منشآت نووية إيرانية
صوت العراق – محمد حسين المياحي:
مع إختتام الجولة الخامسة من المفاوضات الجارية بين الولايات المتحدة الاميرکية وبين النظام الايراني، فإن الذي تمخض عنها لحد الان بحسب ما يتم نقله وعکسه من قبل وسائل الاعلام والمحللين السياسيين، هو إن الطرفين لا يزالان متمسکان بمواقفهما خصوصا وإن تامي بروس، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، وفي مقابلة لها مع شبكة “فوكس نيوز” نشرت يوم الجمعة، 23 مايو/أيار، أکدت أن النظام الإيراني لن يحصل على أسلحة نووية ولن يتم أي تخصيب لليورانيوم.
لکن ومع هذه الحالة من الجمود التي تشهدها المفاوضات، فقد نقلت صحيفة “لاريبوبليكا” عن مصدر دبلوماسي مطلع على الملف أن “من بين الخيارات المطروحة للخروج من هذا المأزق، وقف برنامج تخصيب اليورانيوم الإيراني لمدة ثلاث سنوات، مقابل رفع جزء من العقوبات المفروضة على إيران” ووفق المصدر ذاته، “من المقرر أن تحصل الوكالة الدولية للطاقة الذرية خلال هذه المرحلة الانتقالية على وصول واسع النطاق إلى المنشآت النووية الإيرانية من أجل إجراء عمليات التفتيش”، بما “يمكن الجانب الأميركي من اختبار حسن نية طهران”، ويتيح لحكومة الرئيس الإصلاحي، مسعود بزشكيان، أن تقدم هذا الاتفاق “باعتباره إنجازا ملموسا لتحقيق انتعاش اقتصادي في ظل الأزمة الراهنة”.
وعلى إفتراض إحتمال إجراء هکذا إتفاق فإن السٶال الذي يتبادر للذهن هو: هل إن النظام الايراني سيسير بنفس السياق الذي يريده الاتفاق ويطمح إليه الاميرکيون؟ العودة الى ماضي النظام الايراني والتجارب الدولية معه بهذا الصدد يٶکد خلاف ذلك تماما، إذ أن النظام غير مستعد إطلاقا للتخلي عن مشروعه النووي الذي يريد من خلاله أن يجعل نفسه ومن ممارساته القمعية بحق الشعب الايراني ومن تدخلاته في المنطقة أمرا واقعا، مع ملاحظة مهمة من الضڕورة الملحة أخذها بنظر الاعتبار وهي إن الثقة بمصداقية النظام في تمسکه ببنود الاتفاقيات الدولية المعقودة معه معدومة وإن إتفاق 2004، مع وفد الترويکا الاوربية وکذلك إتفاق 2015، مع مجموعة 5+1، مثالان معبران بهذا الصدد.
وحتى إن النظر لتجربة المنطقة والعالم مع النظام الايراني بخصوص تدخلاته السافرة في المنطقة حتى بعد الذي حدث في غزة ولبنان وسوريا، وما يقوم به بعد کل ذلك الذي حصل من مساع ومحاولات مشبوهة من أجل إعادة النصاب في لبنان وسوريا الى ما قد کان عليه قبل هزائمه فيها والتغييرات التي حدثت، دليل آخر على إن النظام الايراني لا يمکن أبدا الوثوق به في إتفاقيات مهمة وحساسة تمس مشاريعه التي تمت تخطيطها في ضوء نهجه المشبوه، ولا يوجد أي خيار من أجل إعادة تأهيل هذا النظام أو جعله عنصرا مفيدا على صعيد المنطقة والعالم، إذ طالما بقي فإن سياساته ومشاريعه المزعزعة للسلام والامن ستبقى مستمرة والخيار الوحيد الموجود من أجل وضع حد نهائي له ولنهجه ولسياساته ومشاريعه المشبوهة تکمن في تغييره جذريا وهو أمر لا يمکن أن يتم إلا بدعم وتإييد النضال المشروع الذي يخوضه الشعب الايراني من أجل الحرية والتغيير.