إفشاءات المقاومة الإيرانية النووية… صمّام أمان للسلام العالمي
موقع المجلس:
قوس و قزح… عودة الذاكرة إلى نطنز
مع كشف المقاومة لموقع نووي جديد في مدينة إيوانكي، تحت اسم رمزي قوس و قزح «رنگينكمان» في مايو 2025، عادت الذاكرة إلى عام 2002. کما أثار هذا الإعلان ذعر النظام ووسائله الإعلامية التي شبّهت الحدث بما حصل قبل أكثر من عقدين.
حیث وصفت صحيفة «إنصاف نيوز» الرسمیة: «الفضاء الإعلامي عاد كما في 2002… ومجاهديخلق يقفون خلف كل ذلك مجددًا».
و یآتي هذا بين التعتيم الدولي والتخاذل الغربي. لقد تصدّت المقاومة الإيرانية لمشروع النووي السري لنظام الملالي، لتمنع امتلاكه القنبلة الذرية وتفجّر تحوّلات مصيرية في المعادلة الدولية .
في واحدة من أهم وأخطر جبهات المواجهة مع نظام ولاية الفقيه، برزت المقاومة الإيرانية، ولا سيما منظمة مجاهدي خلق الإيرانية، كمصدر رئيسي لكشف المشروع النووي السري الذي سعى النظام من خلاله لامتلاك سلاح نووي يضمن بقاءه ويعزز طموحاته التوسعية. وعلى مدى أكثر من أربعة عقود، كانت هذه المقاومة الصوت الوحيد الذي واجه الغموض النووي للنظام بالوثائق، والحقائق، والجرأة السياسية.
«لولا هذه الإفشاءات المتتالية، لامتلك النظام الإيراني القنبلة منذ زمن، ولكان العالم اليوم يواجه كارثة جيوسياسية بأبعاد غير مسبوقة».
استراتيجية بقاء منذ الحرب الإيرانية – العراقية
منذ ثمانينات القرن الماضي، كان واضحًا أن البرنامج النووي للنظام ليس مشروعًا سلميًا، بل جزءًا من استراتيجية بقاء تعتمد على امتلاك القنبلة الذرية. وقد عبّر عن ذلك صراحة أكبر هاشمي رفسنجاني، أحد أبرز قادة النظام، في حوارات منشورة عام 2015، أقرّ فيها بالسعي لامتلاك معدات من العالم الباكستاني عبد القادر خان لمواجهة التهديدات الإقليمية، خاصة من العراق.
«لقد فكّرنا بالقنبلة كوسيلة لحماية النظام… وكان علينا التحرك في هذا الاتجاه» – رفسنجاني، نوفمبر 2015
وحدها المقاومة كشفت اللعبة النووية
بينما التزمت الوكالة الدولية للطاقة الذرية والدول الغربية صمتًا مريبًا، فجّرت المقاومة الإيرانية في أوائل التسعينات سلسلة من الإفشاءات التي وضعت العالم أمام حقيقة المشروع النووي الإيراني.
«في يونيو 1991، كشفت المقاومة أول موقع لتخصيب اليورانيوم في معلم كلايه، فاتحةً بذلك مرحلة جديدة من المواجهة مع الطموح النووي للنظام».
النقطة المفصلية جاءت في أغسطس 2002، حين أعلن مكتب المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في واشنطن وجود موقعي نطنز وأراك النوويين. وقدّمت المقاومة وثائق تفصيلية أجبرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية على فتح تحقيق رسمي.
«بدون المعلومات التي قدمتها المعارضة الإيرانية، لما كنا قادرين على اكتشاف هذا المستوى من التكتّم النووي» – تقرير الوكالة، ديسمبر 2003
من الإفشاء إلى العقوبات الدولية
بناء على هذه الإفشاءات، أصدر مجلس الأمن الدولي ستة قرارات فرضت عقوبات قاسية على طهران بين 2006 و2010. وكانت هذه الإجراءات بداية عزل دبلوماسي واقتصادي أجبر النظام على التفاوض وتوقيع الاتفاق النووي المعروف بـ«البرجام» عام 2015.
«لقد غيّرت المقاومة الإيرانية ميزان القوى، وكشفت الوجه الحقيقي للمشروع النووي للنظام» – خبير دولي في شؤون الطاقة
النظام في الزاوية والمقاومة في الميدان
الاعتراف الضمني بقدرة المقاومة على إرباك الحسابات النووية للنظام، يؤكد أن هذه الإفشاءات لم تكن مجرد بيانات إعلامية، بل محطات محورية في التصدي للمشروع الذري الذي كان يمكن أن يشعل سباق تسلح في الشرق الأوسط.
«العالم مدينٌ للمقاومة الإيرانية بكثير من الامتنان… لأنها منعت انفجار أزمة نووية تهدّد البشرية» – دبلوماسي غربي سابق
السنوات المقبلة ستكشف حجم الدور الذي أدّته منظمة مجاهدي خلق والمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في ردع الفاشية الدينية. وليس من المبالغة القول إنّ ما فعلته المقاومة كان بمثابة «درع نووي» حمى السلام الإقليمي والدولي.
کما قال خبير إستراتيجي: «إذا أردنا العدالة التاريخية، فعلينا أن نعترف: مجاهديخلق أنقذوا العالم من قنبلة خامنئي»