موقع المجلس:
نفذت وحدات الانتفاضة سلسلة من الأنشطة الثورية المنسقة والواسعة في تحدٍ مباشر لآلة القمع، وفي ظل أجواء أمنية مشددة، في مختلف أنحاء إيران. وقد شملت هذه التحركات، التي تركزت على كتابة الشعارات على الجدران ونشر اللافتات، مدناً رئيسية تمتد من سيرجان وكهنوچ في الجنوب الشرقي، إلى مشهد وبجنورد في الشمال الشرقي، ومن رشت في الشمال إلى الأهواز في الجنوب الغربي، مروراً بأصفهان ويزد وشيراز وزاهدان. حملت هذه الفعاليات رسالة موحدة وقوية: الرفض القاطع للنظام الحاكم، والتأكيد على أن الحل الوحيد يكمن في الانتفاضة الشاملة والإطاحة بالديكتاتورية.
سيرجان، كرمان: في هذه المدينة، تم نقش شعار “الموت لخامنئي، والتحية لرجوي” على الجدران. لا يمثل هذا الشعار مجرد رفض لشخص الولي الفقيه، بل هو إعلان صريح عن هوية البديل السياسي، ويحمل تحدياً مباشراً للنظام الذي يعتبر اسم “رجوي” خطاً أحمر، ويصدر أحكام الإعدام ضد أنصاره.
مشهد وزاهدان: في هاتين المدينتين، تردد صدى شعار استراتيجي يحدد المسار: “سبيل الخلاص الوحيد هو الانتفاضة والإطاحة”. هذه الرسالة تعكس وعياً سياسياً عميقاً لدى شباب الانتفاضة، مفاده أن بنية النظام الحاكم غير قابلة للإصلاح، وأن التغيير الجذري لن يتحقق إلا عبر ثورة شعبية شاملة.
الأهواز وكهنوچ: شهدت هاتان المدينتان شعاراً يعبر عن رؤية تاريخية شاملة: “الموت للظالم، سواء كان الشاه أو خامنئي”. إن هذا الشعار يتجاوز مجرد معارضة النظام الحالي، ليعلن رفضاً قاطعاً لجميع أشكال الديكتاتورية، سواء كانت شاه غابرة أو خامنئي قائمة، ويؤكد أن الشعب الإيراني لن يقبل باستبدال استبداد بآخر.
زاهدان وزابل: بالإضافة إلى الشعارات السياسية، برز في بلوشستان شعار “المرأة، المقاومة، الحرية“. هذا الشعار لا يكرّم فقط الدور الريادي للمرأة في حركة المقاومة والانتفاضة، بل يسلط الضوء أيضاً على تطلعات منطقة عانت من الظلم المزدوج، وتطالب بالحرية والمساواة.
شيراز ورشت ويزد: في هذه المدن ذات الثقل التاريخي والثقافي، علت أصوات الرفض من خلال شعارات مباشرة مثل “الموت لخامنئي” و “الموت لخامنئي، اللعنة على خميني”، مما يؤكد أن الغضب من مؤسسي ورموز هذا النظام هو قاسم مشترك بين جميع فئات الشعب الإيراني.
الخيار الثالث ومسؤولية وحدات الانتفاضة
إن هذه الأنشطة البطولية، التي تتم في ظل مخاطر أمنية كبيرة، هي التجسيد العملي لـ “الخيار الثالث” الذي تطرحه السيدة مريم رجوي، والذي يؤكد أن الحل لأزمة إيران لا يكمن في الحرب الخارجية ولا في استرضاء النظام، بل في التغيير على يد الشعب الإيراني ومقاومته المنظمة. وتؤكد وحدات الانتفاضة، من خلال هذه التحركات، على أنها تعتبر نفسها طليعة هذا التغيير وتتحمل مسؤولية قيادة النضال من أجل إسقاط النظام. إن رسالتهم واضحة: الكفاح سيستمر حتى تحقيق النصر، والحل الوحيد لأزمات إيران هو إسقاط هذا النظام على يد الشعب ومقاومته ووحدات الانتفاضة الشجاعة التي تضع أرواحها على كفها. إنهم يبعثون برسالة للعالم مفادها أن كل من يريد السلام والاستقرار في المنطقة، فإن الحل يكمن في دعم الشعب الإيراني وأبنائه البواسل هؤلاء الذين يسعون لإسقاط مصدر الأزمات والحروب.