صورة للنووي الایراني
الحوار المتمدن- سعاد عزيز کاتبة مختصة بالشأن الايراني:
لم تشهد المنطقة بصورة خاصة والعالم بصورة عامة نظاما مخادعا وخبيثا وماکرا وإنتهازيا ومنافقا کما هو الحال مع نظام الملالي الذي هو ومن أجل أن يضمن بقائه ويدرأ الخطر عن نفسه يتعامل مثل الحرباء، ولذلك فإنه من الانظمة التي من الصعب جعله يلتزم بأي أمور ليست في صالحه في أي إتفاقات تعقد معه ولاسيما إذا ما کانت هذه الاتفاقات غير حازمة ولا تتسم بالحدية والصرامة اللازمة.
نظام الملالي وبعد أن دارت به الايام وأصابته بثلاث طعنات في الصميم في غزة وسوريا ولبنان وجعله ذلك في موقف ضعيف بحيث إن أي تطورات غير عادية من الممکن أن تردي به، فإنه صار يتصرف کالزاهد الحکيم وکالمسالم الوديع الذي يکره الحروب والازمات، لکنه في نفس الوقت يضمر الشر في قرارة نفسه على مضض، ومن دون شك فإنه وبعد أن ذهب مرغما وعلى الضد من رغبته وإرادته الى المفاوضات مع إدارة ترامب، فإنه يبذل کل جهده لکي يلفت الانظار الى الفتوى المشبوهة وغير الموثوقة للدجال خامنئي بشأن تحريم إنتاج القنبلة النووية، في وقت يعلم العلام کله بأن النظام يبدڵ قصارى جهده سرا من أجل إنتاج السلاح النووي.
نظام الملالي من خلال ذلك يحاول کسب الثقة ويعمل من أجل إتفاق نووي جديد فيه شئ من المرونة والتساهل وذلك لکي يستغله من جديد ويعود الى سابق عهده ولاسيما بعد أن يتخلص من الضغط الترامبي، وهذا الامر لفت أنظار المعنيين بالشأن الايراني وکذلك الذين لهم خبرة في ممارسته للخداع والکذب نظير وزير الخارجية الأميركي الأسبق مايك بومبيو، الذي حذر في مقال جديد له بهذا الصدد على خطورة التوجه نحو اتفاق نووي غير صارم مع النظام الإيراني، واعتبر أن مثل هذا الاتفاق لن يجلب سوى المزيد من “الموت لا السعادة”.
في مقدمة المقال الذي تم نشره في صحيفة The Free Press، انتقد بومبيو الاتجاه السائد في بعض الأوساط الأميركية الذي يروج لفكرة أن “هناك خيارين فقط: الحرب أو الاتفاق”، واعتبر أن هذا “كلام فارغ” مؤكدا: “هذا خيار زائف تروجه بعض مراكز التفكير المرتبطة بإدارة أوباما”.
وفي إشارة إلى موقف الرئيس دونالد ترامب الحالي، أوضح بومبيو أن الأخير “فضل الخيار الدبلوماسي” في تعامله مع إيران، لكنه شدد في المقابل على أن “الاتفاق الزائف الذي يركز فقط على تخصيب اليورانيوم سيجلب مزيدا من الموت لا السعادة” وأضاف: “ضحايا آلة الإرهاب الإيرانية يعرفون جيدا أن “العيش بسعادة من دون موت” أمر مستحيل في ظل هذا النظام” وأشار إلى أن النظام في طهران حاليا “في أضعف مواقعه الاستراتيجية منذ عقود”، موضحا: “وكلاء إيران مثل حزب الله تلقوا ضربات قاسية”، و”دول الخليج السنية تستعد للتطبيع مع إسرائيل”، و”يد الرئيس ترامب لا يمكن أن تكون أقوى مما هي عليه الآن”.
بومبيو أعاد التأكيد على شروطه التي أعلنها عام 2018، وقال: “كل الشروط الـ12 التي أعلنتها لا تزال سارية، ويمكن اختصارها في ثلاث نقاط رئيسية”:
ـ “على إيران تفكيك كل منشآت تخصيب اليورانيوم بشكل كامل وقابل للتحقق”، و”منح حق الوصول غير المشروط وغير المعلن لوكالة الطاقة الذرية إلى أي موقع في إيران، وللأبد”، و”الالتزام بعدم تخصيب اليورانيوم أو معالجة البلوتونيوم مرة أخرى”.
ـ “وقف الدعم المالي والعسكري والسياسي للوكلاء في المنطقة”، و”تسليم قيادات القاعدة المقيمين في إيران للولايات المتحدة”.
ـ “السلام مع جيرانها الخليجيين والتوقف عن تهديدهم”، و”تفكيك الشبكة الخارجية لحرس النظام