صورة للاحتجاجات فی ایران – آرشیف
الحوار المتمدن-سعاد عزيزکاتبة مختصة بالشأن الايراني:
الحياة في إيران في ظل نظام الملالي بمثابة جحيم لا يطاق، هکذا يقول الشعب الايراني عموما وکل من يخرج من إيران بحثا عن ملاذ آمن بشکل خاص. السياسات الضارة المضرة التي إتبعها ويتبعا النظام الايراني منذ 46 عاما والتي کما هو واضح تسببت في أزمات ومشاکل متجذرة في مختلف الاوضاع ولاسيما الاقتصادية منها، وإن الشعب الايراني کان ولايزال أکبر متضرر من سياسات هذا النظام وإن العبأ الاکبر يقع على أکتافه خصوصا وإن هذه الاوضاع السيئة تترادف معها تصعيدا للممارسات القمعية في سبيل کبح جماح الشعب والحيلولة دون حدوث إنتفاضة أخرى.
ولکن وفي ظل هذه الاوضاع وهذه الحياة التي أصبحت جحيما لا يطاق، فإن الشعب الايراني يبدو کذلك الذي لم يبق عنده شئ يخاف أن يفقده إذ أن النظام الاستبدادي قد سلبه کل شئ، ومن هنا فإن ما يحدث من تطورات مع إضراب سائقي الشاحنات بإتجاه توسيع دائرة الاحتجاجات بالتضامن معهم، صار أمر يلفت الانظار من جهة ويثير الخوف والرعب في نفوس قادة النظام القمعي القائم.
في سياق دعم وتإييد الشرائح المختلفة للشعب الايراني لإضراب سواق الشاحنات، فقد انضم سائقو سيارات الأجرة في مدينتي سبزوار وأراك إلى إضراب سائقي الشاحنات. كما أصدرت نقابة عمال شركة حافلات طهران وضواحيها بيانا أعلنت فيه دعمها لإضراب سائقي الشاحنات وأدانت اعتقالهم وتهديدهم.
ما يجب التنويه عنه وأخذه بنظر الاعتبار والاهمية إنه قد مضى أحد عشر يوما على الإضراب المتواصل لسائقي الشاحنات، وامتد ليشمل 155 مدينة في 31 محافظة إيرانية، وتشير بعض التقارير إلى أن عدد المدن المضربة قد وصل إلى 163 مدينة. المهم في الأمر هو استمرار واتساع الإضراب كحق مسلم للكادحين في مواجهة الاستغلال الجامح الذي يمارسه حكام ولاية الفقيه. وتتميز حركة المضربين بإرتفاع مستوى وعيهم تجاه أساليب القمع والترغيب والترهيب الحكومية. وقد أعلن سائقو الشاحنات في أحدث بيان توضيحي وكاشف لهم: “اعتقال زملائنا زاد من قوة اتحادنا، ونطالب بالإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع زملائنا المعتقلين”.
لکن ومن جانب آخر، فإن نظام الملالي وبعد 11 يوما على الاضراب، فإنه يظهر بموقف العاجز تماما عن إيجاد أي حل والسبب واضح فمن ناحية، يعلم النظام أنه سرق ونهب كل ما تملكه الفئات المختلفة، وفي خضم الأزمة الاقتصادية، ليس لديه أي رد مهني أو اقتصادي مقنع. ومن ناحية أخرى، يواجه موجة دعم من فئات أخرى، وهو ما يحمل رسالة سياسية مفهومة للحكم. يقول المضربون لخامنئي إنه رغم 1275 عملية إعدام في عهد بزشكيان و170 عملية إعدام فقط في (أبريل/مايو) 2025، فقد فشل في كسر عزيمة الشعب في المطالبة بحقوقه، ولم يضف سوى المزيد إلى سجله الإجرامي، ولذلك فإن إستمرار هذا الاضراب وإتساع رقعة مٶيديه وتوسع دائرته بالاضافة الى الاحتجاجات المحتدمة الاخرى، إنما هي في نهاية المطاف بمثابة رسالة غضب شعبية للنظام وعلى النظام تحمل عواقبها.