صورة لارهاب نظام الملالي
صوت کوردستان – منى سالم الجبوري:
تتأزم الاوضاع وتصعب في ظل الانظمة الدکتاتورية ولاسيما عندما يتم تضييق الخناق على الشعوب، خصوصا عندما تنتهج هذه الانظمة سياسات تضع مصالحها الضيقة فوق کل إعتبار آخر، وهکذا سياسات وکما أثبت ويثبت التأريخ والمنطق ذاته، هي سياسات کارثية تنعکس سلبا على الشعوب ولاسيما إذا ما أدت الى إشعال حروب وأزمات، وبهذا الصدد، فإن للنظام الايراني مرتبة ومکانة مميزة لا يمکن منافسته عليه، خصوصا وإنه وخلال 47 عاما من حکمه القمعي الاستبدادي قد أثبت کونه ليس مولع بإشعال الحروب والنزاعات فقط بل وحتى إن أي نظام دکتاتوري آخر لا يمکن أبدا أن ينافسه في مجالها.
هذا النظام وإن کان في بداية أمره مشکلة للشعب الايراني، لکنه ومع إستمرار تضييقه الخناق على الشعب فإنه وبصورة تدريجية ملفتة للنظر صار أيضا مشکلة فريدة من نوعها لشعوب ودول المنطقة بشکل خاص والعالم بشکل عام، وأساس المشکلة تکمن في النهج العدواني المتطرف المعتمد على الارهاب کوسيلة من أجل تحقيق الاهداف، خصوصا وإن هذا النظام الذي إتخذ من نظرية دينية متطرفة غريبة ليس على الدين الاسلامي بل وحتى على المذهب الشيعي نفسه، فقد ساهم وبصورة غير مسبوقة في تعکير الاجواء وإضفاء الکثير من الضبابية والغموض على الاوضاع الفکرية والسياسية والاجتماعية في المنطقة.
المشاکل والازمات التي طفقت تتزايد بشکل مضطرد بعد قيام هذا النظام وباتت(ولازالت) تشکل تهديدا للأمنين القومي والاجتماعي لبلدان المنطقة، فإنها وبسبب من إعتماد هذا النظام على تشکيل تنظيمات وميليشيات تابعة له في بلدان في المنطقة وتعمل کوکلاء له، قد جعل من هذه المشاکل والازمات وسيلة من أجل إبتزاز بلدان المنطقة وکذلك بلدان العالم التي لها مصالح في المنطقة.
النظر في تسلسل التوتر غير العادي في الاحداث والتطورات بعد مجئ هذا النظام وبلوغها الذروة بإثارة الحروب والانقسامات والنزاعات ذات البعد الطائفي بشکل خاص، وإستغلاله للعامل الديني في تجيير قضايا مصيرية للأمة الاسلامية من أجل تحقيق أهداف ومطامح خاصة به، أحدثت سلسلة حروب ومواجهات دامية دفعت شعوب وبلدان المنطقة والشعب الايراني ذاته أثمانها الباهضة، وإن المواجهة الحالية الجارية بينه وبين إسرائيل، هي حاصل تحصيل السياسات المشبوهة له والتي وکما يرى العالم کله أوصلت المنطقة والعالم الى حافة بالغة الخطورة يجب تدارکها قبل أن تتطور الامر ويحث ما لا يحمد عقباه، ومن دون أدنى شك فإن السبيل الوحيد ليس لمعالجة المواجهة الحالية الجارية مع إسرائيل بل وحتى معالجة المعضلة الايرانية من أساسها تکمن في إحداث تغيير جذري في النظام القائم في إيران والذي لا يکون إلا بإسقاطه، ومن المفيد هنا الإشارة الى ما قد أکدت عليه قالت السیدة مريم رجوي، رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، للنواب في البرلمان الأوروبي، في 18 يونيو2025، من:” إن التغيير الحقيقي في إيران لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال الشعب الإيراني ومقاومته المنظمة، وهذا وحده ما يمكن أن يضمن السلام في المنطقة”. وأضافت أن الحرب بين إسرائيل والنظام الإيراني، التي بدأت يوم الجمعة، تمثل “بداية فصل مصيري وجديد، سواء في ما يخص الأزمة الداخلية في إيران أو في المعادلات الأوسع نطاقا في المنطقة”.