بابك زنجاني احد کبار مافیا المرشد علی خامنئي
موقع المجلس:
عادة مافيا خامنئي إلى واجهة النهب المؤسسي في الآونة الآخیرة حین تم اعلان عن توقّیع علی صفقات خيالية من داخل احد سجنون نظام الملالي. الخبر یخص احد افراد مافیا علی خامنئی یسمی بابک زنجاني.
من هو بابک زنجاني:
بابك زنجاني، الذي صدر بحقه حكم بالإعدام على خلفية فضائح فساد نفطي وغسل أموال بمليارات الدولارات، أُعفي من العقوبة بأمر مباشر من خامنئي، وتم تخفيف الحكم إلى السجن 20 عامًا. آنذاك، أكدت المقاومة الإيرانية أن هذا القرار يفضح الازدواجية الصارخة في نظام العقوبات، حيث يُعدم الفقراء لأبسط التهم، فيما يُعفى كبار ناهبي المال العام بحماية المرشد.
تقليص العقوبة لم يكن إلا مسرحية دعائية؛ إذ يواصل زنجاني من داخل السجن توقيع صفقات بمئات الملايين مع مؤسسات تابعة للنظام. العقد الأخير المتعلق بالسكك الحديدية دليل واضح على أن لا أحد من رموز الفساد قادر على التحرك دون غطاء من مكتب خامنئي.
المحكوم بالإعدام الذي نهب مليارات الدولارات من ثروات الشعب الإيراني يوقّع من داخل السجن صفقات خيالية. هذه ليست قصة من وحي الخيال، بل واقع يعكس عمق الفساد المنهجي المتجذّر في النظام. إنّه بابك زنجاني، أحد الوجوه المالية البارزة في مافيا خامنئي.
وفي خطوة تكشف بلا مواربة حجم الفساد المؤسسي في النظام، أبرمت وزارة الطرق عقدًا بقيمة 61 ألف مليار تومان، أي ما يعادل 713 مليون دولار تقريبًا، مع شركة “آوان ريل” التي تعود ملكيتها لزنجاني، وذلك تحت ذريعة تطوير شبكة السكك الحديدية. لكن ما يُقدَّم على أنه مشروع بنى تحتية، ليس إلا واجهة تُخفي خلفها ماكينة نهب واسعة النطاق، يقودها خامنئي نفسه، وزنجاني ليس سوى أحد بيادقه في هذه المنظومة.
زنجاني ليس مجرد تاجر فاسد، بل هو أحد الوسطاء الأساسيين للنظام في تهريب النفط وغسل الأموال والالتفاف على العقوبات الدولية، وقد نال التكريم في عهد رفسنجاني وخاتمي، ثم أُدرج اسمه لاحقًا على لوائح العقوبات الأمريكية والأوروبية خلال رئاسة أحمدينجاد، بسبب نشاطاته المشبوهة العابرة للحدود.
اليوم، وفي ظل أزمة اقتصادية خانقة وحصار مالي متصاعد، يعود النظام ليعتمد مجددًا على زنجاني لضخّ العملة الصعبة في شرايينه المتيبسة. ولكن الأموال لا تدخل خزائن الشعب، بل تُحوّل إلى حسابات مغلقة يديرها مكتب خامنئي وقيادة حرس النظام الإيراني. وما زاد الطين بلة، أن زنجاني الذي سبق أن نهب نحو 1.967 مليار يورو من المال العام، يعود اليوم، محصنًا بحماية سياسية مطلقة، ليستكمل مشروعه الإجرامي تحت غطاء مشاريع “تنموية”.
إن ما نشهده ليس حالة فردية، بل يعكس بنية نظام قائم على النهب المنهجي والفساد المقنن. زنجاني أداة من أدوات مافيا خامنئي، التي تتحرك بتوجيه مباشر من رأس النظام. حين تقوم السلطة القضائية ببيع أملاك زنجاني بأسعار بخسة، أو تُعلن تسوية ديونه رغم ضخامتها، فإنها لا تقوم سوى بتنفيذ تعليمات صادرة من أعلى الهرم.
هذا الواقع يرسّخ في وعي الشعب الإيراني أن اللص الحقيقي ليس زنجاني وحده، بل خامنئي وحرس النظام الإيراني ومكتبه الذين أحكموا قبضتهم على الاقتصاد ونهبوا ثروات البلاد. أما زنجانيون أمثاله، فهم مجرد واجهات تُحرّكها الأوامر وتغذّيها الحماية المطلقة.
هذا النهب الممنهج، الذي اعترف به حتى رموز النظام بصيغ وقحة كـ«الاختلاسات غير المسبوقة في التاريخ» وفق تعبير أحمد جنتي، ما كان ليتفشّى لولا السطو الأكبر على حق الشعب في السيادة، والذي بدأ مع القتل والذبح بحق المعارضين والمجاهدين الذين ثاروا دفاعًا عن هذا الحق.
الطريق الوحيد لكسر هذه الحلقة الجهنمية من الفساد، هو إسقاط نظام ولاية الفقيه وإقامة جمهورية ديمقراطية ترتكز على حكم الشعب والعدالة والمساءلة. لا إصلاح مع هذا النظام، ولا نهاية للنهب إلا بزواله.