صورة لإنتفاضة 16 سبتمبر2022
الحوار المتمدن-سعاد عزيزکاتبة مختصة بالشأن الايراني:
بقاء النظام وإستمراره، کان ولازال وسيبقى الهدف الاهم لنظام الملالي ولايوجد هناك ما هو أهم من هذا الهدف بالنسبة للنظام، ولکن کان هناك دائما تفاوتا وإختلافا في مقدار الخطر والتهديد المحدق بالنظام وجوديا في مختلف المراحل، ولم يصل الى درجة الذعر خلال المراحل السابقة إلا في حالتين، الاولى عندما شن جيش التحرير الوطني الايراني هجومه الکبير في عام 1988 وتمکن من تحرير مساحات شاسعة من البلاد وحينها أعلن خميني النفير العام لتيقنه بأن الخطر يحدق بالنظام وجديا.
أما الحالة الثانية فهي کانت بعد إندلاع إنتفاضة 16 سبتمبر2022، التي دامت لستة أشهر وکان العالم کله يتابع عن کثب مجريات الامور وحينها جند النظام کل طاقاته من أجل مواجهة الخطر الداهم المحدق به.
في معظم الحالات السابقة ومن ضمنها الحالتين اللتين أشرنا لهما، فإن النظام کان دائما يمتلك خيارات وبدائل لأسباب مختلفة وکان يوجد هناك ما يمکن أن يتوکأ ويعتمد عليه، لکن لايبدو إن الامور والاوضاع الحالية کما کانت في السابق وخصوصا بعد هزيمة النظام إقليميا وتزايد الغضب الشعبي وتصاعد العمليات الثورية لوحدات الانتفاضة الى جانب تشديد العقوبات وزيادة العزلة الدولية للنظام بالاضافة الى التهديدات الامريکية منذ مجئ دونالد ترامب، إذ صار واضحا بأن النظام قد وصل الى أدنى درجات ضعفه وبات يواجه التهديدات من کل جانب مع ملاحظة إن التهديد الداخلي هو الاکثر خطورة عليه وهو الذي سيحسم الامور في نهاية المطاف.
ما قد آل إليه وضع النظام منذ ذبول وکلائه وسقوط حليفه الدکتاتور بشار الاسد، جعل النظام يتخوف أکثر من أي وقت مضى من السقوط والانهيار ولاسيما وإن العوامل والاسباب الموجبة لذلك قد تهيأت جميعها مع ملاحظة إنها لم تکن کذلك خلال معظم المراحل السابقة، والمٶکد هنا إن إيران تسير صوب التغيير الجذري بخطى حثيثة مع ملاحظة إن الشعب الايراني قد أدرك جيدا بأن الدکتاتورية بشکليها الديني والملکي هما سبب ومصدر بلائه وکل ما قد حل به من أوضاع سلبية ومن معاناة، ولذلك فإن معظم المٶشرات تٶکد بأن الامور هذه المرة تسير بسياق مختلف تماما عن المراحل والحالات السابقة وإن نظام الملالي يواجه هذه المرة تهديدا وجوديا جديا والذي يثير فزع النظام ويجعله يفقد صوابه إنه لا يتمکن هذه المرة من أن ينظم الاعدادات والاحداثيات بما يتلائم معه ولاسيما في أن يتمکن هذه المرة من أن يتجاوز هذه المرحلة بسلام.