موقع المجلس:
شهد شهر يونيو الماضي موجة وحشية جديدة من القمع وانتهاكات حقوق الإنسان، في أعقاب الهزائم والضربات الموجعة التي تلقاها النظام الإيراني خلال الحرب الأخيرة. حيث لجأت السلطات إلى تصعيد الإعدامات والاعتقالات في محاولة يائسة لترهيب المجتمع ومنع أي تحرك شعبي. إن هذا التصعيد الدموي يكشف عن خوف النظام من تداعيات هزيمته، واعتماده المتزايد على القمع الداخلي كأداة وحيدة للبقاء.
الإعدامات: آلة القتل تعمل بلا هوادة
وفقاً للأخبار المنشورة، شهد شهر يونيو إعدام ما لا يقل عن 108 أشخاص في سجون مختلفة في جميع أنحاء إيران. وشملت هذه الموجة المروعة من الإعدامات ثلاث نساء وسجيناً سياسياً واحداً. وتكشف الأرقام أيضاً عن استهداف ممنهج للأقليات، حيث كان من بين الضحايا 11 مواطناً من البلوش، و7 من الأكراد، و6 من الرعايا الأفغان.
ومن بين النساء اللواتي تم إعدامهن، معصومة كاربخش (39 عاماً) في سجن كرمان، وحفيظه بلوش زهي، وهي مواطنة بلوشية أُعدمت في سجن قزل حصار بتهمة “محاربة الله”، وطلعت سبزي في سجن قم.
أما السجين السياسي الذي تم إعدامه فهو مجاهد (عباس) كوركور (42 عاماً)، أحد معتقلي انتفاضة عام 2022. وقد تمت إدانته في سيناريو ملفق من قبل السلطات، التي حاولت تحميله مسؤولية قتل الطفل كيان بيرفلك، للتغطية على جريمتها. لكن عائلة بيرفلك كذبت هذه الرواية مراراً وتكراراً، وأكدت أن ابنها قُتل برصاص قوات الأمن التي أطلقت النار على سيارتهم، وأنها لم ولن تقدم أي شكوى ضد مجاهد كوركور.
الاعتقالات: حملة ترهيب واسعة
شهد شهر يونيو أيضاً حملة اعتقالات واسعة، حيث تم اعتقال ما لا يقل عن 900 شخص تحت ذرائع مختلفة. وشملت الاعتقالات 870 شخصاً بتهم سياسية، مثل “التجسس”، و”نشر أخبار أو منشورات تتعلق بالحرب”، و”التعاون مع الموساد”، و”الإخلال بالأمن”، و”إهانة قتلى النظام”. كما طالت الاعتقالات التعسفية 21 شخصاً على الأقل، معظمهم من المواطنين البلوش الذين تم اعتقالهم أثناء عملهم في محافظات أخرى أو لعدم حملهم أوراقاً ثبوتية. بالإضافة إلى ذلك، تم اعتقال 9 من أتباع الديانة البهائية.
القتل خارج نطاق القضاء
استمرت عمليات القتل المباشر، حيث قُتل 21 شخصاً على يد قوات النظام، من بينهم ثلاثة من ناقلي الوقود (سوخت بر)، وعتالة (كولبر)، و15 مواطناً آخر، بالإضافة إلى حالتين وفاة تحت التعذيب.
إن نظرة على حجم انتهاكات حقوق الإنسان في الشهر الماضي، في وقت كان فيه النظام يخوض إحدى أشرس حروبه الخارجية، هي شهادة على حقيقة أن الملالي وبيت الولي الفقيه، بعد أن فقدوا أداة الإرهاب في المنطقة، أصبحوا يعتمدون أكثر من أي وقت مضى على القمع والإعدام. وحتى في خضم استعراض “الوحدة الوطنية” المزعوم، لم يتمكنوا من التوقف عن الإعدام والقمع، بل قاموا بتصعيده، مما يؤكد أن حربهم الحقيقية كانت ولا تزال ضد الشعب الإيراني.