صورة للاحتجاجات في ایران -آرشیف
موقع المجلس:
علت أصوات الغضب الشعبي في إيران، یوم 22 أبريل 2025ـ و خلال يومٍ واحد، وفي محافظاتٍ مختلفة، علت أصوات لتكشف عن عمق الأزمات المعيشية والإنسانية التي تُخنق بها شرائح واسعة من المجتمع. من كرمانشاه إلى تبريز، ومن خاش إلى قلب طهران أمام سجن إيفين، خرج المواطنون، كلٌّ يحمل وجعه، وكلٌّ يصرخ من موقع ألمه، لكن خلف هذه التجمّعات المتفرقة، يقف مشهد واحد: مجتمعٌ على حافة الانفجار.
في مدينة كرمانشاه، احتشد العشرات من المتقاعدين من مختلف صناديق التقاعد أمام صندوق التقاعد الحكومي، معبّرين عن غضبهم من تدنّي الرواتب وتجاهل الحكومة لظروفهم الصعبة. رُفعت لافتات وهتافات حملت اتهامات مباشرة للنظام بالنهب والكذب، فيما أجمعت الأصوات على أن سنوات الخدمة الطويلة قوبلت بإذلال وفقر بدلًا من التكريم والكرامة.
أما في تبريز، فقد نظّم موظفو مؤسسة الرعاية الاجتماعية وقفة احتجاجية أمام مقرّ المؤسسة، رفضًا لتجاهل أوضاعهم المالية رغم طبيعة عملهم الإنسانية. هؤلاء الموظفون الذين يخدمون الفئات الأضعف في المجتمع، اشتكوا من رواتب لا تكفي لسدّ أبسط احتياجاتهم، وطالبوا بمراجعة فورية لهياكل الأجور وإقرار العدالة الوظيفية.
في خاش، قرية ناصري، خرج الأهالي احتجاجًا على 12 عامًا من العطش المستمر. اجتمعوا أمام دائرة المياه والصرف الصحي، رافضين وعودًا حكومية متكررة لم يُنفّذ منها شيء. وقال السكان إنهم يُستخدمون كورقة في لعبة تبادل الاتهامات بين المسؤولين، بينما لا تزال بيوتهم بلا مياه صالحة للشرب، وسط تصاعد أزمة المياه في سيستان وبلوشستان.
وفي مشهد إنساني مؤلم، تجمّعت عائلات السجناء السياسيين المحكومين بالإعدام أمام سجن إيفين في طهران. رفعوا صور أبنائهم، وهتفوا ضد الإعدام، وطالبوا بإلغاء الأحكام الجائرة، ووقف انتهاكات الحقوق الأساسية في السجون. كانت صرخاتهم أشبه برجاءٍ أخير لإنقاذ أحبّائهم من المقصلة.
وفي سياق منفصل، ندّدوا أيضًا بالحرمان من أبسط حقوق السجناء: منع الاتصالات، وحرمانهم من الخدمات المالية والصحية. هذه العائلات أكدت أن تحركها ليس سياسيًا، بل إنسانيًا، يعبّر عن حق الحياة، ورفض لقتل الأبرياء باسم القانون.
جميع هذه الاحتجاجات، رغم اختلاف مطالبها، تعكس حقيقة واحدة: بلدٌ غارق في الفقر، محاصر بانعدام الأمل، ويقف على صفيحٍ من الغضب. انهيار القدرة الشرائية، انعدام الخدمات الأساسية، وتجاهل السلطة لمطالب المواطنين، كلّها دلائل على اقتراب لحظة الانفجار الاجتماعي في إيران.