صورة لخامنئي و مسعود بزشکیان
ایلاف – محمود حكميان:
لم يعد هناك من أوساط سياسية وإعلامية في العالم ليس لها علم بأن النظام الإيراني جلس على طاولة التفاوض مُرغماً بعد أن تيقن من ضعفه وعدم تمكّنه من رفض ومقاطعة التفاوض.
ضعف النظام الإيراني وفقدانه قوته السابقة وعدم تمكّنه من التصرف بالطريقة والأسلوب الذي كان عليه طوال الأعوام الماضية، أصبحت مشكلة تجعل النظام يشعر بالقلق والتوجس من ذلك، لا سيما من حيث أن يصبح عاملاً معنوياً لصالح النضال الذي يخوضه الشعب والمقاومة الإيرانية ضده، ولذلك فإنَّ هناك توجهاً يبدو عليه طابع رسمي يهدف إلى إظهار أن النظام ذهب إلى التفاوض من موقع القوة وحتى إنه أقوى من السابق!
بهذا السياق، وفي الوقت الذي لم يبدُ على النظام أي شعور بالراحة بعد إتمام الجولة الثالثة من المفاوضات والتأثيرات السلبية لذلك على الأوضاع في إيران، فإن مسعود بزشكيان قد أكّد في تصريحات له بأن بلاده لا تربط مستقبلها بنتائج تلك المحادثات، كما شدد على أن طهران لا تتفاوض مع أميركا من موقف ضعف.
وسعى بزشكيان جاهداً كما يبدو للتأكيد على إظهار قوة النظام ومن أنه لا يعوّل على المفاوضات عندما قال في مقابلة مع صحيفة “طهران تايمز”، الأحد: “إذا وصلت المفاوضات إلى طريق مسدود فلن تصل البلاد لطريق مسدود أيضاً”، وحاول أيضاً أن يؤكد بأن النتائج السلبية للمفاوضات لن تؤثر على النظام حينما أضاف: “في السابق كان البعض يقول إنه إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق، ستنشأ مشكلات، لكننا لم نربط مستقبل بلدنا أو أنفسنا أو منطقتنا بالمفاوضات بأي حال، ونحن نتابع أعمالنا”.
وبنفس النبرة التي صرّح بها بزشكيان في “طهران تايمز”، فإن العميد يدالله جواني، نائب القائد السياسي للحرس الثوري الإيراني، قال إنَّ إيران اليوم “في موقع أقوى وأكثر تفوقاً من كافة النواحي مقارنة بعام 2015″، في إشارة إلى الفترة التي سبقت توقيع الاتفاق النووي المعروف بـ”خطة العمل الشاملة المشتركة”. وأضاف جواني، وهو يحاول إظهار النظام ليس بسابق قوته بل وحتى أقوى، واصفاً الولايات المتحدة بـ”العدو”، أنَّ “الأوضاع الراهنة وتراجع العدو عن مواقفه السابقة تدل على إدراكه الأفضل لإمكانات الجمهورية الإسلامية”، معتبراً أن هذه الظروف يجب أن تُترجم إلى مزيد من المكاسب للبلاد عبر المفاوضات” على حد قوله.
أمَّا عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، محمد مهدي شهرياري، فقد أوضح أن “المفاوضات تُدار بتوجيه مباشر من المرشد الإيراني، وقد تم منذ البداية إبلاغ الشروط الأساسية لإيران للطرف الأميركي”. وفي إشارة غير مباشرة إلى تراجع دور وتأثير النظام على صعيد المنطقة والعالم وزيادة عزلته الدولية، أكّد شهرياري قائلاً: “نأمل أن تستعيد إيران مكانتها في المجتمع الدولي، وأن نتمكن من تعزيز علاقاتنا مع دول الجوار والعالم بأسره”. لكن من الواضح جداً أن كل ما قاله بزشكيان ومن بعده جواني وشهرياري، مزاعم واهية لنظام يكاد أن يقتله الخوف من شدة الضعف في وقت تسير فيه الأمور على مختلف الأصعدة في غير صالحه!