موقع المجلس:
منذو بدایت سیطرت نظام الملالي علی مقدرات الشعب الایرانی عشیت سقوط نظام الشاه في ایران عام 1979 ، قام النظام بقمع الشعب و خاصةً في السجون الایرانیة سلك اتجاه و ممارسة قمع بلا حدود.مهما اشتعال المقاومة فی الشارع الایرانی و خاصتآً خلف قضبان الزانزین، و في ظل حالة الغليان الشعبي العارم في إيران، يكشف النظام عن وجهه الحقيقي عبر موجة قمعية متصاعدة تستهدف المعتقلين السياسيين، من خلال إصدار أحكام إعدام بالجملة، وحرمان من أبسط الحقوق الإنسانية، وفي مقدمتها العلاج الطبي الضروري. غير أن ما يقابل هذه السياسات الهمجية هو مقاومة صلبة من داخل الزنازين، تعكس فشل النظام في كسر إرادة أحرار إيران.
سلاح القضاء: أداة قتل لا قضاء
تحوّل القضاء في النظام الإيراني إلى أداة مباشرة للقمع، لا صلة له بالقانون أو العدالة. أبرز الأمثلة على ذلك الحكم الصادر يوم الخميس 1 مايو 2025، بحق أمين فرح آور، الشاعر والمعارض البالغ من العمر 37 عامًا وأحد أنصار منظمة مجاهدي خلق الإيرانية. محكمة رشت الثورية برئاسة القاضي سيّئ الصيت أحمد درويش كفتار أصدرت بحقه حكم الإعدام بتهمة ملفقة هي “المحاربة”، دون حضور محامٍ، بعد احتجازه سبعة أشهر في سجن لاكان.
فرح آور، الذي كان يكتب باسم مستعار هو “بيمان”، اعتقل في أغسطس 2024 بعد مواقف شعرية وأدبية مناهضة للنظام، وداعمة للفلاحين، ورافضة لسياسات الإفقار والتخريب البيئي. تعرض خلال التحقيق لنزيف داخلي، ورغم حالته الصحية الخطيرة الناتجة عن جراحة مرارة، لا يزال محرومًا من الرعاية الطبية.
القتل البطيء عبر الحرمان من العلاج
ليست قضية فرح آور استثناء. ميريوسف يونسي، السجين السياسي البالغ من العمر 70 عامًا، وأحد أقدم أنصار مجاهدي خلق، يعيش وضعًا مأساويًا مشابهًا. يونسي، المعتقل منذ ديسمبر 2022 في سجن إيفين، يعاني من داء السكري وفقدان السمع، ومع ذلك يُمنع من تلقي الأدوية والعناية التخصصية.
ذروة الإهانة كانت يوم 6 مايو، حين تم نقله قسرًا إلى عنبر للمجرمين العاديين، دون السماح له حتى بأخذ دوائه. كما فُصل قسرًا عن ابنه علي يونسي، الطالب النابغة المعتقل منذ 2020، والذي رغم إتمامه خمس سنوات من حكم ظالم بـ16 عامًا، لا يزال النظام يرفض إطلاق سراحه، مخالفًا قوانينه الخاصة.
مقاومة لا تنكسر: صرخة من خلف الجدران
رغم القمع، لم تنكسر الروح. يوم الأربعاء 7 مايو، وعقب نقل ميريوسف، خرج السجناء السياسيون في عنبر 4 من سجن إيفين في اعتصام شجاع أثناء وقت التهوئة، ورفعوا شعارات مدوّية: “الموت للدكتاتور”، “السجين السياسي يقظ، يبغض الدكتاتور”، “تهديدات الخطف لن تُرهبنا”، و”حكومة الإعدام تجهل غضب جيش الشعب”.
هذه الشعارات لم تكن مجرد كلمات، بل إعلان ارتباط مباشر مع حركة المقاومة المنظمة في الخارج، مؤكدين: “نقسم بدماء الرفاق، سنصمد حتى النهاية”، و”الدكتاتورية والجرائم، الموت لحكم الملالي”.
لماذا يخاف النظام من هؤلاء؟
تجارب أمين فرح آور وميريوسف يونسي تُجسد الخوف العميق الذي يحكم سلوك النظام. فالتهديد الحقيقي في نظره لا يكمن في السلاح، بل في الفكر الحر والإرادة الثابتة. النظام لا يُعدم الجسد فقط، بل يسعى لإعدام الفكرة.
ومع ذلك، فإن النبض الثائر في السجون، والارتباط الحي مع المعارضة المنظمة، وخاصة منظمة مجاهدي خلق، يؤكد أن طريق الحرية قد شُقّ ولن يُغلق. إن صمود هؤلاء الأسرى هو مرآة لوعي شعبي متجذّر، وإشارة إلى أن أيام حكم الملالي باتت معدودة.
دعوة للمجتمع الدولي
على الأمم المتحدة، ومنظمات حقوق الإنسان، وكل أحرار العالم، أن يتحرّكوا فورًا لوقف هذه المجازر المقنّعة بغطاء القضاء، ومحاسبة النظام الإيراني على جرائمه ضد الإنسانية. فكل لحظة تأخير تعني دمًا جديدًا، وألماً مضافًا، وسجينًا آخر يواجه مصيرًا ظالمًا… فقط لأنه حلم بوطنٍ حر.