صورة لنشاط انصار منظمة مجاهدي خلق الایرانیة داخل ایران
الحوار المتمدن- سعاد عزيزکاتبة مختصة بالشأن الايراني:
مهما سعى القادة والمسٶولون في نظام الملالي وبذلوا من جهود من أجل إخفاء الماهية الرديئة والحقيقة البشعة لنظامهم من حيث کونه نظام دکتاتوري قمعي يحاول جاهدا طوال ال47 عاما المنصرمة من فرض نفسه کأمر واقع على الشعب الايراني وإنه وفي سبيل تحقيق هذا الهدف يخوض حربا بلا هوادة ضد الشعب، منذ تأسيسه ولحد الان.
الشعب الايراني الذي أسقط دکتاتورية الشاه من أجل إستعادة حريته والتمتع بحقوقه، وجد نفسه في مواجهة الدکتاتورية القمعية ذاتها ولکن تحت غطاء الدين، وقد حاول هذا النظام ومن خلال إستخدام وتوظيف الدين کعامل من أجل إباحة الدکتاتورية أن يخدع الشعب ويموه عليه ولکن منظمة مجاهدي خلق الایرانیة التي کانت من أشد المعارضين لنظام الساه وحتى کانت من أهم أسباب إسقاطه، فإنها قد تکفلت عناء فضح کذب وخداع النظام ومن إنه يحاول إضفاء غطاء شرعي على دکتاتورية مرفوضة جملة وتفصيلا.
النظام الاستبدادي وبعد أن وجد أن لعبته إنفضحت وظهر على حقيقته، فإن حقده الاکبر أصبح على منظمة مجاهدي خلق لدورها الکبير والفعال من حيث توعية الشعب الايراني وحثه وتحفيزه على مواجهة الدکتاتورية التي عادت تحت غطاء الدين، ولعل مجزرة صيف عام 1988، التي ذهب ضحيتها أکثر من 30 ألف سجين سياسي معظمهم من منظمة مجاهدي خلق، لوحدها کافية لتوضح هذه الحقيقة.
اليوم، وکما کان الحال خلال الاعوام الماضية، فإن الرفض الشعبي لهذا النظام مستمر والاصرار على إسقاطه يزداد عاما بعد عام، ولئن حاول النظام الدموي دائما عن طريق الحروب أن يحرف الانظار عن حربه الحقيقية ضد الشعب ومنظمة مجاهدي خلق وسعيه من أجل تحريف وتشويه الصورة الحقيقية للأوضاع، لکن وکما يظهر واضحا فإن هذا المسعى المشبوه يفشل دائما ويرتطم بصخرة الحقيقة الصلبة لتتحطم عليها مزاعمه الکاذبة.
بهذا الصدد وفي اعترافات صريحة ومثيرة، كشف وزير داخلية النظام الإيراني، الحرسی مؤمني، عن الخوف العميق الذي يستبد بالسلطة من انتفاضة شعبية، مؤكدا أن حسابات “العدو” كانت مبنية على إثارة “الاضطرابات الداخلية”، وأن الإجراءات الأمنية المشددة التي تم اتخاذها في جميع أنحاء البلاد كانت تهدف في المقام الأول إلى مواجهة هذا الخطر الداخلي. هذه التصريحات لا تكشف فقط عن حالة الهلع في قمة هرم السلطة، بل تثبت أن حرب النظام الحقيقية هي ضد شعبه، وأن الخوف من انتفاضة داخلية يفوق بكثير الخوف من أي عدو خارجي.
في حديثه، قال الوزير مؤمني: “بدون شك، كان العدو يعتمد في حساباته على القضايا الداخلية، وأن الشعب قد يكون ساخطا ويستغل الهجمات لإثارة الفوضى والاضطرابات”. وأضاف، في اعتراف يكشف عن أولوية القمع الداخلي: “على الفور، انتشرت قوات الأمن والشرطة في جميع أنحاء البلاد، مع نقاط تفتيش وحضور متنوع. وكنت أنا شخصيا أذهب ليلا لتفقد الأوضاع”. إن جولات الوزير الليلية ليست دليلا على اليقظة في مواجهة عدو خارجي، بل هي مؤشر على الرعب من غضب الشارع. ولم يكتف الوزير بذلك، بل كشف عن خطط مسبقة لقمع أي تحرك محتمل ينطلق من السجون، قائلا: “كان متوقعا أن يتم استغلال الوضع، وكان من أوائل قراراتنا ما يتعلق بسجن إيفين… فمن الأماكن التي يمكن أن تشعل الاضطرابات الداخلية هي مهاجمة السجون وإطلاق سراح السجناء. لكنكم رأيتم أنه تم نقلهم على الفور لأنه كان مخططا لذلك مسبقا”.
إن اعترافات وزير الداخلية تقدم دليلا قاطعا على أن النظام في حالة حرب، لكنها حرب ضد مواطنيه. فبينما كان الشعب يبحث عن ملجأ من القصف، كان النظام يخطط لكيفية قمعهم ومنعهم من الاحتجاج. وهذا يؤكد أن بقاء النظام لا يعتمد على قوته العسكرية في مواجهة الخارج، بل على قدرته على قمع شعبه في الداخل.