صمود السجناء السياسيين يحوّلها المشانق الترهيب إلى منابر مقاومة
موقع المجلس:
طوال حکم الفاشیة الدینیة في ایران و نظام الملالي یستخدم المشانق للترهیب و الرعب بین المواطنین. والسنوات الاخیرة في وقتٍ يغلي فيه المجتمع الإيراني من شدة الأزمات السياسية والاجتماعية والاقتصادية، ويشتد فيه القمع، عاد النظام الإيراني إلى أسلوبه الأثير: الإعدام. أداة اعتاد خامنئي استخدامها منذ عقود لبسط سلطته وتكميم أفواه المعارضين. لكن اليوم، لم تعُد هذه السياسة تعبيرًا عن السيطرة، بل باتت دليلاً صارخًا على رعب النظام من تصاعد الغضب الشعبي.
السجینة السیاسیة مریم منفرد
ففي ظلّ انسداد الأفق السياسي وتزايد الاحتجاجات، لم يعُد الإعدام مجرّد عقوبة، بل بات سياسة ممنهجة لإدارة الخوف داخل المجتمع الإيراني. غير أنّ هذا السلاح، الذي ظنّ خامنئي أنه سيُرهب الناس ويُسكتهم، تحوّل إلى وقود يُغذّي حركة المقاومة، خاصة داخل السجون.
القضاء في قبضة خامنئي مؤسسة عدالة أم آلة قتل؟
تحوّلت السلطة القضائية في إيران، التي يُفترض أن تكون منبرًا للعدالة، إلى مجرّد ذراعٍ قمعية بيد الولي الفقيه. فالأحكام الجائرة، والمقاصل التي لا تهدأ، والملفات المفبركة بحقّ المعارضين، جميعها تشكّل اليوم مشهداً مألوفًا في إيران ما بعد الانتفاضات.
خامنئي، عبر هذه الأحكام، لا يسعى فقط إلى تصفية الخصوم، بل إلى بثّ الرعب في نفوس المجتمع ككلّ. فهو يعلم أن أكبر خطر يتهدّده ليس من المفاوضات الدولية ولا من العقوبات الخارجية، بل من شعبٍ لم يعُد يحتمل، ومن سجونٍ لم تعد صامتة.
داخل السجون… ولادةُ مقاومةٍ لا تعرف الخضوع
السجناء السياسيون، الذين أراد لهم النظام أن يكونوا عبرةً لغيرهم، باتوا رواد مقاومةٍ جديدة من خلف القضبان. في سجون إيفين، وقرجك، وقزل حصار، وغيرها، أطلقوا مبادرة «ثلاثاء لا للإعدام»، فحوّلوا صمت الزنازين إلى صدى احتجاجٍ متصاعد، يصل صداه إلى الشارع، والمجتمع، وحتى إلى المنظمات الدولية.
هذه الحركة لم تكن مجرّد رد فعل، بل نداءً وطنيًا يعبّر عن وعيٍ جماعي يتكوّن داخل الزنازين، ويمتدّ في جسد المجتمع.
الإعدام السياسي… صدى الغضب الشعبي
لم تعُد الإعدامات، وخصوصًا إعدام السجناء السياسيين، تمرّ بصمت. فكلّ عملية إعدام تُلهب الشارع أكثر، وتُقوّي من عزيمة المعتقلين، وتُرسّخ من قناعة المجتمع بأن آلة الموت هذه لا بدّ أن تتوقف.
في إبريل 2025، نشرت إحدى السجينات من سجن قرجك رسالة قالت فيها: «تقتلوننا لتُسكتوا أصواتنا، لكن صوتنا بات حيًّا في وجدان الشعب.»
رسالة تعبّر عن حقيقة أن الإعدام لم يعُد وسيلة قمع، بل صار حافزًا للغضب والتحدّي.
الغضب يتوسّع… والشرارة قد تشتعل في أي لحظة
إنّ الغضب المتراكم في صدور الناس، من العائلات الثكلى، إلى الشباب العاطلين، إلى النساء المقهورات، لم يعُد غضبًا محدودًا بالنشطاء السياسيين فقط، بل تحوّل إلى طاقةٍ وطنية تسري في عروق المجتمع كلّه.
خامنئي، بإصراره على الإعدامات، إنما يُغذّي بنفسه هذا الغضب ويُسرّع مسار المواجهة الكبرى.
«لا للإعدام»… حركة شعبية من أجل الكرامة والعدالة
باتت حركة «لا للإعدام» عنوانًا لمعركة مصيرية في إيران اليوم. ليست فقط معركة ضدّ المقصلة، بل معركة من أجل الحياة، من أجل الكرامة، ومن أجل حقّ الشعب في تقرير مصيره.
إنّ تصاعد الدعم الشعبي لهذه الحركة يُهدّد قلب النظام، لأن وقف آلة الإعدام هو بداية تفكيك أداة الترهيب الأساسية التي استند إليها هذا النظام لأكثر من أربعة عقود.
وفي لحظةٍ كهذه، تبدو كلمات السجناء السياسيين أكثر وضوحًا من أي وقت مضى:
«لن نرضخ، لن نصمت، وسنحوّل الحبال التي أعدّوها لنا إلى خيوطٍ من نور تقود إلى الفجر.»