بحزاني – منى سالم الجبوري:
بداية ليس هناك من لا يعلم بأن الحرب الاخيرة التي حدثت بين إسرائيل والنظام الايراني لم تنته لصالح الاخير ولاسيما بعد أن کان أجواء إيران خاضعة للتفوق الجوي الاسرائيلي وتم توجيه ضربات عنيفة للمواقع النووية والعسکرية الحساسة وإغتيال عدد کبير من قادة النظام وعلمائه النوويين، لکن وعلى الرغم من ذلك تصرف المرشد الاعلى للنظام وکأن النصر کان حليفهم وهنأ الشعب بذلك!
الرئيس الاميرکي الذي سخر من إدعاء خامنئي بتحقيق النصر في الحرب وحتى إستهزأ به مما أثار وزير خارجية النظام وجعله يعلن من على منصة إكس، يوم السبت الماضي، من إنه إذا كان للرئيس الأميركي دونالد ترامب رغبة صادقة في التوصل إلى اتفاق نووي مع إيران فعليه أن يتوقف عن اللهجة غير اللائقة وغير المقبولة تجاه المرشد الإيراني علي خامنئي.
لکن، لماذا قام خامنئي بتلك المغالطة وأعلن إنتصار زائف لا وجود له إلا في مخيلته؟ الاجابة الواضح على ذلك هو إنه کان يعلم جيدا بأن إعلان هزيمة نظامه والاعتراف بذلك سوف يدفع الشارع الايراني الى الإشتعال والانتفاض بوجهه، ولذلك ومن أجل أن يحول دون ذلك ويمنع حدوث إنتفاضة غير عادية ضد النظام ولاسيما وإن زعيمة المعارضة الايرانية السیدة مريم رجوي کانت قد أعلنت وهي ترحب بقرار وقف إطلاق النار وعن إستعداد الشعب والمقاومة الايرانية لمواجهة النظام واللجوء للخيار الثالث بإسقاط النظام داخليا وهو الامر الذي أثار الرعب في النظام وخامنئي ذاته، فإنه أعلن الانتصار المزعوم لکي يظهر للشعب إن النظام لازال في کامل قواه وإنه يقف على قدميه في مواجهة أعدائه.
من الواضح إن خامنئي عندما يعلن نصره المزعوم فإنه يعلم جيدا بأنه يمارس الکذب بأوضح صوره، لکنه مضطر الى ذلك فهو يعلم بأن الشعب يعتبر النظام عدوه الحقيقي وهو الذي تسبب ويتسبب بخراب ودمار إيران ولاسيما وإن نهجه المشبوه الذي يعتمد على التطرف والارهاب هو وراء کل الاحداث والتطورات السلبية التي ألمت بالشعب الايراني وبشعوب المنطقة طوال ال47 عاما المنصرمة، وإن الشعب الايراني وبفضل الدور التعبوي للمقاومة الايرانية قد أصبح على بينة تامة من هذا النظام ومن الثمن الباهض الذي عليه دفعه لمجرد بقائه وإستمراره.
ومن الواضح جدا إنه وبعد عقود من سياسة الاسترضاء الفاشلة مع النظام الايراني، وبعد حرب لم تكن تهدف إلى تحقيق المصالح الوطنية للشعب الإيراني، يجد النظام الحاكم نفسه اليوم، في أعقاب حرب الأيام الاثني عشر، في أضعف حالاته على مدى أكثر من أربعة عقود، حيث تآكلت بنيته العسكرية والسياسية بشكل كبير. وفي خضم هذا الواقع، ورغم تعدد السيناريوهات المطروحة لمرحلة ما بعد وقف إطلاق النار، يبرز أفق واحد ظل دائما أمام الشعب الإيراني، وأصبح اليوم أكثر وضوحا وإلحاحا من أي وقت مضى، وهو ما لخصته السيدة مريم رجوي بالقول: التأكيد مجددا على مطلب الشعب الإيراني