صورة لاشتباکات داخل مجلس نظام الملالي-آرشیف
موقع المجلس:
و اخیراً طفحت علی السطح صراعات داخل النظام الإيراني تهدد بانفجار داخلي وشيك حیث الصراع بين حكومة بزشكيان و حرس النظام يخرج إلى العلن… کما تتراشق كيانات النظام الاتهامات وسط أزمة ثقة متفاقمة.
في تطوّر لافت يعكس تصاعد الصراعات الداخلية في قمّة هرم السلطة، تفجّرت خلال الأيام الأخيرة معركة سياسية وإعلامية علنية بين أجنحة النظام الإيراني، تمحورت حول مستقبل المفاوضات النووية والعلاقات مع الغرب.
من جهة، حرس النظام وأذرعه الإعلامية يرفعون شعار “لا تفاوض تحت التهديد”، ومن جهة أخرى، حكومة بزشكيان تسعى إلى التهدئة وفتح مسارات ديبلوماسية، ولو بشكل غير معلن.
في 4 مايو 2025، نشرت صحيفة «جوان» التابعة لحرس النظام، افتتاحية نارية جاء فيها:
“منذ اليوم الأول لرئاسة دونالد ترامب، بدأت الولايات المتحدة باستخدام التهديد والمفاوضات بالتوازي. كان الهدف، وفق قراءتنا، خلق صراع داخلي بين الشعب والنظام من خلال الضغط الاقتصادي والتحريض الاجتماعي. من هنا نُحذّر: لن نقبل مواصلة المفاوضات تحت التهديد والعقوبات المتواصلة.”
هذا التحذير لم يكن موجهاً للغرب فقط، بل هو رسالة سياسية مباشرة لحكومة بزشكيان، مفادها أن جناح الحرس لن يسمح بتكرار «تجربة روحاني» أو أي تقارب دون موافقته الكاملة.
كيهان خامنئي: الحكومة بلا خطة
في نفس اليوم، شنّت صحيفة «كيهان» المحسوبة مباشرة على خامنئي، هجوماً لاذعاً على الحكومة تحت عنوان: “ماذا تملك الحكومة غير التفاوض؟”
وجاء في المقال: “التركيز على المفاوضات تجربة يجب ألا تتكرر. لقد أثبتت السنوات أن الطرف الغربي دائماً ما يُفشل الاتفاقات ويُفجّرها بالمطالب الزائدة. هل لدينا خطة بديلة؟ أم أن الحكومة اختارت طريق الاستسلام مجدداً؟”
هذا الهجوم يكشف عن أزمة ثقة حادة بين حكومة بزشكيان ومؤسسات القرار الفعلي داخل النظام، وعلى رأسها الحرس ومكتب خامنئي، ويمهّد لاحتمالات التصعيد السياسي أو حتى الإطاحة بالحكومة إذا استمرت في ما يُعتبر «تفريطًا بالخطوط الحمراء».
شريعتمداري يُهاجم بشتائم سوقية
ولم يتوقف الأمر عند الاتهامات، بل بلغ حدّ الشتائم الصريحة من حسين شريعتمداري، ممثل خامنئي في صحيفة «كيهان»، الذي كتب ساخرًا من أداء الحكومة:
“بعض المسؤولين عاجزون إلى درجة أنهم لو ركبوا جملاً، لعضّتهم الكلاب!”
كما اتّهمها بالتقصير في السيطرة على السوق السوداء للعملة، متّهماً إياها بـ«ترك فعل لا يُغتفر» تجاه الصرّافين الذين ينفذون تعليمات قناة تلغرامية مصدرها أمريكا.
انفجار داخلي وشيك؟
هذا التراشق بين جناحي النظام ليس فقط خلافًا على أسلوب إدارة الأزمة النووية، بل هو صراع على السلطة في ظل نظامٍ يعيش أزمته الأكبر منذ أربعة عقود.
حكومة بزشكيان باتت محاصَرة بين مطرقة الأزمات الاقتصادية وسندان أجهزة أمنية ترى نفسها “الوصي الحقيقي” على الدولة.
وفي الخلفية، يتفاقم الغضب الشعبي، وتتصاعد الاحتجاجات، وتتعاظم الهوة بين الحاكم والمحكوم.
المفاوضات أم المواجهة؟
السؤال لم يعُد يُطرح على طاولة الغرب، بل في عمق بنية النظام الإيراني، حيث تتكاثر مؤشرات التفكك، وتتسارع خطوات الانهيار.
وفي هذا الصراع، كل جناح يتهم الآخر بالخيانة أو العجز… بينما سفينة النظام تواصل الغرق وسط عواصف الغضب الداخلي والعزلة الدولية.