صور للاحتجاجات الشعبة في ایران-آرشیف
موقع المجلس:
نشرته صحيفة “ديلي إكسبرس” البريطانية، مقال تحليلي دعت خلاله مجموعة من كبار المسؤولين والسياسيين الأوروبيين السابقين، من بينهم رئيس الوزراء البلجيكي السابق غي فيرهوفشتات، ووزراء ألمان وبريطانيون سابقون، إلى تغيير جذري في سياسة الغرب تجاه إيران. يؤكد المقال، الذي يستند إلى ورقة عمل سياسية أعدها هؤلاء المسؤولون، أن استراتيجية “احتواء” النظام الإيراني قد فشلت، وأن اللحظة حاسمة للتحول من محاولة استرضاء النظام إلى ممارسة أقصى درجات الضغط عليه ودعم المعارضة الديمقراطية الإيرانية بشكل فعال.
استراتيجية النظام المزدوجة: القمع في الداخل والعدوان في الخارج
وفقاً للمقال، حافظ نظام الملالي على قبضته على السلطة لأكثر من أربعة عقود عبر استراتيجية مزدوجة: القمع الداخلي الوحشي والتوسع الإقليمي العدواني. ويشير الكاتبون إلى أن إيران تتصدر دول العالم في عدد الإعدامات نسبة لعدد السكان، وهي الدولة الوحيدة التي تعدم القاصرين بشكل قانوني. وبحسب المقال، فقد تم إعدام أكثر من ١٣٠٠ شخص منذ تولي مسعود بزشكيان الرئاسة، من بينهم أكثر من ٣٠ امرأة وعدد من الأحداث. يرى المقال أن هذه الأرقام ليست مجرد تجاوزات، بل استراتيجية متعمدة لإخماد أي صوت معارض، خاصة النشطاء السياسيين المرتبطين بالمعارضة المنظمة.
على الصعيد الخارجي، يؤكد المقال أن النظام يعتمد على تصدير أيديولوجيته وتأمين عمق استراتيجي عبر الميليشيات الوكيلة، من حزب الله في لبنان إلى الجماعات المسلحة في العراق وسوريا واليمن. كما يسلط الضوء على أن إرهاب النظام لم يعد محصوراً في الشرق الأوسط، بل امتد إلى العواصم الأوروبية عبر محاولات اغتيال وهجمات ضد المعارضين، مثل محاولة اغتيال النائب السابق لرئيس البرلمان الأوروبي، أليخو فيدال كوادراس، الداعم البارز للمعارضة الإيرانية.
البديل الديمقراطي: المقاومة المنظمة وخارطة طريق للمستقبل
ترفض الصحيفة بشدة الفكرة التي روج لها النظام لعقود بأنه “لا يوجد بديل قابل للتطبيق”، وتصفها بأنها “معلومات مضللة” خدمت سياسة الاسترضاء. ويؤكد المقال على أن هناك قوة سياسية منظمة ومنضبطة داخل إيران، تتمثل في “وحدات الانتفاضة” التابعة لمنظمة مجاهدي خلق الإيرانية ، والتي نجحت في استدامة موجة الاحتجاجات في جميع محافظات إيران الـ ٣١ منذ انتفاضة سبتمبر ٢٠٢٢.
ويقدم المقال خطة السيدة مريم رجوي ذات النقاط العشر باعتبارها خارطة طريق ذات مصداقية لإيران المستقبل. وتشمل هذه الخطة إقامة جمهورية علمانية ديمقراطية وغير نووية، والمساواة بين الجنسين، وانتخابات حرة، وفصل الدين عن الدولة. ويشير المقال إلى أن هذه الخطة تحظى بدعم واسع، حيث أيدها أكثر من ١٣٠ من قادة العالم السابقين و٤٠٠٠ مشرّع على مستوى العالم.
استراتيجية جديدة من ثلاث ركائز
يدعو المقال، الذي شارك في كتابته أيضاً وزير الدفاع البريطاني السابق ليام فوكس، الغرب إلى تبني سياسة استراتيجية جديدة تتجاوز العقوبات والبيانات، وتقوم على ثلاث ركائز أساسية:
١. ممارسة أقصى درجات الضغط على النظام: عبر فرض عقوبات على القطاعات الرئيسية مثل النفط والبنوك، وتفعيل آلية الزناد (Snapback) لإعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة، وتصنيف حرس النظام الإيراني ككيان إرهابي في جميع أنحاء أوروبا.
٢. دعم حقوق الإنسان والمساءلة: إدانة انتهاكات حقوق الإنسان علناً، والدعوة إلى محاكمة مسؤولي النظام على جرائمهم ضد الإنسانية.
٣. الاعتراف بالمقاومة الديمقراطية والتواصل معها: الإقرار بأن التغيير الحقيقي يجب أن يأتي من الداخل، من الشعب الإيراني ومقاومته المنظمة، واعتبار المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية شريكاً موثوقاً به لانتقال ديمقراطي منظم.
ويختتم المقال بالتأكيد على أن دعم المقاومة الديمقراطية الإيرانية ليس مجرد “واجب أخلاقي”، بل هو “ضرورة استراتيجية” لمواجهة تهديد النظام للاستقرار العالمي وتعزيز السلام والقيم الديمقراطية.