موقع المجلس:
في مشهد يعكس تصاعد الغضب الشعبي في إيران، نظّمت مجموعة من عائلات السجناء السياسيين يوم الثلاثاء 22 أبريل 2025، وقفة احتجاجية أمام سجن إيفين في طهران، للمطالبة بوقف أحكام الإعدام ورفع القيود التعسفية المفروضة على أبنائهم المعتقلين. هذا التحرك جاء تزامنًا مع الأسبوع الخامس والستين لحملة “ثلاثاء لا للإعدام” التي تحولت إلى رمز للمقاومة المدنية ضد آلة القتل التي يديرها نظام خامنئي.
المحتجون رفعوا لافتات كُتب عليها: “لا للإعدام” و”أوقفوا آلة الموت”، وأكدوا أن استمرار إصدار وتنفيذ أحكام الإعدام ما هو إلا وسيلة لزرع الرعب في المجتمع وخنق أي صوت معارض. واعتبروا أن هذه السياسة لن تُسكت الشعب بل تزيده إصرارًا على إسقاط هذا النظام الدموي.
وتأتي هذه التظاهرة ضمن سلسلة تحركات احتجاجية شهدتها عدة مدن إيرانية خلال الأشهر الماضية، والتي تُعدّ العاشرة من نوعها منذ مطلع عام 2024. وتشير هذه التحركات إلى أن محاولات النظام لبثّ الخوف من خلال أحكام الإعدام الجماعية قد بدأت تفقد تأثيرها، في ظل وعي شعبي متنامٍ بحقيقة ما يجري خلف أسوار السجون.
في موازاة هذه التحركات، أصدرت أمانة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية بيانًا في 21 أبريل، فضحت فيه التصعيد الوحشي في تنفيذ الإعدامات منذ بداية العام الإيراني الجديد (21 مارس 2025). وجاء في البيان:
«في شهر فروردين وحده (من 21 مارس حتى 20 أبريل)، تم تنفيذ ما لا يقل عن 83 حالة إعدام، بينهم 6 سجناء سياسيين، 5 نساء، واثنين من القُصّر. هذا الرقم يمثل أربعة أضعاف عدد الإعدامات في الشهر نفسه من عام 2024، و21 ضعفًا مقارنة بعام 2023».
البيان أشار أيضًا إلى أن عدد الإعدامات خلال شهر اسفند (من 19 فبراير حتى 20 مارس) بلغ 124 حالة، أي ما يقرب من ستة أضعاف عدد الإعدامات المسجلة في نفس الشهر من العام السابق. ومنذ بداية عهد بزشكيان في 22 يوليو 2024 وحتى اليوم، تم تنفيذ 1051 حكم إعدام، ما يكشف بوضوح عن سياسة مرعبة يتبعها النظام لقمع الاحتجاجات.
وأكد البيان:
«هذا التصعيد الوحشي في الإعدامات يعكس الطريق المسدود والمأزوم الذي تواجهه الفاشية الدينية الحاكمة، ومحاولة يائسة من خامنئي لإخماد انتفاضة الشعب ووقف سقوط النظام المحتوم».
الإعدامات التي كانت تتراجع في أشهر العطل والمناسبات مثل نوروز أو رمضان، شهدت هذا العام ارتفاعًا مروعًا، ما يشير إلى أن النظام لم يعد يحتمل أي تأجيل في قمعه، ويستشعر خطر السقوط أكثر من أي وقت مضى.
الاحتجاجات أمام سجن إيفين ليست سوى حلقة من سلسلة مقاومة اجتماعية تتصاعد بوجه آلة القمع التي يقودها خامنئي وحرس النظام الإيراني. ورغم سياسة الإقصاء والقتل، فإن صمود العائلات واستمرارهم في رفع صوتهم علنًا، يبعث برسالة واضحة:
الشعب الإيراني لن يخاف، ولن يصمت، ولن يتراجع عن المطالبة بإسقاط نظام الإعدامات والدم.