موقع المجلس:
في خطوة تكشف عن الطبيعة الوحشية للنظام الإيراني، أقدم جهاز قضاء الملالي صباح يوم الأربعاء، الحادي عشر من يونيو، على تنفيذ حكم الإعدام بحق مجاهد (عباس) كوركور، أحد معتقلي انتفاضة عام 2022 في مدينة إيذه، وذلك في سجن شيبان بمدينة الأهواز. وقد اختار النظام عمداً تنفيذ هذه الجريمة في يوم يتزامن مع ذكرى ميلاد الطفل كيان بيرفلك، في محاولة بائسة لإضفاء المصداقية على روايته الكاذبة التي اتهم فيها مجاهد كوركور بقتل الطفل.
رواية النظام في مواجهة حقيقة العائلة
تأتي هذه الجريمة على الرغم من أن عائلة بيرفلك، وخاصة والدة كيان، السيدة ماه منير مولائي راد، قد أكدت مراراً وتكراراً أن ابنها استشهد برصاص قوات الأمن القمعية التابعة للنظام. وقد كشفت السيدة مولائي راد بشجاعة عن الدور المباشر لهذه القوات في قتل طفلها، معلنةً أن الاتهامات الموجهة إلى مجاهد كوركور ملفقة وباطلة، وقدمت دعمها لعائلة كوركور في محنتهم، مما فضح زيف الرواية الرسمية للسلطات.
محاكمة صورية تحت وطأة التعذيب
لم تكن إدانة مجاهد كوركور نتيجة عملية قضائية عادلة، بل صدر الحكم في محاكمة صورية تفتقر إلى أبسط معايير العدالة. فقد تعرض كوركور لأشهر من التعذيب الجسدي والنفسي لانتزاع اعترافات منه، وحُرم من حقه في الحصول على محامٍ مستقل يدافع عنه. وبناءً على هذه الإجراءات الباطلة، حكم عليه بالإعدام بتهمتي “المحاربة” و”الإفساد في الأرض”. وكانت منظمة العفو الدولية قد حذرت في وقت سابق من الخطر الوشيك الذي يتهدد حياته، وكشفت عن أساليب التعذيب التي تعرض لها، داعية إلى وقف تنفيذ الحكم.
إن إعدام هذا الشاب البريء لا يمثل مجرد قضية فردية، بل هو مثال آخر على الجرائم ضد الإنسانية التي يرتكبها نظام ولاية الفقيه بشكل ممنهج. ويستخدم النظام عقوبة الإعدام كأداة سياسية لترهيب المجتمع وقمع “حركة مقاضاة مرتكبي الجرائم” التي تطالب بالعدالة لضحايا الانتفاضة، وإخماد صوت المقاومة الشعبية. إن اختيار يوم ميلاد كيان بيرفلك لتنفيذ هذا الحكم هو رسالة قمعية تهدف إلى بث اليأس والرعب في قلوب عائلات الضحايا وكل من يطالب بالحقيقة والعدالة.