يتقدمهم مايك بنس، النائب السابق لدونالد ترامب حيث أکدوا على تضامنهم مع نضال الشعب الايراني من أجل الحرية وإعتبار المنظمة بديلا للنظام وإن خطة النقاط العشرة لمريم رجوي، تصلح کخارطة طريق لإيران المستقبل.








