موقع المجلس:
أبلغ قاضي التحقيق في باريس محامي منظمة مجاهدي خلق الإيرانية والمقاومة الإيرانية بانتهاء التحقيقات الأولية في قضيّة الهجومين الإرهابيين اللذين استهدفا مبنى داعمي المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية شمال العاصمة الفرنسية، بتاريخي 30 مايو و10 يونيو 2023، وتمت إحالة الملف رسميًا إلى النيابة العامة لمتابعة الإجراءات القضائية.
وفي تطوّر ذي صلة، رفضت محكمة الاستئناف الفرنسية طلب الإفراج المشروط عن خمسة من المرتزقة المتهمين بالهجوم على مبنى «جمعية سيما»، في حين وُضع أربعة آخرون تحت الرقابة القضائية. وكانت هيئة الدفاع عن المتهمين قد طالبت بالإفراج عنهم حتى موعد المحاكمة، إلا أنّ المحكمة رفضت ذلك نظرًا لوجود أدلة قوية على تورطهم في محاولة القتل العمد وإضرام النار عمدًا.
وفي الهجوم الأول الذي وقع بتاريخ 30 مايو 2023، أطلق اثنان من المرتزقة ست رصاصات من مسدس عيار 45 ملم باتجاه المبنى بهدف قتل الساكنين وإحراق الموقع، إلا أن محاولتهما باءت بالفشل. وفي الهجوم الثاني يوم 10 يونيو، أقدم الجناة على سكب مواد حارقة عند مدخل المبنى قبل أن يفرّوا من المكان بسرعة.
أفضت التحقيقات الفنية إلى الكشف عن شبكة واسعة من المرتزقة عبر البصمات وتحاليل الحمض النووي وتتبع المكالمات الهاتفية، وتم إيقاف خمسة منهم حتى الآن. وقد أسفرت تحقيقات الشرطة القضائية عن تشكيل ملف قضائي ضخم يحتوي على آلاف الصفحات من الأدلة والصور، وتم التحقيق مع عشرات الأشخاص المرتبطين بالهجوم. وتشير النتائج إلى أن النظام الإيراني استعان بعصابات إجرامية محترفة ودفع لهم مبالغ كبيرة مقابل تنفيذ الهجمات.
وكشفت التحقيقات أن هذه الهجمات، بالإضافة إلى الهجمات ضد مكاتب المقاومة الإيرانية في برلين ولندن، وكذلك محاولة الاغتيال التي استهدفت البروفيسور ألخو فيدال كوادراس، نائب رئيس البرلمان الأوروبي الأسبق في إسبانيا، تحمل طابعًا مشتركًا في التخطيط والتنفيذ، مما يؤكد ضلوع وزارة مخابرات النظام الإيراني وقوة القدس الإرهابية في توجيهها.
وقد أكد أحد المرتزقة المعتقلين أنه تم تجنيده من قبل «شخصية مهمة» مقابل مبلغ خمسة آلاف يورو لإطلاق النار على المبنى. فيما رفض آخر الإدلاء بأي تفاصيل، مكتفيًا بالقول إنه تلقّى «أمرًا» من شخص يخشى الإفصاح عن هويته خوفًا من الانتقام.
وتشير وثائق المحكمة الصادرة في 18 فبراير 2025 إلى ارتباط هذه الهجمات بهجمات مماثلة وقعت في 4 ديسمبر 2023 في برلين، و5 ديسمبر 2022 في لندن، في توقيتات متقاربة فجرًا.
واختتم المتحدث باسم منظمة مجاهدي خلق الإيرانية بالقول: “تكرار هذه الهجمات الإرهابية يثبت أن النظام الإيراني يسعى مجددًا إلى تصدير معركته مع المقاومة خارج الحدود، إلا أنّه يواجه الرد القاسي من الشعب الإيراني وشباب الانتفاضة داخل الوطن .”