صوره للاعتقالات في ایران
موقع المجلس:
یوجه نظام الملالي في الآونة الاخیرة و في أعقاب إعلان وقف إطلاق النار، أزمة داخلية متصاعدة، تتمثل في موجة غير مسبوقة من العصيان والفرار في صفوف قواته العسكرية والأمنية.
ورداً على ذلك، أطلقت السلطات حملة اعتقالات واسعة وأصدرت أوامر قمعية صارمة، في محاولة يائسة لمنع انهيار هيكلها الأمني، بينما تفرض مناخاً أمنياً مشحوناً في المدن.
فقد أعلنت وكالة “قدس” الإرهابية، نقلاً عن مدعي عام محافظة كرمانشاه، عن اعتقال أكثر من مئة شخص في المحافظة بتهمة “الإخلال بالأمن”. وفي الوقت نفسه، أعلن الحرس النظام عن اعتقال آخرين في محافظتي همدان وهرمزگان. كما تم تأكيد اعتقال العشرات في محافظة فارس، والعشرات الآخرين في محافظة جيلان، بالإضافة إلى اعتقال عدد من الأشخاص في مدينة زرند بتهمة “الدعاية ضد النظام”.
وتأتي هذه الاعتقالات في وقت تشير فيه التقارير إلى تفشي ظاهرة الفرار والعصيان بين الجنود والضباط وأفراد الأمن، حيث يرفض الكثير منهم الالتحاق بوحداتهم، أو يمتنعون عن تنفيذ الأوامر، ويلجؤون إلى الاختباء. وفي مواجهة هذه الأزمة، منحت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة في النظام قادة الفرق المحلية الإذن بالتعامل مع الجنود والضباط الفارين “بأقسى الإجراءات”، في محاولة لفرض السيطرة ومنع التفكك الداخلي.
إن هذه الحملة القمعية لا تستهدف فقط القوات المتمردة، بل هي جزء من استراتيجية أوسع لخنق أي بادرة للانتفاضة. فالنظام يدرك جيداً أن فقدان السيطرة على قواته المسلحة يعني فقدان السيطرة على الشارع، وهو ما يخشاه أكثر من أي شيء آخر. لهذا السبب، تشهد المدن الإيرانية في الأيام الأخيرة انتشاراً مكثفاً لنقاط التفتيش والدوريات الأمنية، ليس فقط لمواجهة تهديد خارجي، بل لخلق جو من الرعب يمنع أي تحرك شعبي. ويتزامن هذا مع تصعيد مقلق في وتيرة الإعدامات، حيث يستخدم النظام آلة القتل كأداة لترهيب المجتمع وإرسال رسالة دموية مفادها أن أي تحدٍ لسلطته سيواجه بأقصى درجات العنف.