موقع المجلس:
في تقرير يسلط الضوء على الوضع المتفجر داخل إيران، كشفت صحيفة “وول ستريت جورنال” أن النظام الإيراني، وبمجرد توقف القصف الأمريكي والإسرائيلي، استدار بكامل آلته القمعية ليشن حملة شرسة، ليس ضد عدو خارجي، بل ضد شعبه. هذه الحرب الداخلية، التي تأتي في أعقاب وقف إطلاق النار، تكشف عن خوف النظام العميق من انتفاضة شعبية، وتؤكد أن معركته الحقيقية لطالما كانت من أجل البقاء في مواجهة مواطنيه.
ووفقاً للصحيفة، فإنه “بمجرد أن توقفت القنابل الأمريكية والإسرائيلية عن السقوط على إيران، خرج القادة الدينيون للنظام وقواتهم الأمنية من مخابئهم وبدأوا حملة جديدة، كانت هذه المرة ضد شعبهم”. لقد تحولت شوارع طهران ومدن أخرى إلى ثكنات عسكرية، حيث تم “نشر نقاط تفتيش في جميع أنحاء العاصمة”، وبدأت السلطات في “مطاردة أولئك الذين يُشتبه في أنهم ساعدوا في الهجمات الإسرائيلية”.
إن هذه الذريعة، أي البحث عن “متعاونين”، ليست سوى غطاء لحملة ترهيب واسعة النطاق تهدف إلى إخماد أي بادرة للاحتجاج. وتضيف “وول ستريت جورنال” أنه بينما لا تزال رائحة المتفجرات في الهواء، “قامت الشرطة وضباط المخابرات باعتقال مئات الأشخاص، ويزداد هذا العدد كل يوم”. وتجوب قوات الباسيج الشوارع، وتوقف الناس، وتفتش سياراتهم وهواتفهم وأجهزة الكمبيوتر الخاصة بهم. ولإكمال مشهد الرعب، أعلنت الحكومة عن “إعدام سريع لستة أشخاص على الأقل”، بينما تشير تقارير منظمة العفو الدولية إلى اعتقال أكثر من ألف شخص خلال أسبوعين فقط بتهمة “مساعدة إسرائيل”.
وفي الوقت الذي يمارس فيه النظام هذا القمع الوحشي ضد شعبه، كان قادته يهربون بثروات البلاد خلال الحرب. وتختتم الصحيفة تقريرها بكشف مثير، حيث تشير إلى أن النظام الإيراني أرسل “أربع طائرات مدنية على الأقل إلى مسقط، عاصمة عُمان، لتكون في مأمن. إحدى هذه الطائرات كانت من طراز إيرباص A340 الرئاسية”. وقد فوجئ المسؤولون العرب عندما اكتشفوا أن هذه الطائرات “لم تكن تحمل ركاباً، بل كانت محملة بالأموال والأصول”.
إن هذه الصورة المزدوجة – قمع الشعب في الداخل وتهريب الثروات إلى الخارج – تكشف عن حقيقة نظام فقد كل شرعيته، ويدرك أن نهايته قادمة لا محالة. إن حربه الحقيقية ليست مع أي قوة خارجية، بل هي مع الشعب الإيراني الذي يطالب بحريته، والذي أصبح النظام يخشاه أكثر من أي شيء آخر.