صورة لاشباک بایدي في مجلس النظام الملالي في ایران-أرشیف
بحزاني – منى سالم الجبوري:
مع إن المسٶولين في النظام الايراني يسعون للإيحاء بأن المفاوضات النووية مع الولايات المتحدة تجري بصورة طبيعية وإنه من السابق لأوانه الحکم أو الاستنتاج عن نتائجها، غير إن إخفاق انعقاد جولة تفاوضية مرتقبة بين النظام والولايات المتحدة في يوم الثلاثاء 3 مايو 2025، قد أثبت کذب وزيف ما يوحي به المسٶولون عن هذه المفاوضات ولاسيما وإن إخفاق إنعقاد الجولة الرابعة قد دفع الأزمات الداخلية إلى واجهة المشهد من جديد. بهذا الصدد فإن صحيفة جوان الناطقة باسم حرس النظام الإيراني، وصفت المفاوضات بأنها فخ لاستدراج النظام، مشيرة في افتتاحيتها يوم الأحد 4 مايو إلى أن واشنطن منذ تولي الرئيس دونالد ترامب السلطة، جمعت بين سياسة التهديد والدعوة إلى الاتفاق. وأضافت مع أن التهديدات بدت ذات طابع عسكري، إلا أن أغلب المحللين داخل إيران أجمعوا على أن الهدف الحقيقي للولايات المتحدة من حملة الضغط الأقصى، هو خلق حالة من التمرد الشعبي والمواجهة بين الشعب والنظام. وتابعت ينبغي التحذير من الفخ الذي جررنا إليه بتساهلنا المبدئي، فبعد تراجع الأسعار، تحركت واشنطن نحو خطوطنا
الحمراء، لتبدأ حملة تحميل النظام مسؤولية الانهيار.
ومن ناحية أخرى فقد رأت صحيفة كيهان&، المرتبطة بخامنئي، في عددها الصادر يوم الاثنين 5 مايو، أن إدارة ترامب فرضت 182 عقوبة خلال أول مئة يوم من ولايته، بمعدل عقوبة كل 13 ساعة، بينما كانت ترسل في الوقت ذاته رسائل دبلوماسية. واعتبرت الصحيفة أن هذه الممارسة تمثل نهجا متناقضا لكنه صريح ضغط أقصى حتى في عباءة التفاوض. وذكرت الصحيفة بتصريح ترامب حول هدفه من التفاوض، حيث قال إن الغاية هي تفكيك البرنامج النووي الإيراني بالكامل مضيفة أي منطق يمكنه تجاهل هذا التناقض؟! يدعو إلى الحوار وفي الوقت نفسه يضيق الخناق بالعقوبات .
وتزامنا مع ذلك فقد شدد وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو على ضرورة أن يتخلى النظام الإيراني عن تطوير الصواريخ بعيدة المدى، وعن تخصيب اليورانيوم ودعم الميليشيات المسلحة. أما وزير الخارجية الفرنسي، فأطلق تحذيرا صريحا، مؤكدا أن بلاده لن تتوانى عن تفعيل آلية الزناد وإعادة فرض العقوبات السابقة ما لم تضمن المصالح الأمنية لأوروبا، وذلك مع قرب انتهاء صلاحية الاتفاق النووي
(الذي وقع عام 2015) خلال أسابيع قليلة.
والمثير للسخرية أن عباس عراقچي، وزير خارجية النظام، وفي موقف ظهر التراجع عليه واضحا، عندما دعا الأوروبيين عبر منشور على منصة «إكس» يوم الاثنين 2 مايو إلى اتخاذ موقف منصف، قائلا إن اتفاقا موثوقا ومستداما لا يزال في المتناول، وكل ما يلزم هو إرادة سياسية حاسمة ورؤية منصفة وفي هذا الخضم فقد دخل رجال الدين التابعون لخامنئي على خط المواجهة الداخلية، حيث هاجم عدد من أئمة الجمعة مساعي الحكومة للتفاوض. فقد قال رجل الدين كريمي تبار في خطبة الجمعة بمدينة إيلام:
لم نر من الولايات المتحدة سوى الخيانة، ونصيحتي لوزارة الخارجية أن يكون أول مطالبها استرجاع أموالنا المجمدة في البنوك الأجنبية». وفي أصفهان، شدد رجل الدين محمودي على أن نظامنا لن يتراجع ولو شبرا واحدا!
أما التيار المؤيد للتفاوض، فحاول الرد على الحملة الإعلامية التي تقودها التيارات المتطرفة الاخرى، عبر تسليط الضوء على مأزق النظام الشامل. وقالت صحيفة ستاره صبح يوم الأحد 4 مايو الواقع الاقتصادي في إيران لم يعد يترك خيارا سوى التوافق. الوضع المعيشي في مأزق، والشارع مهيأ للانفجار. إيران في عزلة سياسية وجمود اقتصادي على الساحة الدولية. وإذا لم نقبل كلفة التوافق الآن،
فسندفع ثمنا أكبر لاحقا کل ما سردنا ذکره آنفا يٶکد بأن الاوضاع في إيران تسير بإتجاه الانفجار وإن النظام يشعر بذلك ويحذر ويتخوف منه کثيرا ولکن من دون أن يتمکن من تغيير مسار الاحداث والتطورات والحيلولة دون تفاقم الامور نحو الاسوأ.