بحزاني – منى سالم الجبوري:
بعد إنتفاضة 28 ديسمبر2017، التي إندلعت بوجه النظام الاستبدادي القائم في إيران والتي لعبت منظمة مجاهدي خلق الایرانیة دورا فعالا ومٶثرا بإعتراف المرشد الاعلى للنظام، هذه الانتفاضة التي کانت ذات طابع سياسي واضح المعالم يدعو الى إسقاط النظام، فإنه وبعد الآثار والتداعيات المختلفة لها على النظام والدور الذي لعبته في فضحه وتعريته أمام العالم، فإن منظمة مجاهدي خلق سعت للإستفادة من التقدم النوعي الذي تم تحقيقه في عملية الصراع والمواجهة ضد النظام وقامت بتشکيل وحدات الانتفاضة من الشباب والشابات المٶمنين بحق الشعب الايراني في الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية، وهذه الوحدات وبما قامت بتنفيذه من عمليات ثورية وتعبوية ضد النظام لعبت دورا أساسيا في التمهيد لإنتفاضتي 15 نوفمبر2019 و16سبتمبر2022، وهو ما أثار مخاوف النظام کثيرا وجعله يضاعف من إجراءاته الامنية المشددة من أجل وضع عوائق أمام هذه الوحدات.
الاجراءات الامنية المشددة وإلقاء القبض على عدد من أعضاء هذه الوحدات ومحاکمتهم وإصدار أشد العقوبات الظالمة بحقهم، لم تتمکن من کبح جماح وحدات الانتفاضة والحد من نشاطاتها، والدليل الواضح جدا على ذلك إن العمليات الثورية لوحدات الانتفاضة خلال السنة الايرانية الماضية 21 مارس2024 ـ 21 مارس2025، قد بلغت أکثر من 3000 عملية ضد النظام في سائر أرجاء إيران، وهو الامر الذي لفت أنظار المراقبين والمحللين السياسيين المختصين بالشأن الايراني وجعلهم يعيدون بناء تصوارتهم وتحليلاتهم للأوضاع في إيران بإضافة هذا العامل المهم والحيوي الذي صار يلعب دورا فعالا في توجيه مسار الاحداث وصناعتها.
صار واضحا بأن العمليات الثورية لوحدات الانتفاضة تلعب دوراليس في زيادة الوعي السياسي الشعبي ضد النظام وإنما في تطويره أيضا، ولاسيما وإن الاصداء والتأثيرات الإيجابية لهذه العمليات باتت تظهر واضحة في التحرکات الاحتجاجية لمختلف شرائح ومکونات الشعب الايراني وإن تظاهرات العمال والمتقاعدين والموظفين والکسبة وغيرهم مثال على ذلك بل وإن تظاهرة مزارعي إصفهان وإستمرارها هي في الواقع من نتاج التأثيرات التعبوية لوحدات الانتفاضة.
النظام الايراني اليوم إضافة الى کل الاوضاع السلبية والتحديات والتهديدات المختلفة التي يواجهها، فإن وحدات الانتفاضة التابعة لمنظمة مجاهدي خلق بما تقوم به من عمليات ثورية مستمرة ضد النظام صارت تشکل هاجس وکابوس رعب لا تتمکن من الخلاص منه على الرغم من کل المحاولات المکثفة التي يقوم بها، والذي يضاعف من خوف ورعب النظام هو إنه يعلم بأن الهدف النهائي لهذه الوحدات يکمن في تحقيق هدف الشعب الايراني الاکبر بإسقاط النظام.