موقع المجلس:
في أجواء من الدعم والتضامن العميق، شهدت العاصمة الأميركية واشنطن في 4 أبريل 2025، مؤتمرًا نوروزيًا نظّمه مكتب المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، بحضور عدد من أبرز الشخصيات السياسية الأميركية، وممثلي الجاليات الإيرانية، ومناصري منظمة مجاهدي خلق الإيرانية، للتعبير عن وحدة الصفّ في دعم نضال الشعب الإيراني ومقاومته المنظمة في وجه الديكتاتورية الدينية.
کما أكّدوا المتحدثون في هذا اللقاء، أن إيران تقف اليوم على عتبة تحوّل تاريخي مصيري، وأن الوقت قد حان للوقوف بوجه الاستبداد والوقوف إلى جانب مقاومة الشعب الإيراني.
في كلمته، قال عمدة نيويورك الأسبق رودي جولياني: “لقد قضينا وقتًا طويلًا معًا من أجل هذا الهدف. ربما يكون هذا من أكثر الأعمال التي أشعر بالرضا تجاهها في حياتي. إنها تجعلني أشعر بشعور جيد حيال نفسي. وأنا متأكد أنكم توافقونني الرأي: ما لم يتم تدمير خامنئي ونظامه الإرهابي، فلن يكون هناك سلام في الشرق الأوسط، لأنهم ببساطة لن يسمحوا بذلك.”
وأضاف جولياني مهاجمًا سياسة المساومة مع النظام: “لقد كنا قد صادَرنا أموالهم، لكننا أعدناها. هذه الأموال صودرت من ديكتاتور، وكان ينبغي أن تُعاد إلى دولة حرّة. لكننا، في الواقع، صادَرناها من ديكتاتور رهيب، مجنون وقاتل يُدعى الشاه، وأعدناها إلى ديكتاتور أسوأ منه. سيأتي يوم نعرف فيه ما هو النفوذ الذي كان قائمًا، وأين حدث هذا النوع من الخيانة لأميركا. الشاه أيضًا كان قاتلًا ولصًا كبيرًا، ومن الضروري أن يعرف الناس تاريخ الشاه بما فيه من شرطة سرية، وسجون، وتعذيب، وفساد، ونهب واسع.”
وفي ختام كلمته، استذكر جولياني محاولة تفجير كانت تستهدفه شخصيًا: “آخر مرة شاركت فيها في أحد احتفالات النوروز، حاولوا قتلي. كان ذلك في ألبانيا. تم القبض على أربعة منهم، وكانوا يريدون تفجير المكان لاغتيالي أنا والسيدة مريم رجوي. أشكر الله على نجاتنا. وكل عام وأنتم بخير.”
أما السيناتور روبرت توريشلي، فقد شدد على أهمية التحالف العابر للأحزاب في دعم المقاومة، وقال: “لقد كرّست سنوات عديدة من حياتي لدعم النضال من أجل إيران حرّة، ولم أكن يومًا جزءًا من تحالف أفضل من هذا. إنها قصة غير مكتوبة في السياسة الأميركية؛ لكن التحالف بين الديمقراطيين والجمهوريين، الليبراليين والمحافظين، الذين اجتمعوا خلال هذه السنوات لدعم السيدة رجوي والمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، لا مثيل له مقارنة بأي شيء رأيته في السياسة الأميركية.”
وأضاف: “في التاريخ توجد العدالة. لا أعرف ما هي الشرارة، لكنها شرارة واحدة تُشعل نارًا تحرق كل الظلم، وتُشعّ نورًا جديدًا على مستقبل إيران.”
بدوره، ألقى السفير روبرت جوزف، مساعد وزير الخارجية الأميركي الأسبق، كلمة عبّر فيها عن تشخيص واضح لوضع النظام الإيراني، فقال: “لم يكن الملالي في يوم من الأيام بهذا القدر من الضعف واليأس. استراتيجيتهم الخارجية في العام الماضي انهارت تمامًا. النظام الديكتاتوري في دمشق سقط، وحلفاؤهم في العراق واليمن وأماكن أخرى باتوا في موقع التراجع والانكفاء.”
وأضاف: “أما في الداخل، فالوضع أسوأ بكثير بالنسبة لهم. الاقتصاد منهار، ولا يتمتعون بأي شرعية بين أبناء الشعب الإيراني. لم يتبقَّ لديهم إلا المزيد من القمع والمزيد من الإعدامات. لكنهم يدركون أن اللعبة انتهت. يدركون أنهم خاسرون، وأعتقد أن هذه الوحشية اليومية التي نراها في جميع أنحاء إيران هي دليل على نهاية النظام.”
وختم قائلًا: “يجب أن نتذكر دائمًا أولئك الذين ضحّوا بحياتهم من أجل إيران حرّة. دعونا نُحيي هذا النوروز في ظل الرسالة المقدسة التي حملها هؤلاء الشهداء، ونعاهدهم على مواصلة الطريق حتى النصر.”
لقد شكّل هذا المؤتمر أكثر من مجرد احتفال سنوي، بل كان رسالة سياسية بليغة موجهة إلى المجتمع الدولي، مفادها أن المقاومة الإيرانية ليست وحدها، وأن الدعم الشعبي والدولي لها يزداد يومًا بعد آخر، في مشهد يعكس اتساع الشرعية التي باتت تحوزها كخيار بديل وواقعي لمستقبل إيران.