موقع المجلس:
في مبادرة جریئة و نشاط لقی ترحیباً واسعاً بین الجمهور الایراني،علت الأصوات بهتافات “أطلقوا سراح سائق الشاحنات السجين”، “يا سائق الشاحنات، اصرخ واصدح بحقك”، “الموت لخامنئي، اللعنة على خميني“،
“عاشت وحدات الانتفاضة”، “الموت لخامنئي، والتحية لرجوي”، و”جيش التحرير منتصر، منتصر”. لقد أظهر هؤلاء الثوار الشجعان، بأكمامهم البيضاء التي ترمز إلى مقاتلي جيش السلام والحرية في أكثر من مئة عملية تحريرية. و بالحقیقة کانت جرأةً تكسر جدار القمع أمام أعين كل شاب إيراني يشاهد هذا المشهد. ویحدث هذا في الوقت الذي يسعى فيه خامنئي إلى خنق كل صيحة تنادي بالحرية وتطالب بالحقوق، مستخدماً الخناق والإعدام وبطش القمع، ويواجه إضراب سائقي الشاحنات والسيارات الثقيلة الكادحين بالاعتقالات وتصعيد الضغوط والمؤامرات، دوّت هتافات “وحدات الانتفاضة” في طهران بارس مساء يوم الأول من يونيو/حزيران 2025 ، وسط نظرات الإعجاب من المارة وركاب السيارات العابرة.
إن ما يثير هلع العدو أكثر، ويكشف في الوقت ذاته عن هشاشته و قابليته للتأثر بالضربات، هو سلسلة العمليات المتواصلة التي تنفذها شباب الانتفاضة. ففي ذكرى هلاك خميني، وفي ذروة الاستعدادات الأمنية للنظام، نفذ هذا الشباب 25 عملية قاصمة استهدفت مراكز النهب والجريمة والتجسس التابعة لحرس النظام والباسيج، بالإضافة إلى صور الخميني وخامنئي، بضربات نارية ساحقة.
في ظل هذه الظروف، أصيب النظام المأزوم بالذعر والارتباك، وهو المحاصر بأزماته الداخلية والخارجية، في مواجهة مجتمع على وشك الانفجار وتصاعد الاحتجاجات والإضرابات العامة. وخوفاً من التحام الشعب الذي بلغ السيل به الزبى مع طليعته الباسلة، لجأ النظام إلى تكتيكات جديدة. في الأول من يونيو، أعلنت حكومة الملالي، في خطوة قمعية تعكس خوفها من خروج الأوضاع عن سيطرة قوات الحرس، عن خطة للمراقبة الجوية على سماء طهران.
وأعلنت بلدية طهران، بقيادة زاكاني، أحد رموز خامنئي المعروف بالفساد والسرقة، أنها ستنفذ هذه الخطة الأمنية القمعية بالتعاون مع جامعة حرس النظام لمراقبة المجال الجوي للعاصمة. وقال زاكاني: “بعد أشهر من الجهود، تم وضع اللمسات النهائية على مذكرة تفاهم للمراقبة البصرية لمجال طهران الجوي الممتد على مساحة 5980 كيلومتراً، لتحسين ظروف الرصد بالتعاون مع جامعة الحرس.
إن عدم الدقة في هذا المجال يترتب عليه تحديات أمنية ومفاسد اقتصادية واجتماعية”. وقال حميد رضا صارمي، مساعد رئيس بلدية طهران: “هذه الخطة، التي تُنفذ لأول مرة في البلاد، ستراقب مجال طهران الجوي بشكل دائم باستخدام تقنيات حديثة عبر الرصد بالأقمار الصناعية والطائرات بدون طيار”. كما صرح حسني آهنكر، رئيس جامعة الحرس: “سنقوم برصد مجال طهران الجوي من سفوح جبال البرز إلى طريق قم السريع باستخدام منصات الطيران التابعة للجامعة مثل مدارج المطارات والطائرات بدون طيار والصور الفضائية وصور البلدية”.
في الوقت نفسه، لجأ رئيس المعین بزشكيان، إلى تبرير سخيف تحت مسمى “الإدارة المرتكزة على الأحياء” لتمرير الإجراءات القمعية والسيطرة على الأوضاع من قبل تعبئة الباسيج المعادية للشعب، قائلاً: “إن تجميع الإجراءات الداعمة حول محور الباسيج يوفر أساساً موثوقاً لزيادة صمود المجتمع في مواجهة التهديدات”. وقد أعلن قائد الحرس وقائد الباسيج استعدادهما للتعاون مع الحكومة. يتحدث بزشكيان عن “الإجراءات الداعمة”، لكن عبارة “الصمود في مواجهة التهديدات” وحضور قادة حرس خامنئي والباسيج يكشف أن الهدف ليس الخدمة والدعم، بل توسيع الشبكة الأمنية لاحتواء غضب الشعب المتفجر.
إن هذه الإجراءات المرتبكة تكشف، قبل كل شيء، عن رعب النظام وهشاشته في مواجهة الشرارات التي يمكن، بجرأة الطليعة وثورة غضب الشعب، أن تشعل لهيب انتفاضة حارقة تكتسح الظالمين.