الاعدامات في ایران-آرشیف
الحوار المتمدن-سعاد عزيزکاتبة مختصة بالشأن الايراني:
طوال ال47 عاما المنصرمة، وفي معظم الظروف والأوضاع التي مرت على نظام الملالي حتى تلك التي کان الوضع فيها آمنا ومناسبا، فإن هذا النظام لم يکف عن ممارساته القمعية التعسفية وعن تنفيذ أحکام الاعدام، بل وحتى إن ما يسمى بجناح الاعتدال والاصلاح ذاته يدافع عن الممارسات القمعية والاعدامات ويراها ضرورية لضمان أمن النظام والاوضاع المختلفة.
لا يوجد هناك من أمر أو مسألة يتمسك بها نظام الملالي ويحرص عليه کما هو الحال مع الممارسات القمعية والاعدامات، ومن الملفت للنظر هنا أن هذه الممارسات القمعية والاعدامات لم تستثن أي شريحة إجتماعية فهي تشمل الاحداث والنساء والشيوخ کما إنها تستهدف بالدرجة الاولى الشباب، إذ أن هذا النظام يعاني من هاجس قيام الشعب بالثورة ضده ولذلك فإنه يسعى ليل نهار من أجل التخلص من هذا الهاجس والذي لا يکون إلا من خلال إستمراره في ممارساته القمعية والاعدامات ظنا منه بأن ذلك سيثير الخوف والرعب بين صفوف الشعب ويثنيهم عن الثورة ضده.
التقارير الواردة من داخل إيران، وکما جاء في بيان صادر عن أمانة المجلس الوطني للمقاومة الايرانية في 25 يونيو2025، تشير الى أن الممارسات القمعية وحملات الاعدام جارية على قدم وساق ولم تتوقف حتى ليوم واحد وبهذا السياق وطبقا للتقارير الواردة من داخل إيران، فقد بلغ عدد أحکام الاعدامات المسجلة من 22 أيار/مايو وحتى 21 حزيران/يونيو2025، ما مجموعه 140 حالة وقد تم تنفيذ معظم هذه الاعدامات في سجون قزلحصار، عادلآباد شيراز، بيرجند، سجن قم المركزي، ودستجرد في أصفهان. ومن بين من تم إعدامهم، توجد 5 نساء.
ومن المفيد التنويه هنا من إنه قد بلغ عدد الإعدامات خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام الإيراني(1404) ما لا يقل عن 398 حالة، فيما يصل العدد الإجمالي للإعدامات منذ بداية عهد بزشكيان إلى 1370 شخصا.
وفي سياق متصل، تم خلال الفترة من 16 حتى 25 حزيران / يونيو، تنفيذ أحكام إعدام بحق 6 سجناء بتهمة التجسس. ففي يوم الأربعاء، 25 حزيران / يونيو، أعدم أدريس آلي، آزاد شجاعي، ورسول أحمد محمد في سجن أرومية بتهمة “التجسس لصالح إسرائيل”. وكان الثلاثة يعملون كـ”عتالين”، وقد اعتقلوا في تموز / يوليو 2023، واتهموا بـ”نقل تجهيزات استخدمت في اغتيال محسن فخريزاده” وصدر بحقهم حكم الإعدام.
وفي الثلاثاء 23 حزيران / يونيو، أعدم محمد أمين مهدوي شايسته في سجن قزلحصار، وفي الاثنين 22 حزيران / يونيو، أعدم مجيد مسيبي في سجن دستگرد بأصفهان، بينما أعدم إسماعيل فكري في 16 حزيران / يونيو في سجن قزلحصار أيضا، وجميعهم بتهمة التجسس.
في الوقت ذاته، تتواصل الاعتقالات الجماعية في مختلف المدن الإيرانية. وقد أعلنت وكالة “فارس” التابعة للحرس عن اعتقال 700 شخص في مختلف أنحاء البلاد، بزعم انتمائهم إلى “شبكة تجسس”، مضيفة أن “عدد المعتقلين في محافظة طهران لم يعلن بعد بدقة”.
من جهتها، أعلنت النيابة العامة و”نيابة محکمة الثورة” في محافظة كرمانشاه عن اعتقال 115 شخصا، مشيرة إلى أن “عددا قليلا منهم متهمون بالتجسس، والبقية بتهم الدعاية ضد النظام”. كما أعلن نائب قائد قوى الأمن الداخلي في محافظة فارس عن اعتقال 53 شخصا بتهمة إثارة الرأي العام…، فيما أعلن رئيس شرطة الفضاء الإلكتروني (فتا) في أصفهان عن تحديد 60 شخصا من مثيري القلق العام.
هذا وقد جددت المقاومة الإيرانية دعوتها إلى الأمم المتحدة والهيئات الدولية المعنية لاتخاذ إجراء عاجل من أجل إنقاذ أرواح المحكومين بالإعدام.