صور للاحتجاجات في ایران – آرشیف
ایلاف – محمود حكميان:
الأحداث والتطورات المتسارعة المرتبطة بالأوضاع في إيران، وخصوصاً ما يجري في داخل إيران، تعيد إلى الأذهان العام 1978، أي العام الذي سبق سقوط نظام الشاه، حيث كانت الأمور كلها تسير باتجاه طريق مسدود لا يمكن الخروج منه، وكان النظام يبذل أقصى ما في وسعه من أجل ضمان بقاء النظام، وحتى إنه كان يقدم تنازلات غير مسبوقة في سبيل وقف مد الرفض الشعبي العارم له، ولكن وكما حدث وجرى، فإن السيف قد سبق العذل، ولم يكن من سبيل أمام النظام سوى مواجهة مصيره بالسقوط.
تشبيه العام 2025 بالعام 1978، يأتي من حيث إن مشاعر الرفض والكراهية الشعبية للنظام قد وصلت إلى الذروة، ولم يعد بإمكان النظام استعادة سابق عهده، لكن مع ملاحظة مهمة جداً، وهي إن النظام الحالي، إضافة إلى ممارساته القمعية التي تجاوزت الحدود، فإنه في سياساته الخارجية قد جعل من إيران مصدراً وبؤرة لتصدير الإرهاب وإثارة الحروب والأزمات، بما أثر على سمعة ومكانة إيران على الصعيد الدولي، وهو الأمر الذي جعل الشعب يسخط على النظام كثيراً ويراه غير جدير بالحكم، وعلى وجه الخصوص بعدما آلت الأوضاع إلى المنعطف الحالي الخطير جداً، وإن المطلب الأساسي الحالي في إيران هو تغيير النظام بصورة لا تسمح بعودة الدكتاتورية مرة أخرى، ولذلك فإن الاحتجاجات الشعبية تتعاظم بصورة ملفتة للنظر، بالإضافة إلى العمليات التي تُنفَّذ من قبل وحدات الانتفاضة والتي لم يعد بإمكان النظام التستر والتغطية عليها، وخلاصة الأمر إن الشعب الإيراني الذي ضاق ذرعاً بالنظام السابق ولم يجد من سبيل وخيار أمامه سوى إسقاطه، فإنه في الوقت الراهن يتخذ موقفاً مشابهاً لذلك الذي اتخذه من نظام الشاه.
إيران في المرحلة الحالية التي تشير بصورة أو أخرى إلى نفاد الصبر الدولي من النظام القائم في إيران، ولا سيما بعد أن ثبت أنه لا يرضخ للمطالب الدولية عن طريق طاولة المحادثات التي صارت ساحة لتنفيذ تكتيكات له من أجل خدمة استراتيجيته طويلة المدى، وإن التجربة المرّة للمجتمع الدولي في التفاوض مع هذا النظام لم تدفعه إلى السأم، بل وحتى قد طفح به الكيل، وإن الموقف الأميركي الصارم إلى جانب التحذير البريطاني بتفعيل آلية الزناد وإعادة فرض العقوبات الدولية المفروضة على النظام الإيراني في حال استمرار تهديداته النووية ودعمه للإرهاب في المنطقة، تشير إلى إن مرحلة الجزرة قد انتهت، وليس هناك إلا مرحلة العصا.
حساسية الأوضاع والاحتمالات الواردة بحصول مواجهة عسكرية ضد النظام في ضوء رفضه التخلي عن برنامجه النووي، وبشكل خاص الجانب العسكري منه، فإن الذي يبدو واضحاً هو إن الشعب الإيراني الذي عانى كثيراً من البرنامج النووي ولا زال يدفع ثمناً باهظاً بسببه، ليس مستعداً لأن يضحي من أجل برنامج مشبوه لم يجلب عليه وعلى إيران سوى الآثار والتداعيات السلبية، وإن هذا النظام الذي يسير في طريق قطيعة مع العالم، فإن الأمر نفسه يجري مع الشعب الذي لا يبدو إنه سيسمح لهذا النظام بالبقاء.
لقد حان وقت انهيار النظام الإيراني. والآن هو الوقت المناسب لتغيير هذا النظام ودعم الشعب والمقاومة الإيرانية للإطاحة بهذا النظام الراعي للإرهاب وإقامة حكومة ديمقراطية وشعبية.