صورة للاحتجات في ایران-آرشیف
الحوار المتمدن-سعاد عزيزکاتبة مختصة بالشأن الايراني:
مع توجه أنظار العالم الى المفاوضات النووية الجارية بين الولايات المتحدة وبين نظام الملالي، فإن الاخير يسعى جاهدا من أجل الإيحاء بأنه يفاوض من موقع الند للند وإن الاوضاع الداخلية على أحن ما يرام، لکن وطبقا للمعلومات المختلفة الواردة من داخل إيران في التقارير الخبرية المختلفة، فإن الصورة مختلفة تماما عن تلك التي يسعى النظام لإظهارها بل وحتى إنها على العکس من ذلك تماما.
تزامنا مع هذه المفاوضات بشأن البرنامج النووي للنظام والذي هو من ضمن الامور التي أثرت سلبا على الاوضاع الاقتصادية والمعيشية خصوصا إذا ما أخذنا بنظر الاعتبار إن هذا البرنامج قد کلف لحد الان أکثر من 2 تريليون دولار، فإن المعلومات الواردة من داخل إيران في التقارير الخبرية المذکورة في وسائل إعلام النظام، تشير الى تفاقم الاوضاع الاقتصادية وبهذا الصدد، فقد قال حبيبزاده، عضو برلمان النظام، بصراحة واضحة في جلسة 20 أبريل 2025:” التضخم والغلاء دمرا حياة الناس… الأسعار ترتفع يوميا، والدخل ثابت… الضرائب غير العادلة تنهك أصحاب المهن والمنتجين… البطالة، خصوصا بين الشباب الجامعي، تحولت إلى أزمة وطنية… والمواطنون لم يعودوا قادرين على تحمل وعودكم المتكررة” وأنهى مداخلته محذرا من كارثة بيئية تهدد حياة 14 مليون نسمة بسبب جفاف بحيرة أرومية.
وبنفس السياق فإن النائب يزديان أکد على ما ذکره سلفه عن أزمة الحکم والاوضاع السيئة بقوله:” بلادنا تواجه أزمات اقتصادية، ومائية، وطاقوية، وأخطرها أزمة في الإدارة ونموذج الحكم نفسه” وأضاف وهو يصور الاوضاع السلبية من جراء فشل النظام في إدارة الاوضاع”الحقول الزراعية انهارت، القنوات المائية جفت، والمزارعون باتوا بلا عمل… لم تعد هناك أنهار، بل مجرد ذكريات”، لکن سوء الاوضاع وتفاقم الامور ليس محددا على الجانب الاقتصادي والمعيشي بل إنه يتجاوزه الى الجانب الاجتماعي حيث يتوضح الظلم الفاحش فيه کما قال النائب بيوتە:” أكثر من 70٪ من ضحايا الحوادث المهنية هم من عمال البناء… في محافظة أردبيل وحدها، هناك 25 ألف عامل على قائمة الانتظار للتأمين، بينما منظمة الضمان الاجتماعي لم تضف أي مؤمن جديد منذ خمس سنوات، بل كانت تقوم فقط بإسقاط الموجودين”.
وعند النظر والتأمل في التحرکات الاحتجاجية الجارية في سائر أرجاء إيران والتي ننقل أدناه بعضا منها على سبيل المثال، فإن الصورة تتوضح کاملا عن تفاقم الاوضاع والاقتراب من الانفجار الشعبي الکبير في إيران، وبهذا الصدد وفي طهران، تظاهر المتقاعدون أمام مبنى منظمة الضمان الاجتماعي هاتفين: “العامل السجين… يجب أن يحرر”، أما سوق طهران، فقد أغلق عشرات التجار محلاتهم في إضراب غير مسبوق، مع شعارات صريحة: «مدّ اليد إلى السوق يعني اللعب برزق الناس… كفى!».
وفي الأهواز، احتج المتقاعدون ضد حكومة (بزشكيان) المعينة من قبل خامنئي، بشعارات مثل: “كل هذا الظلم، لم تشهده أمة من قبل!”، و”عار عليكم”. وفي شوش، قال المتقاعدون بصوت عال: “نحن المتقاعدون… جياع ومرهقون!”، في تعبير عن انهيار معيشي شامل. وكرمان وأصفهان وورزنه شهدت أيضا احتجاجات نوعية، منها تظاهرة عمالية وأخرى ضد سرقة مياه المزارعين لصالح مشاريع الحرس، فيما وصفه الأهالي بأنه “سرقة الحياة من أفواه الفلاحين”.