الاحتجاجات في ایران
موقع المجلس:
خلال مقابلة مع موقع «جماران» المقرب من عائلة خميني، قال أريانمنش، النائب الأصولي السابق (2004–2012): “القاعدة الشعبية للتيار الأصولي تتآكل بسرعة، ولم تعد الأيديولوجيا الدينية قادرة على ربط الناس به”.
کما وصف جواد أريانمنش، النائب السابق في برلمان النظام الإيراني، الوضع الحالي في البلاد بأنه كارثي وخطير، محذرًا من عواقب السياسات المتبعة وتجاهل السلطة الحاكمة لتفاقم الأزمات الاقتصادية والاجتماعية.
فشل في تحقيق أهداف الخطة العشرينية
وأشار أريانمنش إلى العام الإيراني الحالي الذي يصادف نهاية خطة النظام التنموية لعشرين عامًا، وقال: “كنا نُفترض أن نصبح القوة الاقتصادية والعسكرية الأولى في المنطقة، لكن الواقع يُظهر كارثة في كل المجالات الاقتصادية والاجتماعية”.
وأكد أن “الوضع العام في البلاد وصل إلى مرحلة حرجة للغاية”، مشيرًا إلى أن الأزمات تجاوزت حدود المعالجة التقليدية.
احتجاجات 2017 بدأت في مشهد وانفلتت من السيطرة
وفي معرض حديثه عن احتجاجات يناير 2018، حمّل أريانمنش مسؤولية انطلاقها إلى “جهات راديكالية داخل النظام”، وعلى وجه التحديد إلى أحمد علمالهدى، خطيب جمعة مشهد وممثل خامنئي، وقال: “في مثل هذه الظروف، أي احتجاج قد يخرج عن السيطرة ويُسبب خسائر بشرية ومالية واسعة”.
وكانت الاحتجاجات قد بدأت في مشهد بتحريض من تيارات متشددة، لكنها سرعان ما تحوّلت إلى حركة شعبية واسعة رفعت شعارات ضد النظام بأكمله.
الملالي فقدوا دورهم التوجيهي
انتقد أريانمنش أيضًا علمالهدى قائلًا: “يعاني الناس من الفقر، والفساد، والتمييز، والتضخم، وانهيار القدرة الشرائية. رجال الدين يجب أن يكونوا رموزًا للوحدة لا للتأزيم”.
وأضاف: “ممثل الوليالفقیة يملك أدوات تأثير واسعة، فلا داعي لدفع الناس إلى الشارع من أجل ترديد شعارات”.
تحذيرات من تكرار احتجاجات 2019
أريانمنش ليس المسؤول الوحيد الذي أعرب عن قلقه. فقد حذّر عبد الرضا رحماني فضلي، وزير الداخلية السابق، في 7 فبراير 2025 من تزايد السخط الشعبي، ووصف الوضع الحالي بأنه “أخطر من احتجاجات نوفمبر 2019”.
وأكد أن “اختلال التوازنات الداخلية، وظروف المنطقة، والضغوط المعيشية تدفع نحو موجة غضب شعبي جديدة”.
وحذّر النائب السابق من أن بعض رموز التيار الأصولي الذين طالما سعوا لاستغلال الأزمات لأغراض فئوية، باتوا يخشون الآن أن ينفلت الوضع من أيديهم، خاصة بعد أن “بات النظام نفسه يتعامل مع هذا التيار ببرود ولامبالاة”.
وأضاف: “النظام وصل إلى مرحلة خطرة، ولا خيار له سوى التفكير العقلاني ومراجعة سياساته الخاطئة”.
الشعب تخطى الإصلاحيين والمحافظين
اعترف أريانمنش أن الشارع الإيراني لم يعد يثق لا بالإصلاحيين ولا بالمحافظين، وقال: “ابتعد الناس عن هذه التيارات السياسية بسبب فشلها المزمن”.
وختم بالقول: “القلة المتبقية من المؤيدين تفعل ذلك بدافع المصالح الشخصية، لكن حتى هؤلاء باتوا يرفضون قضايا مثل الحجاب الإجباري أو معاداة التفاوض، وبدأ عددهم يتراجع باطراد”.