الحوار المتمدن-سعاد عزيزکاتبة مختصة بالشأن الايراني:
التقارير الخبرية التي تنقل أنباء جولات التفاوض بين الولايات المتحدة وبين نظام الملالي، تتزايد بصورة ملفتة للنظر کما إن التحليلات ووجهات نظر المراقبين والمحللين السياسيين مع تباينها لکنها تشير بصورة وأخرى إن هناك تباعدا بين موقفي الطرفين وإن نظام الملالي لايزال يصر على موقفه المتعنت بخصوص تخصيب اليوارنيوم، وإن کل ما يقال بشأن تحقيق تقدم في المفاوضات هو مجرد کلام ليس له من صدى حقيقي في الواقع.
منذ عام 2003، والمجتمع الدولي يقوم بإجراء مفاوضات مع هذا النظام من أجل منعه من حيازة السلاح النووي، ولکن ومع کل تلك المفاوضات المختلفة طوال ما يقرب من الثلاث عقود فإنه لم يتحقق أي شئ من الاهداف المرجوة التي کان المجتمع الدولي يطمح إليها بل وعلى الضد من ذلك فإن نظام الملالي قد حقق تقدما کبير ولاسيما من حيث تخصيب اليورانيوم إذ بلغ 60%!
لا يخفى على أحد أن أکثر حقيقة تم لمسها بکل وضوح، هي إن نظام الملالي وطوال جولات المفاوضات المختلفة حرص کثيرا على ممارسة الکذب والتمويه وعلى إطالة أمد المفاوضات من أجل الاستفادة من العامل الزمني وهو لازال متمسکا بهذه الاساليب وإن المفاوضات الحالية تٶکد ذلك بوضوح، ولکن من المفيد هنا أن نلفت الانظار الى أکثر طرف وجهة معنية بنظام الملالي ومخططاته ومشاريعه المشبوهة ونقصد بذلك المجلس الوطني للمقاومة الايرانية، ولاسيما وإنه قد کشف وفضح الکثير من المخططات العدوانية الشريرة لهذا النظام ومن بينها برنامجه النووي.
في مٶتمر تم عقده في البرلمان الفرنسي يوم الثلاثاء 27 أيار بحضور عدد من النواب الفرنسيين کما شاركت فيه أيضا السيدة مريم رجوي الرئيسة المنتخبة من قبل المقاومة الإيرانية، فقد ألقت کلمة تناولت في جانب منها الموقف الدولي من البرنامج النووي للنظام والمفاوضات الجارية معه، حيث جاء فيها:” لقد قلنا دائما لهذا النظام: يجب أن يتراجع عن برنامجه النووي وعن إشعال الحروب وعن القمع.” وأشارت الى أنه”وقلنا للدول الغربية: إذا استطعتم إجبار هذا النظام على التخلي عن القنبلة والصواريخ، فلا تترددوا.”، والحقيقة هي أنه وعلى الرغم من مضي 3 عقود من التفاوض مع هذا النظام فإنه وکما أشرنا سابقا لم يتم تحقيق أي نتيجة وهذا ما يٶکد مصداقية المقاومة الايرانية حيث تضيف السيدة رجوي بهذا الصدد”لکن تجربة ما يقارب ثلاثة عقود من التفاوض واضحة أمام الجميع؛ فالنظام في كل مرة استخدم المفاوضات لشراء الوقت، ثم واصل استكمال منشآته النووية.”، والامر والادهى من ذلك إن السيدة رجوي تلفت الانظار الى الضرر الکبير الذي ألحقه البرنامج النووي بالشعب الايراني فتستدرك لتقول:” ولو لم يكن هذا النظام يسعى وراء القنبلة، لما أضاع ألفي مليار دولار من أموال الشعب الإيراني في هذا السبيل.”.
ولفتت الانظار أيضا الى أنه و”قبل ثلاثة أسابيع، كشفت المقاومة الإيرانية عن موقع نووي سري جديد تابع للنظام في منطقة سمنان شرق طهران، وهو جزء من الجهاز المسؤول عن تصنيع القنبلة النووية.” ومن هنا فإنها ترى بأنه”وكما أكدت المقاومة الإيرانية مرارا، فإن الخطوة الأولى لمنع الديكتاتورية الدينية الحاكمة في إيران من امتلاك القنبلة النووية، هي تفعيل آلية الزناد، وإعادة تفعيل قرارات مجلس الأمن الدولي، والتفكيك الكامل للبرنامج النووي للنظام، وخاصة أنشطة التخصيب”.