صورة للقمع قئ ایزان-آرشیف
الحوار المتمدن-سعاد عزيزکاتبة مختصة بالشأن الايراني:
مع إن الانظمة الدکتاتورية وبصورة عامة سيئة وتعادي شعوبها ولکن مع ذلك وعند إجراء المقارنة فيما بين هذه الانظمة فإن هناك السئ والأسوأ فيما بينها، إذ أن بعضها يبقي ما يمکن أن يصبح کخط رجعة في حين أن البعض الآخر بحسم أمره ويتمادى في قمعه وإجرامه الى الحد الذي لا يبقى له خط رجعة مثلما نجد الحال مع نظام الملالي الذي وعوضا عن تحسين الاوضاع المعيشية والرفاهية للشعب يقوم بمضاعفة ممارساته القمعية من أجل ضمان سيطرته على الحکم وعدم سقوطه.
دمج التعليم بالضبط الامني داخل المدارس الايرانية، هي أخير وليس آخر الاساليب القمعية ضد الاجيال الايرانية الشابة وهو يهدف الى تواجد العناصر الامنية داخل المدارس الايرانية بهدف مراقبة الطلاب وتتبع أوضاعهم الفکرية والسياسية ولاسيما وإن إتنفاضة 2022، التي دامت لعدة أشهر لعب فيها طلاب المدارس والجامعات دورا أساسيا وهو الامر الذي أرعب النظام وجعله يضع الطلاب تحت أنظاره
المثير للسخرية والتهکم إن وزير التعليم في حکومة بزشکيان، رضا کاظمي، الذي قام بتوقيع مذکرة دمج التعليم بالضبط الامني داخل المدارس الايرانية مع قائد قوى الأمن الداخلي للنظام أحمد رضا رادان، أدلى بتصريح أثار عاصفة کبيرة من السخرية والاستهزاء على مواقع التواصل الاجتماعي وداخل الاوساط الشعبية عندما أشاد بقائد قوى الأمن الداخلي للنظام أحمد رضا رادان، صاحب الدور الدموي في قمع إنتفاضة عام 2009، والمعروف بوحشيته وإنعدام المشاعر الانسانية والاخلاقية فيه بقوله:” أنا جندي من جنود القائد رادان، وأقولها بفخر: وزارة التعليم بكل قواها في خدمة مهماتكم.”!
لکن هذا التطور السلبي الخطير في الممارسات القمعية داخل النظام الدکتاتوري للملالي هو في الحقيقة دليل على مدى تعمق الازمة في داخل النظام ووصولها الى درجة تنذر بقرب سقوط النظام ولعل ما قد صرح به جواد أريان منش، النائب السابق في برلمان النظام الإيراني، بخصوص الوضع الحالي في إيران، ولاسيما عندما وصفه بأنه كارثي وخطير، محذرا من عواقب السياسات المتبعة وتجاهل السلطة الحاكمة لتفاقم الأزمات الاقتصادية والاجتماعية، يدل على أن الامور تسير بالنظام القمعي بإتجاه المجهول.
هذا النائب الاصولي السابق”2004 ـ 2012″ وفي مقابلة له مع موقع جماران المقرب من عائلة خميني، أکد بأن القاعدة الشعبية للتيار الأصولي تتآكل بسرعة، ولم تعد الأيديولوجيا الدينية قادرة على ربط الناس به والاکثر إثارة للسخرية والتهکم إنه أشار الى أن العام الحالي الذي يصادف نهاية خطة النظام التنموية لعشرين عاما، وقال:” كنا نفترض أن نصبح القوة الاقتصادية والعسكرية الأولى في المنطقة، لكن الواقع يظهر كارثة في كل المجالات الاقتصادية والاجتماعية مٶکدا بأن الوضع العام في البلاد وصل إلى مرحلة حرجة للغاية ي إشارة واضحة الى أن الأزمات تجاوزت حدود المعالجة التقليدية