صورة للاحتجات في ایران-آرشیف
بحزاني – منى سالم الجبوري:
يتفق معظم المراقبون والمحللون السياسيون المعنيون بالشأن الايراني، إن الهزائم النوعية التي تکبدها مٶخرا والتي کانت ذروتها سقوط حليفه الاستراتيجي نظام بشار الاسد، وما يمکن أن تتخمض عنه سياسة الضغط الاقصى الامريکية في إجبار النظام على الرضوخ للمطالب الدولية فيما يتعلق بالبرنامج النووي، من شأنه أن يفتح المجال أمام المزيد من الهزائم الاخرى لهذا النظام إذ لا يوجد في الافق ما
يمکن أن يوحي لإمکانية النظام بأن يستعيد رباطة جأشه ويحول دون المزيد من الهزائم والتراجعات الاخرى.
الملاحظة المهمة جدا والتي يجب أخذها بنظر الاعتبار، هي إن النظام أصابه الخوف والقلق الى أبعد حد من الهزائم الاخيرة المنکرة التي تعرض لها، لأنه يعلم جيدا بآثارها وتداعياتها على الاوضاع الداخلية ولاسيما من حيث تحفيز الشعب للمضي في عملية الصراع والمواجهة ضد النظام حتى نيله لحريته وتحقيق التغيير السياسي الجذري، والذي يضاعف من خوف وقلق النظام وجود معارضة وطنية فعالة يلتف الشعب الايراني بمعظم مکوناته وشرائحه حولها والتي تتمثل في المجلس الوطني للمقاومة الايرانية التي تخوض صراعا ضاريا ضد النظام في داخل إيران وعلى الصعيد الدولي أيضا وحتى إن إنتفاضة 16 سبتمبر2022، التي إستمرت ولأول مرة أکثر من 6 أشهر، قد أثبتت قدرة وإمکانية هذا المجلس في مواجهة النظام خصوصا وإن وحدات الانتفاضة تقوم بدورها کيد ضاربة للمقاومة الايرانية ضد النظام حيث تقوم بتنفيذ مئات العمليات الثورية ضد مراکز ومٶسسات النظام، ولذلك لم يکن غريبا عندما أعلن المرشد الاعلى للنظام الايراني عن تخوفه من الداخل الايراني وإحتمال إندلاع إنتفاضة بوجه النظام، وخوف المرشد الاعلى هو بالاساس من المقاومة الايرانية التي تتربص بالنظام وتنتظر الظروف المناسبة لکي تلحقه بسلفه نظام الشاه.
وتخوف خامنئي من إنفجار الاوضاع الداخلية هذا صار مادة مناسبة لوسائل الاعلام العالمية، وبهذا الصدد و في مقال للنائب السابق في البرلمان الأوروبي استروان ستیفنسون نشر على موقع تاونهال الأميركي، تناول التطورات المقلقة داخل النظام الإيراني، انطلاقا من خطاب خامنئي بمناسبة عيد النوروز، الذي وصفه الكاتب بأنه كئيب ومشحون بالخوف من المستقبل مشيرا إلى أن الولي الفقيه أدرك أن أيام حكمه باتت معدودة.
وأشار ستيفنسون الى أن خامنئي البالغ من العمر 85 عاما، حذر من مؤامرات مزعومة تهدف إلى إثارة الفتنة في الداخل، وهو ما اعتبره الكاتب مؤشرا على خوف حقيقي من اندلاع انتفاضة جديدة على غرار تلك التي اجتاحت إيران خلال الأعوام 2017، 2019، و2022. في كل تلك المحطات، بحسب الكاتب، خرج الملايين إلى الشوارع، وقوبلوا بالعنف المفرط على يد قوات حرس النظام الإيراني
وميليشيا البسيج، ما أسفر عن مئات القتلى وآلاف المعتقلين.
كما أشار إلى أن الولي الفقيه ورئيسه المعين بزشکیان، يتحملان مسؤولية ما وصفه بـحملة إعدامات وحشية تهدف إلى ترهيب المجتمعحيث ارتفعت الإعدامات بنسبة 42٪ خلال العام الماضي، واقترب عدد المعدومين من 1200 شخص، بينهم نساء وقاصرون، وسط تكتم إعلامي وتسجيلات سرية.