موقع المجلس:
فی الأونة الاخیرة و مع اشتداد حرالصیف المتهب یطرح هذا السؤال للمواطن الایراني لماذا یحکم علی الشعب بالعطش و صیف جهنمي؟. و إن الأزمة الخفية التي تضع إيران على أعتاب صيف حار ومليء بالتحديات، هي أزمة المياه التي أصبحت تشكل تهديداً وجودياً أكثر من أي وقت مضى. في التقارير الرسمية التي تتحدث عن استنزاف هائل للمياه الجوفية، إلى جانب هبوط الأرض في مئات السهول، هي ناقوس خطر ينذر بأن الموارد المائية للبلاد في طريقها إلى الزوال. ومع ذلك، وبدلاً من اتخاذ إجراءات حاسمة، يلجأ نظام ولاية الفقيه إلى تبريرات سطحية وإدارة غير كفؤة، عازياً هذه الكارثة إلى عوامل طبيعية. ويأتي هذا التجاهل في وقت يواجه فيه ما يقرب من خمسين مليون إيراني خطراً جدياً بانقطاع مياه الشرب، وتقف محافظات مثل طهران ومشهد وأصفهان على شفا انهيار في إمدادات المياه.
حروب عقيمة: كيف تبخرت المليارات بدلاً من أن تتحول إلى ماء؟
بدلاً من الاستثمار في البنية التحتية للمياه والإدارة المستدامة، أهدر النظام الإيراني مليارات الدولارات في حروب عقيمة ومشاريع هيمنة. هذه التكاليف، التي غالباً ما تتحول إلى دخان ورماد في أقل من أسبوعين، لم تؤدِ فقط إلى تفاقم الأزمة الاقتصادية، بل ابتعدت أيضاً عن أفق حل المشاكل المعيشية للشعب. إن الموارد المالية التي كان من الممكن استخدامها لحل أزمة المياه، بما في ذلك تنظيف الأنهار وإعادة تأهيل طبقات المياه الجوفية ومنع الاستنزاف غير القانوني، أصبحت الآن أداة لبقاء النظام السياسي. ودخان هذا النهج يدخل مباشرة في عيون الشعب المظلوم الذي يكافح العطش والفقر.
إحصاءات صادمة وإدارة فاشلة
في اعتراف رسمي، أقر المتحدث باسم قطاع المياه بسحب كميات هائلة من المياه الجوفية، لكنه عزا الانخفاض الطفيف في هذا الرقم ليس إلى الإدارة الناجحة، بل إلى استنزاف طبقات المياه الجوفية وزيادة عمق الآبار. وعلى الرغم من أن خطة التنمية السابعة تهدف إلى خفض هذا الرقم، إلا أن هذا الهدف يبدو بعيد المنال أكثر من أي وقت مضى، في ظل وجود سحب غير قانوني يقدر بمليارات الأمتار المكعبة، واستهلاك هائل للموارد المائية الاستراتيجية على مدى العقود الماضية، مما يفاقم من أزمة المياه. إن هبوط الأرض في مئات السهول هو النتيجة المباشرة لهذا النهب للموارد، والذي لا يواجهه النظام إلا بتشكيل لجان عمل إقليمية، لا تعدو كونها استعراضاً للجهود، دون أي أدوات أو إرادة حقيقية.
خطر يتربص بعشرات المحافظات
تواجه الآن عشرات المحافظات والمدن، بما في ذلك المدن الكبرى مثل طهران ومشهد وأصفهان، مشاكل خطيرة في تأمين مياه الشرب. إن أزمة المياه، التي تشتد مع اقتراب ذروة حرارة الصيف، يمكن أن تؤدي إلى انقطاع كامل للمياه. إن تجاهل التحذيرات وعدم السيطرة على عمليات السحب غير القانونية، التي يتجاوز جزء كبير منها ما هو مسموح به حتى للآبار المرخصة، يكشف عن عمق الكارثة. والنظام، بدلاً من تقديم حلول، يتهرب من تحمل المسؤولية بالإشارة إلى خطط نظرية للمجلس الأعلى للمياه.
إن أزمة المياه في إيران تتجاوز كونها مشكلة بيئية، فهي دليل على الأولويات الخاطئة لنظام يفضل بقاءه على معيشة شعبه. ومع اقتراب صيف جهنمي، يتعرض خمسون مليون شخص لخطر العطش، وهذه الكارثة يمكن أن تكون شرارة لاحتجاجات أوسع. ومما لا شك فيه أن سياسات النظام الإيراني المعادية للشعب وتصاعد الضغوط ستؤدي إلى نمو التطرف الثوري، تطرف سيتجلى في انتفاضة لإسقاط هذا النظام.