صورة للاحتجاجات في ایران-آرشیف
الحوار المتمدن-سعاد عزيزکاتبة مختصة بالشأن الايراني:
الاوضاع السائدة حاليا في إيران بالنسبة لنظام الملالي، تبدو کسفينة مهترئة تبحر في داخل بحر متلاطم الامواج وتکثر فيها الثقوب والعيوب الى الحد من إنها معرضة للغرق في أي لحظة.
السياسات الاقليمية والدولية التي يقوم نظام الملالي بتطبيقها فإنها مخصصة دوما من أجل خدمة أوضاعه الداخلية وضمان سيطرته عليها، لکن تراجع دوره الاقليمي بعد الهزائم الشنيعة التي لحقت بمشروعه في المنطقة والذي أثر أيضا على دوره على الصعيد الدولي، جعل النظام في موقف ووضع لا يحسد عليه بالمرة، ولاسيما وإن الشعب الايراني قد رحب کثيرا بهزيمة مشروع النظام في المنطقة وحتى تنفس الصعداء من جراء ذلك، ولذلك فإن التحرکات الاحتجاجية ضد النظام تتصاعد بشکل غير مسبوق ونفس الشئ بالنسبة للعمليات الثورية لوحدات الانتفاضة التابعة لمنظمة مجاهدي خلق الایرانیة والتي تضرب المراکز والمٶسسات الامنية للنظام بقوة، وکل هذا منح الطبقات والشرائح المختلفة للمجتمع الايراني بمضاعفة نشاطاتها المضادة للنظام وإن دخول إضراب سائقي الشاحنات ومركبات النقل الثقيل في إيران يومه الـ 12 على التوالي، نموذج ملفت للنظر على ذلك.
إضراب سواق الشاحنات الذي إتسعت رقعته بشكل لافت ليشمل، بحسب التقارير، 155 مدينة في جميع محافظات البلاد. ولم يقتصر الحراك على سائقي الشاحنات، بل انضم إليهم سائقو الحافلات الصغيرة في أصفهان وسائقو سيارات الأجرة في مدن مثل سبزوار وأراك، كما أعلنت شركة النقل العام في طهران (شركت واحد) دعمها لإضراب، لتلتحم بذلك “عائلة النقل الإيرانية الكبيرة” في صف واحد من المقاومة والاحتجاج والتضامن. وقد تجاوز صدى هذا الإضراب حدود إيران، حيث حظي بدعم من اتحادات ونقابات عمالية دولية. هذا الاضراب صار يشکل صداعا کبيرا للنظام ولاسيما من حيث تمکنه من تخطي حدود إيران وحصوله على دعم دولي صار يرعب النظام.
وبصدد الدعم الدولي المقدم لسواق الشاحنات في إيران، فقد أصدر اللورد كلارك أوف هامبستيد، الرئيس السابق لحزب العمال البريطاني، والسيد روجر ليونز، الرئيس السابق لمؤتمر نقابات العمال البريطاني (TUC)، بيانا مشتركا يوم السبت 31 مايو/أيار، أعربا فيه عن تضامنهما الكامل مع السائقين المضربين. وجاء في بيانهما: “لقد أظهر هؤلاء السائقون، رغم الإجراءات القمعية، صمودا رائعا في نضالهم من أجل معاملة أكثر عدلا، وظروف عمل أفضل، وعدالة اقتصادية. إن إضراب سائقي الشاحنات، المدعوم من المتقاعدين والمعلمين وعمال النفط والنساء والممرضات، يعكس النضال المشترك لملايين العمال ضد الاستغلال الممنهج”.
وندد البيان بشدة باعتقال سائقي الشاحنات، مطالبا بـالإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المضربين المعتقلين”، مؤكدا أن “نضال سائقي الشاحنات هو موقف قوي ضد الخلل المؤسسي ودعوة للكرامة والإنصاف يتردد صداها في نضالات العمال بجميع أنحاء العالم”. واختتم اللورد كلارك والسيد ليونز بيانهما بالتأكيد على “الدعم الكامل لنضال الشعب الإيراني من أجل جمهورية حرة وديمقراطية”، مشيرين إلى أن “الشعب الإيراني قد رفض مرارا جميع أشكال الديكتاتورية، سواء نظام الشاه المخلوع أو الملالي الحالي”.
كما أعلنت السيدة نينا هانسن، إحدى قيادات الاتحادات العمالية النرويجية، خلال مؤتمر “إيران الحرة 2025″، عن دعمها لسائقي الشاحنات الشجعان في إيران، مشيدة بعزيمتهم وإرادتهم الاستثنائية. وقالت: “آلاف السائقين في جميع أنحاء إيران أوقفوا شاحناتهم للمطالبة بأبسط حقوقهم، وهي الأجور العادلة واللائقة، وظروف العمل الآمنة، وصون الكرامة… السائقون المضربون في إيران يمثلون شعبا سئم من أن يحكم بالقوة”. وأضافت، مشيرة إلى محاولات النظام اليائسة لقمع الإضراب: “لقد تم إرسال حرس النظام الإيراني لترهيب وإسكات سائقي الشاحنات، وتم اعتقال العديد منهم… يجب إطلاق سراحهم… ولكن رغم هذه الضغوط، وقف السائقون بثبات ولم يتراجعوا. أنا فخورة بهم. هذا الإضراب هو صرخة من أجل الحرية والعدالة والكرامة، إنهم يريدون تحدي أسس القمع في إيران”.