وکالة اخبار العرب – بقلم: د. راهب صالح :
شهدت إيران في السادس عشر من أبريل 2025 سلسلة تطورات خطيرة أثارت قلق الأوساط الإقليمية والدولية حيث تم تنفيذ أحكام الإعدام بحق سبعة سجناء في سجون متفرقة من بينهم سجناء في سجون كرج وقرلحصار وكَرمانشاه وزارك. وشملت القائمة أسماء مثل سجاد يارمحمودي ومجيد روحي ومتهمين آخرين ما يعكس استمرار إيران في استخدام الإعدامات كأداة للترهيب الداخلي.
ولم تتوقف موجة الإعدامات عند هذا الحد، بل كشفت مصادر حقوقية عن تنفيذ 47 عملية إعدام خلال أسبوع واحد فقط بينها طفل لم يتجاوز عمره الـ17 عامًا مما أثار موجة غضب واستنكار بين المنظمات الحقوقية والمواطنين على حد سواء.
في سياق آخر أعلنت تقارير عن نقل عدد من المحكومين بالإعدام إلى سجون انفرادية تمهيداً لتنفيذ الأحكام وسط تصاعد الانتقادات لتجاهل النظام الإيراني للمعايير الإنسانية والقانونية.
أما على الصعيد الدولي فقد أكدت الإدارة الأميركية بقيادة الرئيس ترامب استمرار حملة “الضغط الأقصى على طهران مع عقد اجتماعات مغلقة تحت عنوان غرفة الحرب في ظل تخوفات من خطط إيرانية لتسريع برنامجها النووي وتوسيع أنشطتها التسليحية. وقد لوّحت واشنطن بخيارات حاسمة: إما تدمير البرنامج النووي الإيراني أو القيام بعمل عسكري وقائي
وفي المقابل تتعنت طهران إذ شدد كبير المفاوضين الإيرانيين عباس عراقجي على أن حقوق بلاده في تخصيب اليورانيوم غير قابلة للتفاوض بينما أعربت الولايات المتحدة والدول الأوروبية عن قلقها من تكرار سيناريو الاتفاق النووي مع إيران بطريقة قد تكون أكثر خطورة هذه المرة.
وفي تطور مثير للجدل كشفت صحيفة البيت الأبيض عن حادثة دبلوماسية خطيرة حيث تم ضبط دبلوماسي إيراني وهو يسرق قلماً خلال محادثات عمان مما أثار السخرية والغضب في آن واحد معتبرينها دليلاً إضافيًا على حالة التوتر وانعدام الثقة السائد في العلاقات الدولية مع إيران
يبدو أن إيران اليوم تقف على مفترق طرق خطير بين تصعيد داخلي بالبطش والإعدامات وتصعيد خارجي يقوض أي فرصة للحوار ويهدد أمن واستقرار المنطقة والعالم.