خامنئی و النووي الایراني
صوت العراق – محمد حسين المياحي:
لا يوجد هناك من يمکن أن يحسد النظام الايراني على الحال الصعب والمعقد الذي آل إليه بعد سلسلة الهزائم الشنيعة التي لحقت بي في المنطقة وقوضت مشروع خميني وحجمته الى حد کبير، ولکن المثير للسخرية والتهکم إن هذا النظام وعلى الرغم من إن ضعفه وهشاشته بان أکثر وضوحا للعالم بعد أن وجد نفسه مرغما على الجلوس الى طاولة التفاوض مع أميرکا ترامب، فإنه يحاول التغطية على ضعفه بخطب وتصريحات حماسية رنانة وطنانة يحمل لوائها المرشد الاعلى للنظام.
ولعل الخطبة التي ألقاها خامنئي بمناسى ذکرى موت ابراهيم رئيسي والتي أثار فيها مسألة تخصيب اليورانيوم وسعى فيها لتحدي الاميرکيين الرافضين للتخصيب جملة وتفصيلا، نموذج واضح بهذا الصدد، لکن المملفت للنظر هنا إن هذه الخطبة”الدونکيشوتية” لم تٶثر سلبا على النظام على الصعيد الدولي فقط بل وحتى على صعيد إيران نفسها.
بعد الخطبة المذکورة، وحتى قبل التأثيرات السلبية على الصعيد الدولي على النظام، بل وفي غضون ساعات معدودة، سجل الريال الإيراني، المتضرر بالفعل من العقوبات وسوء الإدارة، انخفاضا إضافيا. أظهرت التقارير من السوق المفتوحة أن سعر صرف الدولار الأمريكي، الذي كان حوالي 81,795 تومان قبل الخطاب، ارتفع بشكل حاد إلى أكثر من 83,675 تومان، مع بعض الروايات التي تشير إلى أرقام تجاوزت 85,000 تومان. ولم تكن بورصة طهران أفضل حالا؛ فقد انخفض مؤشرها الرئيسي، TEPIX، بمقدار 58,000 وحدة، بانخفاض كبير بلغ 1.82%، ليستقر عند 3.167 مليون وحدة. امتدت هذه العدوى المالية إلى المعادن الثمينة، حيث ارتفع سعر العملة الذهبية الإمامية بمقدار 1.11 مليون تومان إلى 72.495 مليون تومان، وزاد سعر غرام الذهب عيار 18 قيراطا بمقدار 110,000 تومان. تشير هذه العواقب الاقتصادية الفورية والجذرية إلى نقص عميق في الثقة في اتجاه القيادة.
وقد جاء هذا الاضطراب الاقتصادي الذاتي في ظل خطوط حمراء دولية واضحة بشأن الأنشطة النووية لإيران. فقد صرح المسؤولون الأمريكيون، من الرئيس السابق دونالد ترامب إلى السيناتور ماركو روبيو والمفاوض الرئيسي ستيف ويتكوف، باستمرار بأنه لا يمكن السماح لإيران بتخصيب اليورانيوم. وقد أكد ويتكوف، في 18 مايو 2025، أن وقف التخصيب الإيراني يمثل “خطا أحمر واضحا جدا” لواشنطن، وأنه “لا يمكننا السماح حتى بـ 1% من قدرة التخصيب”.
خامنئي وهو يحاول عبثا ومن دون جدوى أن يقوم بثمة مناورة من أجل التأثير على الموقف الاميرکي المتشدد وتخفيفه بعض الشئ فإن عينه من جانب آخر على تصاعد غير عادي في مشاعر الرفض والکراهية للنظام والمتزامنة أيضا مع تزايد مضطرد في بيانات الدعم والتإييد من جانب أوساط سياسية دولية رفيعة المستوى نظير الکونغرس الاميرکي ومجلس العموم البريطاني والبرلمان الايتالي والايرلندي وغيرهم للنضال الذي يخوضه الشعب والمقاومة الايرانية ضد النظام والتأکيد على إن خطة السیدة مريم رجوي ذات النقاط العشر تعتبر خارطة طريق لإيران الغد.