موقع المجلس:
شهدت واشنطن العاصمة الاجتماع النوروزي لمكتب المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية بحضور شخصيات أمريكية بارزة وعدد من أنصار المقاومة الإيرانية وممثلي الجاليات الإيرانية، وذلك تضامنًا مع نضال الشعب والمقاومة الإيرانية.
تحدث في هذا الاجتماع كل من رودي جولياني، عمدة نيويورك الأسبق، والسيناتور روبرت توريشيلي، والسفير روبرت جوزف، النائب السابق لوزير الخارجية الأمريكي.
قال العمدة رودي جولياني في كلمته:
«أود أن أشكر السيدة مریم رجوي و منظمة مجاهدي خلق الإيرانية. وأنا على يقين من أنكم تتفقون معي في أن السلام لن يتحقق في الشرق الأوسط ما دام (خامنئي) ونظام الإرهاب هذا لم يُسقطا، لأنهم لن يسمحوا بذلك».
وأشار جولياني إلى سياسة المسايرة التي انتهجتها الإدارة الأمريكية السابقة تجاه النظام الإيراني، وقال:
«لقد كنا قد جمدنا أموالهم، ثم قمنا بإعادتها. ولكن تلك الأموال كانت قد جُمّدت من دكتاتور وكان من المفترض أن تُعاد إلى حكومة حرة. وبدلًا من ذلك، قمنا بإعادتها إلى دكتاتور أسوأ. لقد جُمّدت من دكتاتور فظيع ومجنون وقاتل، أي الشاه، ثم أعيدت إلى دكتاتور أسوأ. وفي يوم ما، سأعرف ما كان ذلك النفوذ، وأين وقعت تلك الخيانة لأمريكا».
وتحدث جولياني لاحقًا عن الضربات التي تلقاها النظام الإيراني في المنطقة، بما في ذلك سقوط ديكتاتورية الأسد، وقال:
«الآن، إيران (النظام) أصبحت وحيدة. لقد تم القضاء على الميليشيات التابعة لها. نحن نقلنا ثلاث أضعاف عدد المقاتلات إلى هناك، وهناك مجموعة جديدة من حاملات الطائرات في الطريق لتكمل المجموعة المتواجدة هناك. لا أستطيع أن أتصور أن كل هذا يحدث بلا سبب. في وقت ما، سيكون من الضروري استبدال (خامنئي)، وأعتقد أن ذلك سيحدث هذا العام.
السيدة رجوي وأنتم جميعًا، عملتم على ذلك بطرق مختلفة ولسنوات طويلة، والآن أصبح هذا أمرًا ممكنًا».
كما أضاف جولياني:
«(الشاه) أيضًا كان قاتلًا مجنونًا، وشخصًا ضعيفًا جدًا، وجبانًا، ولصًا كبيرًا. وابنه مثال حي على الانحطاط الجيني الخطير. أعتقد أنه من الضروري جدًا أن يتعلم الناس تاريخ الشاه بما فيه من شرطة سرية، وسجون، وتعذيب، وفساد، وسرقة هائلة. لقد كانت حملة النظام ضدكم وضدنا ملحوظة، وهذا يعني أن هناك جهدًا توعويًا يُبذل، سيكون ضروريًا لضمان فوزكم في المعركة النهائية».
وفي ختام كلمته، قال العمدة جولياني:
«أنقلوا تحياتي ومحبتي إلى السيدة رجوي، فهي واحدة من أشجع وأروع الأشخاص الذين قابلتهم على الإطلاق. لقد كنتم ترون (الحرية) في أحلامكم، وهي الآن واقع يلوح في الأفق. نوروز مبارك. آخر مرة حضرت فيها مثل هذا الاحتفال، حاولوا قتلي. كان ذلك في ألبانيا، حيث تم القبض على أربعة أشخاص كانوا يخططون لتفجيرنا أنا والسيدة رجوي. أنا ممتن جدًا لكم، وسنة جديدة سعيدة».
السيناتور روبرت توريشيلي
قال السيناتور روبرت توريشيلي في كلمته خلال هذا التجمع مخاطبًا أنصار المقاومة الإيرانية من الشباب:
«(أنتم) لم تنسوا إيران، تعرفون من أين أتيتم، ولم تتخلوا عن النضال. أشكركم جميعًا. أنتم مصدر إلهام. أنا، مثل رودي (جولياني)، كرّست سنوات طويلة من حياتي لمساعدة النضال من أجل إيران حرة، ولم أكن يومًا في تحالف مع أشخاص أفضل منكم.
إنه فصل غير مكتوب في السياسة الأمريكية، لكنّ التحالف بين الديمقراطيين، والجمهوريين، والليبراليين، والمحافظين، الذين اجتمعوا خلال هذه السنوات لدعم السيدة رجوي والمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، لا مثيل له مقارنةً بأي شيء رأيته في السياسة الأمريكية. من ليندا شافيز إلى روبرت جوزف، ولينكولن بلومفيلد، والعقيد مارتن، وجميعكم».
وأضاف السيناتور توريشيلي في جزء آخر من كلمته:
«كموظف شاب في البيت الأبيض في أواخر السبعينيات، كنت أستطيع أن أحدد موقع إيران على الخريطة. كنت أعلم أن الشاه شخص سيء، لكن بصراحة، لم أكن أعرف الكثير.
في كل مرة كان يزور رئيسٌ أجنبي البيت الأبيض، إذا لم يكن الحضور كبيرًا بما فيه الكفاية، كانوا يُخرجونك من مكتبك عنوة لتقف في الحديقة الجنوبية وتصفق.
في أحد الأيام، أخرجوني بالقوة من مكتبي وأنزلوني لأصفق؛ وكان القادم هو الشاه! في نفس المكان الذي ألقى فيه جيمي كارتر خطابه الشهير حين قال للشاه: “أنت جزيرة الاستقرار”. لكن حكمه لم يستمر إلا حوالي شهرين بعدها.
آلاف وآلاف من الشباب الإيرانيين من مختلف الجامعات الأمريكية خرجوا للاحتجاج بنفس الروح والإرادة التي تتحلون بها أنتم اليوم.
كان بإمكان أولئك الطلاب أن (يصابوا باليأس). لم يكن لديهم حتى نصف الدعم الذي نملكه نحن اليوم ضد الملالي. لم يكونوا منظمين مثلنا، ولم يكن لديهم ما نملكه من موارد، ومع ذلك أسقطوا (الشاه)، تمامًا كما سنُسقط نحن الملالي، وبنفس اليقين الذي تقفون به هنا اليوم. المسألة فقط هي مسألة وقت».
وتابع قائلاً:
«في التاريخ هناك عدالة. وهذه العدالة قادمة.
قال بيل كلينتون في خطاب شهير مقتبسًا من مارتن لوثر كينغ: “قوس التاريخ قد ينحني ببطء، لكنه ينحني نحو العدالة”.
وكما قال رودي (جولياني)، هذه النهاية لن تكون طويلة وبطيئة. سيأتي يوم، ستستيقظون صباحًا، وسيستعيد شعب إيران بلاده».
وختم توريشيلي كلمته قائلاً:
«لا أعلم ما هي تلك الشرارة. لكنها شرارة ستشعل نارًا تحرق كل أشكال الظلم، وتضيء مستقبلًا جديدًا لإيران.أيام عظيمة في الطريق. شكرًا لأنكم سمحتم لي بأن أكون جزءًا من هذا النضال.
وشكرًا لكم جميعًا لأنكم لم تنسوا من أنتم، ولم تتخلوا عن أرض آبائكم وأجدادكم».
السفير روبرت جوزف – النائب السابق لوزير الخارجية الأمريكي
قال السفير روبرت جوزف في كلمته خلال الاجتماع، مهنئًا الحضور بعيد النوروز: «كما قال الآخرون، لم يكن الملالي يومًا بهذا الضعف واليأس من قبل. استراتيجيتهم الخارجية في العام الماضي مُنيت بفشل ذريع. لقد سقط النظام التابع لهم في دمشق، وتعرض حلفاؤهم في العراق واليمن وأماكن أخرى للضعف والتراجع.
أما الحوثيون، فمن المحتمل أن يُزالوا قريبًا كآخر بقايا استراتيجية فاشلة للملالي؛ وهي استراتيجية حرمت الشعب الإيراني من ثرواته الوطنية، ومن مكانته المستحقة كأمة عريقة تحظى بالاحترام».
وأضاف: «أما في داخل إيران، فأعتقد أن الوضع أكثر سوءًا بالنسبة للملالي المذعورين. الاقتصاد ينهار. الشعب قد رفض الديكتاتورية بكل أشكالها. الشعب الإيراني قال كفى.
وأعتقد أنه في ظل فقدان أي أمل في الحصول على شرعية من الشعب، لم يعد أمام الملالي سوى المزيد من القمع والمزيد من الإعدامات. لكنني أظن أن الملالي يدركون أن اللعبة قد انتهت، وأنهم خاسرون، وأن الوحشية التي نشهدها يوميًا في كل أنحاء إيران ما هي إلا مؤشر على نهاية هذا النظام».
وتابع قائلًا: «أهم ما يمكننا فعله هنا، في هذا البلد، هو أن نعترف بحق الشعب الإيراني في إسقاط الظالمين، تمامًا كما فعلنا نحن قبل أكثر من 250 عامًا. علينا أن ندافع عن سياسات تعزل هذا النظام سياسيًا واقتصاديًا، وأن نمارس أقصى قدر من الضغط في كل المجالات. ويجب، كأولوية أولى، أن نمتنع عن تقديم أي شريان حياة جديد لهذا النظام عبر سياسة الاسترضاء، مهما كانت صيغتها أو غطاؤها».
وأردف السفير جوزف:«يجب علينا أن نتصدى بكل الحجج الممكنة للأساطير الكاذبة التي يروج لها النظام عن المعارضة، خاصة فيما يتعلق بالمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية ومنظمة مجاهدي خلق، ويجب أن نستبدل هذه الأكاذيب بالحقيقة. إن “الحمقى المفيدين” في الجامعات، ومراكز الأبحاث، والحكومة، أبقوا النظام على قيد الحياة طويلًا عبر التضليل والأكاذيب.
العار على من خدموا الملالي من خلال محاولاتهم لتشويه صورة المعارضة الحقيقية التي يمكنها أن تحقق الحرية لإيران، والتي ستفعل ذلك بالفعل».
وقال أيضًا: «الليلة، كما في مناسبات كثيرة أخرى، أشعر أننا على أعتاب يوم جديد. وأنا أعلم أن الترجمة الحقيقية لكلمة نوروز هي “يوم جديد”؛ يوم جديد من الحرية للشعب الإيراني الذي ناضل لعقود طويلة لإسقاط الاستبداد والقيود التي كبلته ومنعته من تحقيق كامل إمكاناته.
استبداد الشاه أولًا، ثم وعلى مدى 46 عامًا، الديكتاتورية الدينية. نحن اليوم أقرب من أي وقت مضى إلى هدفنا. علينا أن نتذكر عشرات الآلاف ممن ضحّوا بأرواحهم من أجل إيران حرة.
فلنُحيِ هذا النوروز تخليدًا للهدف المقدس الذي حمله أولئك الشهداء».
وفي ختام كلمته، توجه السفير روبرت جوزف إلى الشباب الداعمين للمقاومة وكل الشباب التواقين للحرية، قائلًا:«دعوا السيدة رجوي تكون قدوتكم. دعوها تكون دليلكم، وكما قال ونستون تشرشل: لا تستسلموا أبدًا، أبدًا، أبدًا. هذا ما أعتقد أن السيدة رجوي تجسده بالفعل، وأتمنى – بل أثق – أنكم جميعًا ستأخذون هذا الكلام بجدية. لا تستسلموا أبدًا. سننتصر.سيسقط الملالي. وسنحظى بمستقبلٍ فيه إيران حرّة وديمقراطية».